كيف يتم التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة؟
اجتمع رأي أساتذة التربية وعلم النفس على أن أفضل وسيلة للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة يكون من خلال اللعب،
صورة للتوضيح فقط - تصوير: nensuria - istock
والتي تفترض أن اللعب يُلبي الاحتياجات البدنية والمعرفية والتعليمية واللغوية والعاطفية والاجتماعية للطفل.. وذلك في إطار المشاركة في خطط التعليم المبكر بالحضانة قبل الدراسة الأولية. لهذا كان اللقاء مع استشارية التعليم الدكتورة فاديه عبد الجليل، بكلية التربية؛ للتعرف إلى" كيف يتم التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة؟".
أهمية التعليم المبكر للطفل
أكدت دراسات كثيرة أن الأطفال الذين يمرون بالتعليم المبكر؛ يحصدون نتائج دراسية أفضل في سنواتهم المتقدمة.
ويعتمد هذا على نوعيّة الإطار ومدة الوقت الذي يقضيه الطفل، والمعلمون الذين يباشرونه.
حيث تُظهر الأبحاث العلمية أهمية الاستثمار في الطفولة المبكرة، ليس فقط في مجال التحصيل العلمي، إنما في مجال النجاح في الحياة كذلك.
فالتعليم في الطفولة المبكرة ينعكس في استثمار الدول في هذا التعليم، على مجالات الصحة والخدمات الاجتماعية ونسبة الجريمة والتقدم في العمل.
بل إنّ كل دولار يُستثمر بالتعليم للطفولة المبكرة، يوفر مستقبلاً أكثر من 16 دولاراً على الاقتصاد العام في الدولة.
هناك أهمية للسنوات الثلاث الأولى في حياة الطفل، لما لها من تأثير على نمو دماغه وتطوره، عبر عوامل التربية واللعب والرعاية والتغذية والعواطف المحيطة.
الأطفال من عمر سنة ونصف
هناك فرق كبير بين الأطفال الذين شاركوا في أطر التعليم المبكر، وبين الأطفال الذين لم يشاركوا بمهاراتهم الحياتية وأدائهم الاجتماعي.
وفي التعليم المبكر، يتواجد الطفل في بيئة مثيرة، تؤمّن له الاستكشاف والتعلم بأمان، وبيئة بشرية مكونة من أقران يتواصل ويتعلم معهم.
الطفل من جيل سنة ونصف يحتاج إلى أطفال من عمره، ليتواصل معهم وليشكل معهم روابط اجتماعية.
بالإضافة إلى أهمية تنمية الذكاء العاطفي للطفل من خلال تلك البيئة الاجتماعية المتقبلة، "الحضانة"، والمشجعة والداعمة لتطوير مهارات الطفل وقدراته.
الأطفال من عمر4 - 8 سنوات
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و4 سنوات، والذين درسوا في رياض الأطفال.. فقد حصلوا على درجات أعلى في امتحانات الصفين الخامس والثامن، مقارنة بالأطفال الذين بقوا في المنزل في هذه الأعمار.
الأطفال الذين دخلوا أطر تعليم الطفولة المبكرة، والذين تتراوح أعمارهم بين 5 و6 سنوات، كانت درجاتهم أقل في القراءة مقارنة بالأطفال الذين دخلوها في سن 2 إلى 4.
نصائح في تربية الأطفال.. صغاراً
ربي أطفالك بالحب والتقبل والحنان، والإيمان بقدراتهم، كل طفل يولد بقدرات يجب احترامها والإنصات إليها عبر الحركات الأولى والمداعبة واللعب.
العبي مع الطفل أكثر، وكلما قضيت وقتاً نوعياً معه؛ سينجح الطفل في تطوير بنيته الدماغية للتعلم والتقدم، وجود الأهل والراعين أمر أساسي في حياة الطفل.
قومي بتربيته اجتماعياً وثقافياً وسياسياً بقدر استطاعتك، وتذكري أهمية ظهورك كمثال أمام أطفالك، وكمثال.. إذا أردت أن يصبح أطفالك قرّاء، فاجعلي الكتاب جزءاً حقيقياً من البيت وحياتك.
كيف يتم التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة؟
أولاً: التركيز.. خلال سنوات ما قبل المدرسة، نجد أن عقول الأطفال مفعمة بالحيوية والخيال، حيث يستكشفون في كل فرصة تجارب جديدة وأصدقاء جدداً وبيئات جديدة، وعلى المعلم موازنة هذا الحماس، مع القدرة على الاستماع واتباع التوجيهات، والمشاركة في الأنشطة الجماعية؛ لتطوير مهارة التركيز والاستفادة من فوائد التعليم المبكر.
ثانياً: الصبر.. يحتاج الأطفال إلى فرص للمشاركة في التجارب الاجتماعية، حيث يمكنهم استكشاف وممارسة مهارة الصبر الاجتماعية وتنميتها، وتعلم انتظار دورهم.. كما يتضمن الصبر مشاركة الانتباه للمعلم أو أية لعبة، أو الانتظار في الطابور للعب لعبة.
ثالثاً: الثقة واحترام الذات.. من فوائد التعليم المبكر للأطفال، أنه يمنحهم الإحساس القوي بالثقة والتفاؤل واحترام الذات، مما يشجعهم على استكشاف مواهبهم ومهاراتهم واهتماماتهم.. كما أن التفاعلات الإيجابية مع الأطفال والمعلمين تعزز لدى الطفل نظرة إيجابية وصحية وآمنة لنفسه، والتي ستسمح له بالتعامل مع المواقف والمشكلات بثقة طوال حياته.
رابعاً: التعرض للتنوع.. تقدير الاختلاف والتنوع أمر بالغ الأهمية لنمو الطفل؛ إذ يعمل التعليم في الطفولة المبكرة على إرشاد الأطفال لتقدير وقبول الاختلافات.. ومن المهم أن يفهم الأطفال أن كل شخص فريد ومميز بطريقته الخاصة، وفقاً لثقافته ومعتقداته وعرقه.
وتشير الدراسات والإحصاءات إلى أن الأطفال الذين يلتحقون بالتعليم في الطفولة المبكرة؛ هم من يصبحون أكثر عرضة لتطوير معارفهم ومهاراتهم الأساسية التي سيكونون بحاجة إليها في الدراسة في المرحلة الابتدائية.
أسس التعليم المبكر الناجح
ولكي يتم التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة؛ لابد من الاعتماد على مجموعة من العوامل:
فريق من العمل على مستوى عالٍ من الجودة.
بيئة متوافقة ومناسبة.
جدولة متسقة بشكل جيد.
التدخل الإيجابي الأسري.
ممارسات التجمعات المناسبة.
الموازنة بين الأنشطة التي يقوم بها الفرد والمجموعة.
تخطيط جدول يناسب الأطفال وقدراتهم ولا يرهقهم.
تطوير اللغة والحساب ومحو الأمية لهم بشكل كبير.
توضيح الأهداف التي تتناول الطفل من جميع المجالات المختلفة.
من هنا وهناك
-
أهمية اللعب في تعزيز الصحة النفسية للأطفال
-
تجربتي مع المذاكرة لطفلي سبب لتعليمي اللغة الفرنسية: و7 حدود للمساعدة
-
أعراض وأسباب الحساسية الغذائية عند الأطفال.. وأفضل طرق التعامل معها
-
لماذا يكون الأطفال في أغلب الأحيان أكثر إبداعاً من البالغين؟
-
لماذا يؤذي الطفل نفسه؟.. إليك الأسباب والحل
-
تأثير الكافيين السلبي على المراهقين.. وكيف يمكن التخلص منه؟
-
كيف يؤثر صراخك المستمر في وجه طفلك على مستوى الهرمونات في جسمه؟
-
تجارب الأمهات في تعزيز الصبر والتحمل لدى الأطفال
-
كيفية تعليم الأطفال الاعتماد على النفس
-
تجربة مع ارتفاع مستوى الكوليسترول لدى طفل
أرسل خبرا