هؤلاء أسلافي : المرحوم الحاج عبد الرحيم الحاج ابراهيم الحاج يحيى
عزيزي القارئ، أكتب اليوم عن شخصية سياسية اجتماعية، أكتب عن رئيس المجلس المحلي السابق للطيبة، المرحوم الحاج عبد الرحيم الحاج ابراهيم الحاج يحيى
المربي محمد صادق جبارة
" ابو احمد "، وهو من الرؤساء المخضرمين، عهدناه بيننا رئيسا للمجلس المحلي لعدة فترات، فشهدت الطيبة تطوراً ملحوظاً في فترات إدارته للمجلس المحلي .
لقد عمل المرحوم من أجل الطيبة كباقي الرؤساء ولكل رئيس له بصمات باقية على هذه الأرض الطيبة حتى هذه الأيام .
قررت الكتابة عن المرحوم لأنه أدى الواجب اتجاه بلده دون كلل أو ملل، وضحى لرفعة شأن أبناء بلده، وكتابتنا اليوم عن المرحوم ليس لتباه أو تفاخر، إنما لنحفظ سيرته ونخلد ذكراه في عقول أبنائنا لتطلع الأجيال القادمة على سيرته الذي ساهم في رفع شأن بلدتنا .
كان المرحوم مثالاً للعمل الدؤوب لا يُصرف من وقته للأمور التافهة التي ليست لها صلة بعمل المجلس المحلي، بل دائماً يخطط ويستشير ويعمل فهو الرئيس والمهندس والمراقب والعامل كان يراقب كل مشروع في الطيبة ولم يعتمد على غيره . عندما قلت مهندساً فالحقيقة نعم كان يستشير أعظم المهندسين والصور تشير على ذلك.
ولد المرحوم في تاريخ 14.8.1924 لعائلة ميسورة الحال . عمل في الزراعة و التجارة وكان من المؤسسين للمركز التجاري المعروف في الطيبة بإسم ( المشبير ) فكان خبيراً في الاقتصاد ويفهم في القوانين والأنظمة الإقتصادية في تلك الأيام عدا عن كونه مزارعاً نشيطاً حفر آبار المياه على حسابه الخاص لسقاية أراضيه ومساعدة المزارعين في سقاية مزارعهم .
نشاطه السياسي : كان المرحوم محبوباً بين عائلته ال حاج يحيى وقد أختير عضوا للمجلس المحلي ليمثل عائلته ال حاج يحيى بقائمة الفلاح عام 1959 حيث أدار رئاسة المجلس المحلي آنذاك المرحوم عبد اللطيف الشيخ حسن الصالح جبارة . أنتخب المرحوم لرئاسة المجلس المحلي في تاريخ 1962/2/20م للمرة الأولى حتى عام 1965م وقد أختير رئيساً للمجلس المحلي مرة أخرى عام 1965م حتى عام 1969 م .
ومن بداية عام 1970م لغاية نهاية الشهر السادس 1970 قام بأعمال الرئيس وفي نهاية الشهر السادس من العام 1970م استقال من الرئاسة ولم يساهم بإدارة المجلس المحلي وأعيد انتخابه لرئاسة المجلس المحلي عام 1974م وبقي في الإدارة حتى نهاية الشهر السابع من عام 1976م حيث استقال من إدارة رئاسة المجلس المحلي لأسباب سياسية خاصة به .
وفي عام 1978م رشح نفسه لرئاسة المجلس المحلي وكانت أول انتخابات مباشرة للرئيس ولكن الحظ لم يحالفه هذه المرة فاعتزل السياسة وآثر العمل في أراضيه الزراعية والاعتناء بها فهو مزارع أحب أرضه وزرعها بالأعناب والخضروات فساعد في تعبيد الشوارع المؤدية للأراضي الزراعية والجدير بالذكر أنه كان يحفظ و يعرف أرقام القسائم والبلوكات للأراضي الزراعية غربي البلدة و أيضاً الأراضي الغير الزراعية .
مشاريعه التي أنجزها خلال رئاسته للمجلس المحلي :
1- المياه :
حفر البئر الموجودة جانب كوبات حوليم عام 1962م - 1963م ويشار أنه لم تك بئر تفي باحتياجات البلدة وكذلك لم تك شبكة مياه فقام المرحوم بحفر البئر ومد شبكة مياه متطورة للبلدة و في عام 1974م حفرت البئر الثانية بجانب بيت الحاج عبد الكريم الظاهر وادخال التعديلات الملائمة لشبكة المياه حيث غطت هذه الشبكة جميع المناطق في البلدة حيث بلغ عدد سكان الطيبة في هذا العام حوالي 14000 نسمة في البلدة .
2- التربية والتعليم :
أ) إضافة صفوف للمدرسة الثانوية عام 1963م .
ب) تحويل المدرسة الثانوية إلى مدرسة ابتدائية (مدرسة ابن رشد) وأول مدير أدار المدرسة صادق عبد الغني جباره أبو العبد عام 1963م وفي هذه الحالة أصبحت المدرسة الثانوية التي تقع غربي البلدة واسعة تخدم الطلاب من الشمال حتى الجنوب .
وفي عام 1965م بنيت مدرسة الزهراء ومدرسة عمر بن الخطاب وفي عام 1965 - 1966 بنيت مدرسة عمال التكنولوجية وفي عام 1974م بنيت مدرسة النجاح مع العلم أنه كان هو المخطط لعملية بناء بعض المدارس كمدرسة ابن خلدون وابن سينا .
3- التنظيم والبناء :
المصادقة على الخارطة الهيكلية لبلدة الطيبة عام 1965م حيث كانت البلدة الوحيدة بين جميع البلدان العربية التي حظيت بخارطة هيكلية كما كان ممثلاً في دائرة التنظيم ( الرملة ) لمنطقة المثلث وشغل رئيس لجنة التنظيم في الطيبة .
4- الصحة :
إقامة العيادة العامة كوبات حوليم وإقامة مراكز لرعاية الأم والطفل .
5- المرافق العامة :
في عام 1967 - 1968 م شقت جميع الطرق وعبدت جميع الشوارع في الأحياء المسكونه . يشار أنه حتى عام 1962م لم تك في البلدة شوارع معبدة فقد كانت مرصوفة بالحجارة. وفي السبعينيات عمل المرحوم على تطوير البلدة فشق وعبد الطرق في المنطقة الشمالية والجنوبية ككرم الجبالي والكرم الغربي والخلة الشامية والراس ، وكما يذكر في الطيبة أنه اشترى جرافة ( ديزاين ) على حساب المجلس المحلي لشق الطرق بسبب تكلفة المشروع والمصاريف الباهظة التي تطلبها الشركات .
6- الإدارة : تنظيم إدارة الحسابات وقد قام المرحوم جاهداً بعمل تنظيم لحسابات المجلس بنفسه لأنه لم يك بمقدرة موظفي المجلس في ذلك الوقت أن يقوموا بهذا العمل بدون إرشاد وتوجيه . والحقيقة أنه كان هو المراقب والمهندس والمحامي كما قلنا سابقاً .
ومن صفات المرحوم أنه لم يرضخ للضغوطات السياسية و للابتزازات من قبل الجمهور أو الأعضاء فإذا أصر على شيء لا يتغير فالإصرار كانت من صفاته وكل ذلك لمصلحة البلدة فهو لا يؤمن بالبناء غير المرخص الخارج عن القانون ولم يسمح لأحد بالسيطرة على الأملاك العامة فأحب النظام واحترم القانون ميزة أخرى أنا أعرفها شخصياً عنه أنه وقف مع الضعيف والمظلوم وأعانه وساعده في ضمن القانون . كان صادقاً مع معارفه بعيداً عن الغدر والكذب أحبه الانسان المستقيم و الصالح لأنه يرى بالمرحوم الاستقامة ، كان المرحوم صديق الفقير صديق الطالب المحتاج تصدق و تبرع ومسجد العلم والإيمان شاهد على ذلك حيث بنى المسجد على نفقته الخاصة بدون دعم خارجي . فأعدت الخرائط لبناء المسجد على حسابه الخاص و أشرف عليه حتى أصبح المسجد جاهزاً للمصلين توفي المرحوم عام 2022 تاركاً وراءه أعماله الحسنة.
رحم الله الفقيد وأدخله جناته .
صور من كاتب المقال محمد جبارة
من هنا وهناك
-
هدنة الشمال : هل ستكون لغزة ‘ نافذة النجاة ‘ ؟ بقلم : علاء كنعان
-
التّراث الفكريّ في رواية ‘حيوات سحيقة‘ للرّوائي الأردنيّ يحيى القيّسي - بقلم : صباح بشير
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب في بانيت : حتى نلتقي - ممالك وجمهوريات
-
علاء كنعان يكتب : حماس بعد السنوار - هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
-
د. سهيل دياب من الناصرة يكتب : ما يجري في الدوحة ؟
-
قراء في كتاب ‘عرب الـ 48 والهويّة الممزّقة بين الشعار والممارسة‘ للكاتب المحامي سعيد نفاع
-
مركز التأقلم في الحولة: نظرة عن الحياة البرية في الشمال
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - نحن ولست أنا
-
المحامي زكي كمال يكتب : سيفعل المتزمّت دينيًّا وسياسيًّا أيّ شيء للحفاظ على عرشه!
-
د. جمال زحالقة يكتب : زيارة بلينكن لإسرائيل - بين العمليات العسكرية والانتخابات الأمريكية
أرسل خبرا