السبيل في الطيبة ( سْبيل ) ، إعداد : المربي محمد صادق جبارة
أيها القارئ العزيز في هذا المقال سوف نتحدث عن السبيل و بلغتنا العامية ( سْبيل ) و هو وقف إسلامي لسقي الماء لعابري السبيل و المارة رغبة في الأجر و ليس السبيل
المربي محمد صادق جبارة
فقط حفر الآبار لسقي الماء للإنسان و الحيوان إنما زراعة الأشجار المثمرة على جوانب الطرق كشجرة السدر و التين و الصبر و الإهتمام بها حتى النضوج لتكون مصدر للغذاء لعابر السبيل .
فحفر الآبار في الإسلام هو أيضاً مستحب حيث يسهل على الإنسان إيجاد الماء و يعتبر صدقة جارية لأنه حتى بعد موت الإنسان الذي حفره تبقى البشرية تنتفع به عن سعد بن عبادة أنه قال (" قلت : يا رسول الله إن أمي ماتت أفأتصدق عنها ؟ قال : نعم ، قلت : فأي الصدقة أفضل ؟
قال : " سقي الماء " ) .
من المعروف أن الحضارات القديمة قامت حول الأنهار ومصادر المياه كما أن الصراع كان ولا يزال على موارد الماء و مصادرها وعيون الماء و ينابيعه شهدت تجمع السكان حولها ولنبع البلد وعين الماء في بلدة الطيبة أهمية خاصة فهي تحتل مكانة المركز الرئيسي لأنها مصدر الرزق و عصب الحياة . فبئر السفساف التي تقع غرب الشارع الرئيسي بين بيت السيد مصطفى الحادي حتى بئر المرحوم الحاج سليم و كانت تقع على الطريق الرئيسي للقوافل التي كانت تمر بها في ذهابها و إيابها من مصر إلى اسطنبول و قد سميت هذا البئر بهذا الاسم لأن ذرات تراب أرضها دقيقة و تثور مع الريح و قد شرب منها عابري السبيل و سكان البلدة بالإضافة إلى سقي الأغنام على يد الرعاه فهو سبيل حفرها بعض الناس من البلدة لتكون صدقة جارية فبئر الجلمة الموجودة في منطقة الشيخ مسعود في الجلمة و كانت مياهها من ماء المطر شرب منها سكان المنطقة و كذلك أغنامهم و مواشيهم .
فالفلاح العائد إلى بلدته من السهول البعيدة شرب من هذه البئر و جلس تحت الشجرة القريبة من مقام الشيخ مسعود ليستريح و ليستظل في ظلها أما بيارة النشل تقع بالقرب من مسجد " نداء الإسلام " و قد طمروها بالتراب خوفاً على الأطفال من السقوط فيها و قد كانت مياهها عذبه كما حدثنا المسنين فشرب منها معظم سكان الحاره الفوقا و روى لي بعض المسنين أن مصدر مياهها " منطقة نابلس " ولا ننسى البئر القديم ( البئر التي شرب منها سكان الطيبة جميعهم ) و كانت مياهها عذبة تقع بجوار بناية رعاية الطفل الواقعة بجوار مقابر آل منصور في منطقة دار الجبالي . أقاموا عليها سنة 1947 م مضخات لسحب المياه منها و توزيعها على بيوت السكان و قد أغلقت قبل سنين لوجود بديل لها . بالإضافة إلى الآبار التي حفرها سكان البلدة لتكون سبيلاً و صدقة جارية مثل بئر فرديسيا و بئر زقطة التي تقع في الحارة الفوقا إلى الشمال من مدرسة إبن خلدون و قد أقيمت على ساحتها بيوت السادة وليد عبد اللطيف الصالح جباره و إخوانه .
فهذه الآبار حفرت لتكون سبيلاً لسكان البلدة قام بها أناس من الطيبه لتكون صدقة جارية لهم كان بجانب بيارة المرحوم صادق الحاج يوسف حاج يحيى حوض من الماء يشرب منه العائد من السهول البعيدة و رعاة الأغنام و كان هذا الحوض سبيلاً لعابري الطريق و كان مصدر مياهه من البيارة هذا بالنسبة للماء و حفر الآبار و لكن من المهم أن نذكر القارئ بأن زراعة الأشجار بجانب ضفتي الواد و الشارع الرئيسي 444 ( السلطانه ) و منطقة الشيخ مشرف و منطقة السبوبة و الجلمة كانت صدقة جارية فزرعت أشجار السدر و التين و العنب و الصبر يأكلها المارة و الفلاحين .
حتى زراعة الأشجار زرعت ليست للأكل فقط بل للجلوس تحت ظلها وكانت صدقة جارية كشجرة البلوطه الموجودة في أرض المرحوم صادق الحاج يوسف غربي البلده .
فكان الفلاح الطيباوي أو الإنسان ميسور الحال يقوم بتسبيل عدة شجيرات من أرضه الخاصة سبيلاً لعابر السبيل أي جعلها مصدر للغذاء مجاناً كصدقة جارية . هكذا كان أجدادنا و آباؤنا من ميزاتهم الشهامة و الكرم و مخافة الله و كل ذلك رغبة بالأجر من الله عز و جل .
و لكن في أيامنا هذه تطور الأمر و أصبحت الثلاجات منتشره بالبلدة في المدارس و الشوارع بديلاً عن حفر الآبار و هل من أحد يزرع الأشجار لغيره كما كان سابقاً ؟
شجرة السدر والصبر غربي البلدة بجانب الوادي أي بجانب أرض عبد السلام ادريس (سْبيل) - صور من كاتب المقال - محمد جبارة
شجرة السدر في منطقة السبوبة (سْبيل)
الصبر على الضفة الشرقية من الوادي (سْبيل)
شجرة البلوط الموجودة في أرض المرحوم صادق الحاج يوسف حاج يحيى، استفاد منها الراعي ليستظل بظلها (سْبيل)
شجرة تين مسبلة من قبل أحد المزارعين غربي البلدة بجانب الوادي (سْبيل)
من هنا وهناك
-
المحامي يوسف شعبان يكتب : مقترح سن قانون لمراقبة اجهزة الهواتف والتنصت عليها مهزلة يجب الوقوف ضدها
-
مقال: هل أمريكا العظمى في طريق الانهيار مثل الاتحاد السوفيتيّ ؟ بقلم : المحامي زكي كمال
-
هدنة الشمال : هل ستكون لغزة ‘ نافذة النجاة ‘ ؟ بقلم : علاء كنعان
-
التّراث الفكريّ في رواية ‘حيوات سحيقة‘ للرّوائي الأردنيّ يحيى القيّسي - بقلم : صباح بشير
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب في بانيت : حتى نلتقي - ممالك وجمهوريات
-
علاء كنعان يكتب : حماس بعد السنوار - هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
-
د. سهيل دياب من الناصرة يكتب : ما يجري في الدوحة ؟
-
قراء في كتاب ‘عرب الـ 48 والهويّة الممزّقة بين الشعار والممارسة‘ للكاتب المحامي سعيد نفاع
-
مركز التأقلم في الحولة: نظرة عن الحياة البرية في الشمال
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - نحن ولست أنا
أرسل خبرا