الفريق الإسرائيلي للمفاوضات يجري حاليا "اتصالات مكثفة للغاية" مع الوسطاء، خاصة مع مصر وبالتنسيق الكامل مع الأمريكيين.

ورغم ذلك، شدد مصدر إسرائيلي مساء أمس (الجمعة) على أن "الكرة الآن في ملعب حماس" فبينما سبق وأعلنت الحركة أنها سترفض التعامل مع العرض الإسرائيلي الذي يشمل الإفراج عن 11 مختطفا على قيد الحياة، فإنها لم ترد حتى اللحظة على العرض المصري الجديد الذي يقضي بالإفراج عن 8 مختطفين أحياء.

الوفد الإسرائيلي يعمل حاليا على زيادة عدد المختطفين الأحياء الذين سيُفرَج عنهم في بداية أي صفقة محتملة. المفاوضات تدور بين العرض الأخير من حماس، الذي يقضي بالإفراج عن 5 مختطفين أحياء بينهم عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وبين المطلب الإسرائيلي المتمسك بما يعرف بـ"مخطط ويتكوف"، والذي يتضمن الإفراج عن 11 مختطفا أحياء في المرحلة الأولى، بالإضافة إلى نصف جثامين المختطفين القتلى.

العرض المصري، الذي يسعى للتوسط بين الجانبين، يتضمن أيضا بنودا تتعلق بإنهاء الحرب وهي بنود ترفضها إسرائيل.

إسرائيل تطالب بالالتزام بخطة المبعوث الأمريكي ويتكوف، والتي تنص على أن النصف الثاني من المختطفين سيُفرَج عنهم فقط في نهاية وقف إطلاق النار المؤقت، معتبرة أن هناك حاجة لفترة زمنية بين بدء الصفقة ونهايتها من أجل التفاوض على الملفات الكبرى المتعلقة بإنهاء الحرب، ومن بينها مطلب إسرائيل لنزع سلاح غزة.

الرسالة التي وجهتها إسرائيل للوسطاء تؤكد أن نموذج "الدفعات الصغيرة" أي إطلاق سراح عدد محدود من المختطفين كل عدة أيام غير مناسب، لأنه يسمح لحماس بخرق الاتفاق، ويمكّنها من التهرب من مفاوضات مستمرة وعميقة حول القضايا الجوهرية، التي ترغب هي نفسها ببحثها ضمن ما يسمى "المرحلة الثانية" أي ترتيبات إنهاء الحرب.

لذلك، وبحسب ما جاء في موقع واينت ، تؤمن إسرائيل بأن النموذج الأصلي الذي اقترحه ويتكوف هو الأنسب حيث يقضي بالإفراج عن نصف المختطفين دفعة واحدة، ومن ثم تخصيص فترة زمنية طويلة للتفاوض على القضايا الكبرى والمعقدة، وفي حال التوصل لاتفاق، سيتم الإفراج عن بقية المختطفين.

إسرائيل قدمت للوسطاء قائمة تضم 59 مختطفا 24 منهم أحياء و35 قتلى وأوضحت أنها تجري المفاوضات لاستعادة الجميع، مع الإصرار على إطلاق سراح نصفهم في البداية والنصف الآخر بعد استكمال المفاوضات.

وجاء في موقع واينت ان مصادر مطلعة على التفاصيل قالت إن مفاوضات حثيثة تُجرى مع حماس عبر الوسطاء، وأضافت: "للأسف، لا توجد صفقة قريبة أو سريعة. نتمنى لو كان ذلك ممكنا، لكن إسرائيل تصعّد الضغط العسكري على حماس، لأن الهدف النهائي من كل هذا الضغط هو إطلاق سراح المختطفين".

انتظار الرد مع تهديدات 
وجاء في وسائل اعلام عبرية ان إسرائيل تنتظر ردّ حماس، وتعوّل على أن الضغط العسكري سيدفعها نحو إتمام الصفقة. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن الضغط العسكري والدبلوماسي على حماس بدأ يؤتي ثماره: "الأمور تتحرك وتتغير"، حسب تعبيرهم.

وتأمل إسرائيل في الانتقال إلى مرحلة المفاوضات التفصيلية، المعروفة باسم "مفاوضات القرب"، في القاهرة أو الدوحة، وقد أبدت استعدادها لإرسال الوفد للقاء الوسطاء وجها لوجه عند الضرورة.

في الوقت الحالي، تدار الاتصالات دون مغادرة وفد التفاوض إلى الخارج. وقال مصدر مطلع: "هناك إصرار كبير على استغلال هذه الفرصة والاستمرار في العمل على إطلاق سراح المختطفين بأسرع وقت ممكن". وأضاف: "لا أريد وصف الأمور بالتفاؤل أو التشاؤم، لكن ما يحدث هو استمرار دائم للعمل. لا يمر يوم من دون متابعة الملف"، وأكد أن "الفريق يتمتع بصلاحيات واسعة من رئيس الوزراء، ونحن نعمل على تعظيم عدد المختطفين الأحياء في المرحلة الأولى وتهيئة الظروف لمفاوضات تضمن إطلاق النصف الثاني".

اتصالات متواصلة بين فريق التفاوض والوسطاء
في سياق آخر، قامت "منتدى شؤون المختطفين والمفقودين والعائدين" أمس بإصدار بيان جاء فيه: "نود إبلاغكم بأن هناك اتصالات متواصلة بين فريق التفاوض والوسطاء، وبتنسيق تام مع الولايات المتحدة. في هذه المرحلة، النشاط مع المصريين مكثف للغاية ويشمل كافة القضايا المطروحة في المفاوضات. بالأمس، أطلع فريق التفاوض رئيس الوزراء على آخر المستجدات، وعُقد تقييم للوضع بحضور رؤساء الأجهزة الأمنية. عمل منظومة شؤون المختطفين بكافة مكوناتها، بما في ذلك فريق التفاوض، مستمر وسيستمر على مدار الساعة حتى يتم استعادة حرية المختطفين وعائلاتهم. وسنواصل إبلاغكم بأي جديد قدر الإمكان".

عوفر كلدرون يلتقي بأولاده في مستشفى شيبا - تصوير معيان تاوف مكتب الصحافة الحكومي

Photo by Abed Rahim Khatib/Anadolu via Getty Images

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ