اذا أردت جمع العسل - فلا تركل خلية النحل
اعترف بأنني لم أعد أحتمل الحياة، وبروتينها وحمل اثقالها، الأيام تبدو طويلة، و أعد الدقائق والثواني على أصابعي، وأدونها على أوراقي البيضاء، وأسجل مذكراتي وأحزاني... إنني أشعر بخيبة أمل،
صورة للتوضيح فقط - تصوير: shutterstock_Peshkova
من هذا الواقع وأشعر بالعجز عن التعبير عن كل ما يتعلق بهذه الحياة وطبيعة النزاعات والأخلاق التي غادرت محافلنا.
فالحياة ليست عادية، تسير بنا، الى حيث لا ندري ونقول ربي نجنا من الآت، اذكر من الزمن الجميل جدتي التي اعتادت الاستيقاظ صباحا، لتطعم دجاجاتها، وتنثر الحب في سعادة، حيث تبدو الحياة في مفهومها بسيطة، فهي لا تتوق إلا إلى عالم كبير من الدجاجات وثوبا ريفيا مزركشا، ووجبة إفطار من الزيت والزعتر أحلامها بسيطة جدا، أريد أن أكون مثلها هكذا، أريد حياة بسيطة وجميلة، أن يكون لدي الحب والاستقرار والطمأنينة لا خيبة الأمل؟
الحياة صارت كجمع العسل من خلية نحل " تفلسع " و " تلسع " الى ما لا نهاية فاما وان تحصل على العسل بعد العديد من السعات، هكذا نحن نواجه الفشل في حياتنا والعودة الى الأمل وبالرغم من كل الصعاب والاسعات الا انك لا تزال قويا، لكن هذه الخيبة، من الأحول التي وصلنا اليها اليوم الأحوال اما على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، يقول احد الفلاسفة ان الإنسان في هذه الحياة، يملك الخيارات في أن يعيش في السعادة أو الحزن؟ هو الذي يقرر، ولكن رغم ذلك تبقي أمورا كثيرة عائقة في طريقه في التحرر من هذه القيود، كان هذا الشعور سرعان ما ينتابني كلما جلست أمام البحر، أنظر إلى الأفق، فأشعر بأنه يدعوني إلى التحرر، ولكنني لم يكن لدي أفق واضح ، كانت كل الزوايا ضيقة بالكاد تكفيني وتكفي جسدي الضئيل وأفكاري.
تشرق الشمس كل يوم وتضيء الانحاء برفق ودون أي عناء النفس تقبل ظهور النور وسطوع الفجر نظام كوني رائع صبحان الخالق لماذا نحن البشر لا نتعلم من هذا النظام رغم كل ما يدور في هذا العالم الشروق لا يتأخر بالظهور عن الأرض فالشمس لا تترك الأرض ابدا بل تشرق رغم انف الحاقدين، وكذلك القمر والنجوم وجميع الكواكب تسير بنظام مرتب لا تخضع لأي كان بل هي ماضية في الدوران لا تقف ابدا، وها نحن بني البشر لا نتوقف عن الدوران حول الشر نقابل الشر بالشر والسوء بالأسوأ، اتساءل عزيزي القارئ لماذا لا يوجد في هذا الكون نظام معين أيضا للبشر ليقفوا عند حدهم ولا يفعل والأهوال ويفتكون ببعضهم بعضا ؟
يجابه هذا العالم القسوة والعنف أصبح سيد الموقف وكأنما لا يكفي مشاكل الحياة والصعوبة في العيش والتدبير من اجل انقاذ انفسنا من الأوضاع البالية في هذا المجتمع، والأوضاع الحرجة التي نمر بها في هذا الزمن، فبالكاد نستطيع الحصول على لقمة العيش.
يمر هذا العالم بأحداث صعبة جدا، ولماذا لا تحل مشاكلنا من دون شن الحروب لماذا نسعى وراء الانتقام ونروي انتقامنا بالدماء لماذا لا نستعمل المزايا الحسنة والسلوك الطيب في مجابهة الغضب؟ لماذا لا نستعمل طرق السلام ضد الحروب واسلحة الدمار الشامل ؟ فهل ربما أفضل طريقة عن التعريف عن النفس هو بالتعبير عن القوة بالتدمير ؟
لماذا لم نتعلم ان نغفر ونسامح نواجه القتل بالقتل والعنف بالعنف العالم يسير الى الهاوية وما من منقذ ليعيد هذا العالم الى المسار الصحيح ؟
من هنا وهناك
-
وجهة نظر حول مقال د. غزال أبو ريا ‘العطاء قيمة جوهرية في المجتمع‘ - بقلم: صالح أسدي
-
سقوط ‘غوار الطوشة‘..! - بقلم : المحامي شادي الصح
-
وقفات على المفارق : سقوط الأسد كان في أيّار عام الـ 21! - بقلم : المحامي سعيد نفاع
-
مقال: وسائل التدريس المختلفة وعلاقتها بالانضباط الصفي - بقلم : خيرالله حسن خاسكية
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - أنطوان كندورة
-
المحامي زكي كمال يكتب : الدول العربيّة بين الحاكم المستبدّ والمواطن الذي لا يفهم الحريّة -انهيار النظام السوريّ
-
د. سهيل دياب من الناصرة يكتب : نتنياهو يخوض معركته الاخيرة في أروقة المحاكم الاسرائيلية
-
اذا أردت جمع العسل - فلا تركل خلية النحل
-
‘العطاء قيمة جوهرية في المجتمع‘ - بقلم : د . غزال أبو ريا
-
‘ عيد الوطن وأهله كلهم ‘ - بقلم : عبد حامد
أرسل خبرا