قصة العصفور الحزين
إنه اليوم الاول من الربيع كان العصفور الصغيرجالس بالعش بأحضان والده يأكل الحبوب و يعيش دفء الشمس وينظر الى خيوطها الدقيقة الملونة ويستمتع بالنظر الى الورود والفراشات
صورة للتوضيح فقط - تصوير: iStock-fotostorm
التي حوله وكانت الحديقة ممتلئة بألوان الورود فكان هذا الصغير ينظر الى كل لون ويحلله كان يرى الوردة الحمراء كلون دمه العاشق والوردة البيضاء كقلبه البريء والوردة الصفراء كالسعادة التي يرسمها دائماً ويصورها في أغاربها الجميلة انه بحب اللون الاصفر كثيرا لانه يسحر عيونه ويجعله يغيب عن الوجود لكنه كان يعشق كل الورود ويحب كل الالوان
وكان والده القوي يطعمه بفمه الممتلئ بكلمات الحب وحبوب القمح واذ سمع صوتا من بعيد فاختبأ لأنه تعلم الضعف في نفسه وتعلم انها لا يستطيع مواجهة أحد ويعرف أن قلبه صغيراً ورقيقاً لا يقوى على شيء لا يحتمل نسمة هواء باردة ولا لمسة حنان دافئة غشاء قلبه شفافاً فاللمسة الدافئة تحرقه والبسمة الصغيرة تشعله والكلمة الجميلة تجعله يذوب في مكانه انه لم يعتاد على رؤية أحد إلا والده القوى انظر هناك قالها الأب بصوتٍ منخفض انها عصفوره جميله وصوتها عذب عسى أن تصبح صديقتنا تؤانسنا في الليل الاسود هيا يا صغيرى ناديها فقلت له لا لا لا أستطيع قال له الاب اذن سأناديه بصوتي فقال البريئ وما أنا فاعل اذن عندما تأتي؟
قال له لا شيء سوى انك ستفتحت لها باب العش وترحب بها بأغاريدك الجميلة فوافق المسكين الصغير على طلب والده مرغما لأنه تعلم أن هذا ممنوعا بقانون العصافير أن تدخل عصفوره غريبه على العش ففتح لها باب العش عندما اقتربت منها ورحب بها بالتغريد والتنغيم فشاركها النغم فاستمتعت بجمال وجهها وعذوبة صوتها ورقة قلبها فأحب بين ليلة وضحاها ودون قرار وفجأة شعر ببرودة في أطرافه ودفء في وجه واحمرار جعل وجهه مضيئاً كالشمس التي كان يعلوهما واضطرب نبضات قلبه فاستأذن بالانصراف لكي لا يظهر له ضعفه فأحست العصفوره الذكيه بشعوره فقالت له بل أنا الذي سأنصرف فرفض طلبها لأنه يعلق بقلبه الكبير وصوتها الجميل وشجاعتها ولم يسمح لها بذلك فلم تتمالك قلبها ولم تضبط نفسها عندما رأت براءته ورقة مشاعره فانفجرت الحروف من لسانها وكأنها بركان تتطاير شظاياه في كل مكان لتملأ العالم.
فقالت له الكلمة التي تهد الجبال وتجعل البحور تموج والأنهار تفيض هذه الكلمة التي بها تتفتح كل الأزهار وتتغنى بها كل الطيورو تتراقص طربا بسماعها الفراشات قالت له أحبك ماذا أحبك أعادتها على مسامعه فوقع هذا العصفور من العش وأصابه الذهول والدهشة والحيرة على هذا الحدث المريب حبهما البرئ هذا هو جريمة لا تغتفر في قانون العصافير الذي حفظته عن ظهر قلب لكن ما عقوبتهما في قانون الحياة ربما الحب مسموح فيها ولا سيما أنه سمع في أحد المرات التي كان يتعلم فيها الطيران من شاب صغير يقول أن الحب هو الحياة وتساءل هل هذه المقولة صحيحة أم أنه لا يوجد شيء اسمه حب؟
لكن كيف تعيش الكائنات في هذه الطبيعة الجميله من غير حب؟
فحالة هذا العصفور المولعة وتساؤلاته جعلتني أقول: انه يعيش حالة حب حزينة ويظهر عليه علامات الحب التي تظهر على البشر كيف هذا وقد كنت أظن أن العصافير لا تحب والفراشات لا تحب والورود لا تحب ولأن الحب خلق للبشر فقط فعلمني هذا العصفور درساً لن أنساه علمني أنه لا حياة من غير حب لكن كل إنسان أو مخلوق يعبر عن الحب بالطريقة التي تعجبه سواء أعجبت الآخر
أم لا علمني أن الحب للجميع ولم يدرى ذلك العصفور كيف سيواجه تلك العاشقه المسكينه بعد ذلك اليوم بعد أن كان أمامها ضعيف وسقط من عشها كيف سيصل إليها الى أعلى الشجرة بأطرافه المرتجفة؟
انه شعور صعب وأسئلة محيرة لهذا العصفور وأنه يريد الحل لمشكلته لكن ممن يطلبه؟
من والده الذى كان هو السبب في تعلقه بها ووالده هذا من أشد المتعلقين به والرافضين لحبه أم يستغيث بصديقه الذي يصعب التحدث معه بمواضيع سياسية كهذه؟
أم يسألها الحل هى التي شبكته بحبها البرئ ؟
انه في حيرة لا يعلم بها ألا من شعر بذلك الشعور الذي سماه الشعور الجميل اللعين انها حيرة الحب فماذا يفعل ذلك العصفورفي عالم ممنوع فيه الحب؟ هل يخرجه من عشه وقلبه؟ أم يكمل معها رحلته ويتحدى كل القوانين؟
ام انها يتظاهر بالقوة وعدم المبالاة ويحترق وحده بنار الحب ويموت صمتاً ويكون في عداد شهداء الحب؟
أرسل خبرا