قصة التاجرين
كان يا مكان فيه تاجر حديد غلبان رحل إلى بلاد بعيدة للبحث عن عمل آخر وقبل أن يسافر أعطى كل ما كان يمتلكه من بضاعة من حديد لصديقه التاجر الغني ليحتفظ بها ويبقيها لديه حتى عودته،
صورة للتوضيح فقط - تصوير: gradyreese - istock
وعندما عاد من رحلته ذهب إلى التاجر الغني وطلب منه أن يعيد له ما تركه من حديد عنده، كان التاجر الغني قد باع كل كمية الحديد، التي تركها لديه التاجر الفقير، وتذرع بحجة وقال له: لقد ألمت مصيبة بكمية الحديد الخاصة بك.
قال التاجر الفقير: ماذا حدث ؟ رد التاجر الغني: حسنا لقد وضعت كمية الحديد الخاصة بك في عنبر الحبوب، وهناك يوجد كما تعلم عدد كبير من الفئران والتي فرضته عن آخرها. وشاهدت بعيني الاثنتين هذه كيف قرضته، وإن لم تكن تصدق ذلك، فهيا تعالي معي ولترى بنفسك، لم يجادله التاجر الفقير، وقال له : ماذا أرى ؟ إنني أصدقك. أنا أعرف بأن الفئران دائما ما تحب قرض الحديد، إلى اللقاء مع السلامة.
ومضى التاجر الفقير في طريقه إلى بيته، وأثناء ذلك رأي التاجر الفقير صبيا يلعب في الشارع، وعرف بأن هذا الصبي هو ابن التاجر الغني. فاقترب التاجر الفقير منه وداعبه ولاطفه ثم أخذه معه إلى بيته، وفي اليوم التالي قابل التاجر الغنى التاجر الفقير وحكى له عن المصيبة التي ألمت به، وأن ابنه قد فقد ولم يعلم عنه شيئا وسأله:
هل رأيت ابني، أو سمعت عنه أي شيء ؟ فقال له التاجر الفقير نعم، لقد رأيته .
إذ إنني فور أن خرجت من عندك بالأمس : رأيت صقرا قد طار مباشرة فوق ابنك، وخطفه في الحال ثم حلق به في الهواء، قضب التاجر الغنى وقال : لا تستهزئ بي كيف حدث هذا، كيف يستطيع صقر أن يخطف صبيا؟.. أنا لا أجرؤ أن أستهزئ بك. وما الغريب في أن يخطف صقر صبيا ويحلق به في الهواء، مثلما استطاعت الفئران أن تقرض مائة سيخ حديد، كل شيء من الممكن أن يحدث.
عندئذ فهم التاجر الغني وقال : حقيقة إن الفئران لم تقرض الحديد الخاص بك، وأنا الذي قمت ببيعه، إنني الآن على استعداد بأن أعطيك الثمن مضاعفا، قال التاجر الفقير: إذا كان الأمر هكذا فإن الصقر لم يخطف ابنك وسوف أعيده لك.
أرسل خبرا