قصة العصفور المشاكس
في أحد الأيام كان أرنب صغير لطيف وظريف، يلهو ويلعب بالغابة، اسمه أرنوب المشاغب، عيناه كبيرتان، وفروه أبيض، يأكل الجزر، ويمرح بجانب النهر.
صورة للتوضيح فقط - تصوير: iStock-aluxum
سمع الأرنوب صوتًا وأنينًا حزينًا من بعيد، فتوقف بُرْهَة ليعرف مصدر الصوت، فبدأ ينظر هنا وهناك يتفقد المكان، سقط الجزر ويده ترتعش من الهلع.التفت الأرنوب المشاغب ودقات قلبه تتسارع خوفًا، إذا بعُشْب أخضر يتحرك، فزاد الخوف أكثر، فتوقف حذِرًا يفكر ويسأل: هل أنا في حلم أم في يقظة؟ هل يمكن للعشب أن يتكلم؟!بدأ الأرنوب يتحرك خَطوة خطوة نحو العشب، وكلما اقترب ازداد الصوت وضوحًا والقلب خفوقًا، لكن سرعان ما ذهب الخوف والحَيْرة؛ فالصوت الحزين ما كان إلا لعصفور صغير جميل، يرتعش رعبًا ويبكي حزنًا.سأله الأرنوب: ما بال العصفور الجميل حزينًا؟
أجابه العصفور: أنا جميل، لكني لست مطيعًا.
قال له الأرنوب: أنا لم أفهم قصدك!
أجاب العصفور: سأخبرك بحكايتي؛ الجو جميل، فقررت أمي اصطحابنا في نزهة أنا وإخوتي، بشرط ألا نقوم بالشغب، ونسمع كلامها، وألا نبتعد عنها، لكني أنا لم أهتم لكلامها، وكنت ألتفت هنا وهناك، ولا أبقى بجانب إخوتي، ألعب في الطريق، وأخرج عن الفريق، إلى أن وجدت نفسي وحيدًا بدون رفيق!
وعندما التفَتُّ أبحث عن طريق العودة، فجأةً ظهر أمامي قط أسود كبير مخيف، فأدركت حينها قرب نهايتي، وما آلمني إلا فراق أحبَّتي، وإهمالٌ لنصائح والدتي.من شدة خوفي انتهزت فرصة أن القط لم يَرَنِي، وكان هذا العشب ورائي، فبدأت أعد خطواتي إلى الوراء؛ لأختبئ وأنجو من الهلاك.ومنذ ذلك الوقت وأنا هنا أرتعش رعبًا، وأبكي حزنًا، ليتني سمعت كلام أمي!نظر إليه الأرنوب متحسرًا، وقال له: أنا – أيضًا – مشاغب، ولا أسمع كلام أمي، لكني بعد قصتك سأعود وأكون الأرنوب المطيع، وليس الأرنوب المشاغب.بينما هما يتحدثان إذا بصوت ينادي، صوت والدة العصفور الصغير، جاءت تبحث عن صغيرها الضائع، هرع العصفور مسرعًا إلى أمه يبكي فراقها، ويعتذر لعدم سماع كلامها، ووعدها أنه لن يعود ذلك العصفورَ المشاكس.
أرسل خبرا