قصة الذئب في جلد الخروف
كان هناك قرية بجانبها غابة يعيش بها ذئب خبير في صيد الفرائس وذات مرة كان الذئب مسترخيا قرب النهر، بعد أن تعب من البحث عن وجبة طعام،
صورة للتوضيح فقط - تصوير: Fly View Productions - istock
وصار يفكر يائسا: "إني أتقدم في العمر، و مع مرور الأيام يصبح الصيد أكثر صعوبة، و لابد أن أجد طريقة و إلا سوف أموت من الجوع"، و بات الذئب مفكرا في خطة للصيد حتى غفا من النعاس.
و في الصباح التالي ذهب الذئب إلى أطراف القرية بحثا عن فريسة، و عندما أضحى قريبا من المرعى شاهد قطيعا من الخراف، و كان بئر عند طرف المرعى، فتسلل الذئب و اختبأ خلفه، و قال في نفسه "سأبقى مختبئا هنا، و عندما يمر أحد الخراف، سوف أمسكه و آكله"
و ظل الذئب هادئا ينتظر الفرصة المناسبة لتنفيذ خطته، و بعد قليل ابتعد خروف صغير عن القطيع، و أصبح قريبا من البئر، و في لحظة واحدة وثب الذئب عليه و أمسكه بمخالبه الحادة، ثم سحبه خلف شجرة كبيرة و أكله قطعة قطعة حتى أحس بالشبع.
و بعد أن انتهى الذئب من وجبته لم يبقى من الخروف شيء سوى جلده، فقال الذئب لنفسه: "صار الوقت مناسبا لتنفيذ الخطة"، ووضع الجلد على جسمه كي يبدو مثل الخروف فلا يميزه أحد، ثم تسلل بهدوء حتى وصل إلى القطيع و اندس الى الخراف.
وعندما رآه أحد الخراف سأله: "أين ذهبت أيها الصغير؟ هل كنت تائهاً؟"
أجابه الذئب مقلدا صوت الخروف: "ذهبت لألعب قرب البئر"
فقال الخروف: "لا تبعد عن القطيع مرة أخرى، فلا يزال خطر الذئاب قريبا"
وعندها ضحك الذئب في سره لأن خطته قد نجحت دون شك.
وفي المساء عاد القطيع إلى الحظيرة، و بات الذئب متمرسا في خدعته، فكان يعيش بين الخراف و يذهب إلى المرعى معهم و كأنه واحد منهم، و كان سعيدا في حياته الجديدة لأن المكان مريح و الطعام وفير، و لم يعرف الراعي شيئا عن حيلة الذئب و لم يميزه بين الخراف و مر أسبوع و أسبوعان، و لاحظ الراعي أن عدد الخراف أصبح يتناقص كل يوم، فقال لزوجته مستغربا: "أين تختفي الخراف، وأنا أراقبها جيدا؟"
وأصبحت كلاب الحراسة أكثر انتباها في المرعى، و لكن عدد القطيع استمر بالتناقص، و لم يكن أحد يدري أن الخطر ليس في المرعى بل في الحظيرة نفسها.
وهكذا كان الذئب يختبئ في الحظيرة و ينتظر حلول الليل، و بعد أن ينام الجميع يختار خروفا صغيرا و يأخذه بسرعة خلف الجدار ليأكله، ثم يرمي البقايا في حفرة عميقة و يعود للنوم بين القطيع.
ومع هذه الوفرة في الطعام أصبح الذئب العجوز سمينا لدرجة أنه يبدو أسمن خروف في القطيع.
وذات يوم جاء أقرباء الراعي من القرية البعيدة لزيارته، و كان الراعي كريما فقال لزوجته: "سوف نقيم وليمة لإكرام ضيوفنا" ، و كانت زوجته كريمة أيضا فقالت له "اذهب و أحضر خروفا سمينا كي نطبخه"، و لم ينتظر الراعي بل أسرع إلى الحظيرة و اختار أسمن خروف من القطيع.
واقتاد الراعي الخروف إلى ساحة المزرعة، فخاف الذئب و حاول أن يهرب، و رمى جلد الخروف عن جسمه، فاكتشف الر اعي الحيلة الخبيثة، و أدرك سبب اختفاء الخراف، فأسرع الراعي بسكينه وضرب الذئب ضربة قوية فقتله و ارتاح من شره، ثم عاد ليذبح خروفا لضيوفه. ولما انتهى من ذلك عاد إلى أقربائه و حكى لهم هذه القصة العجيبة فضحكوا جميعا وأكلوا الوليمة وانتهت الحكاية وتعلموا منها أن يزدادوا حذراً من مكر الذئاب.
أرسل خبرا