قصة الأرنب والبئر
تدور أحداث هذه القصة في إحدى الغابات، إذ كان يعيش أرنب عجوز مع أفراد عائلته وسط الغابة، وكانت العائلة تعيش بسلام وسعادة ويتمتعون بروح الفكاهة ويحبون المرح،
صورة للتوضيح فقط - تصوير: pixelfit - istock
وفي أحد الأيام اجتمعوا كلهم كما يفعلون كل ليلة، ليقضوا معاً أوقاتاً سعيدة ويتبادلوا أطراف الحديث.
وشعر الأرنب العجوز بعطشٍ شديد فذهب إلى البئر القريب من مكان إقامتهم حتى يشرب منه الماء، فأخذ بالدلو الموجود بجانب البئر وأنزله داخل البئر حتى يملأه بالماء ليشرب، ثم رفع الأرنب العجوز الدلو للأعلى وكانت المفاجأة بأن الدلو خرج خفيفاً وخالياً من الماء.
وبذلك عرف الأرنب العجوز أن منسوب الماء في البئر قد انخفض، وحتى يحصل على الماء عليه أن يجلب حبلٍ آخر ليربطه بالحبل الموجود، وذهب الأرنب العجوز وجلب حبل آخر طويل، ثم ربطه بالحبل الموجود في أعلى البئر، وأنزل الدلو فيه مرةً أخرى، ثم رفعه ووجده امتلأ بالماء.
بعد ذلك شرب الأرنب من الماء حتى ارتوى، ثم أخذ يُفكر بأن الماء انخفض منسوبه كثيراً في البئر، وماذا سيحدث لو جف الماء فيه؟ وماذا سيفعلون إن لم يجدوا ماءً يشربون منه؟ وأخذ يفكر بأنهم سيعطشون جميعاً وسيهلكون.
عاد الأرنب العجوز إلى مكان تجمع أفراد عائلته، ورآهم يمزحون ويمرحون، فجلس وهو شارد الذهن يفكر فيما حدث، وفي هذه الأثناء، لاحظت زوجته أنه شارد وليس كما عهدته، لذا سألته عما حصل معه، فصارح الأرنب العجوز جميع من حوله، قائلاً لهم توقفوا عن الغناء والمرح والرقص أرجوكم اسمعوني!
وهنا سكت الجميع وعمت عليهم لحظات من الهدوء والصمت، ثم أخبرهم الأرنب العجوز بأن البئر بدأ بالجفاف، وإن جفت مياهه بالكامل، فسوف يموتون عطشاً، وما لم يكن بحسبان هذا الأرنب العجوز بأن جميع عائلته لم يعيروه انتباهاً، ثم تركوه ودخلوا في جحورهم.
فقرر الأرنب العجوز أن يتحدث إليهم في صباح اليوم التالي مرة أخرى، حتى يجدوا حلاً لهذه المشكلة، ولكي يشرح لهم أن جفاف البئر يهدد حياتهم ويعرضهم للخطر، وعندما جاء الصباح اجتمع أفراد العائلة كعادتهم لتناول طعام الإفطار، وهمّ الأرنب العجوز بالتحدث إليهم في هذه الأثناء، إلا أنهم لم يستمعوا إليه، وسخر أحدهم منه، قائلًا له: إن أردت أن تحفر بئراً جديداً فافعل ذلك بنفسك!
ووجد الأرنب العجوز أن الحديث مع أفراد عائلته لا جدوى منه، فقرر أن يحفر بئراً جديدة، وقررت زوجته أن تساعده، فذهبا معاً إلى مكان تحيطه الأشجار من كل ناحية، ووجدوا على قمم الأشجار أعشاش عصافير يحرسها كلب كبير.
وعندما شاهد الكلب الأرنبين نبح عليهما بصوت مرتفع، ثم ذهب ليسألهما عن سبب مجيئهما إلى هذا المكان، فأخبره الأرنب العجوز بما حدث وأن عليه أن يحفر بئراً جديدة بمساعدة زوجته، ثم شاور الكلب العصافير ورحبوا بفكرة الأرنب العجوز، وقرروا أن يساعدوه وزوجته في حفر البئر.
اجتمع الجميع (الأرنبان، والكلب، والعصافير) في المنطقة التي يريدون أن يحفروا فيها البئر، فبدأ الأرنبان بالحفر باستخدام أقدامهما الأمامية، أما الكلب فقد جمع التراب في أكياس ثم ألقاها في مكان بعيد، أما العصافير فقد حملت ما تمكنت من حمله من حصوات التراب باستخدام مناقيرها.
وبعد فترةٍ زمنية، بدأ يلاحظ الجميع تحوّل التراب إلى طين، ثم بدأت المياء تظهر شيئاً فشيئاً، بعد ذلك، ارتفع منسوب المياه في هذا البئر، وفي الوقت ذاته جفت البئر القديم من الماء تماماً، وماتت في تلك المنطقة النباتات والحشائش التي كانت تأكل منها الأرانب، مما جعل الأرانب تشعر بالعطش والجوع.
وبعد ذلك، قرر جميع الأرانب أن يتركوا هذا المكان، ويبدأوا بالبحث عن مكان جديد، ليعيشوا فيه، ويحفروا بئراً جديداً، وبحثوا بالفعل عن مكان جديد لينتقلوا إليه.
وبعد مرور أيام، قرر الأرنب العجوز أن يذهب ليرى أفراد عائلته في مكان البئر القديم، تاركاً زوجته ليحرسها الكلب، ثم وصل إلى مكان البئر القديم ولم يجد أحداً منهم، وبدأ يشعر بالقلق والخوف ظاناً أنهم قد ماتوا من الجوع والعطش، ثم عاد إلى زوجته والحزن يعتصر قلبه، معتقداً أن الثعالب والذئاب قد أكلتهم بعد موتهم.
وهذا ما أخبر به زوجته بعد أن عاد إليها فحزنت حزناً شديداً، وأخبروا الكلب والعصافير بالأمر، ثم قرر الكلب والعصافير مساعدتهم وطارت العصافير تبحث عن الأرانب في كل مكان، وتجول الكلب ليشتم أثرهم حتى يتوصل إلى مكانهم، ثم وجدوهم متفرقين ولم يتمكنوا من الحركة بسبب العطش والجوع.
ثم اجتمع الأرنبان مع الكلب والعصافير ليساعدوا باقي الأرانب بربطهم بواسطة حبل كبير بفروع الأشجار المتساقطة، ثم جرهم الكلب بأسنانه القوية حتى وصلوا إلى مكان البئر الجديد، وأطعموا الأرانب الطعام، وسقوهم من الماء حتى عادت قوتهم.
وبعدها شكروا الأرنب العجوز وزوجته والكلب والعصافير على ما فعلوه من أجلهم، واعتذروا للأرنب العجوز لأنه كان على صواب، وكانوا يسخرون منه.
وفي النهاية، العبرة من قصة الأطفال "الأرنب والبئر" تكمن في الاستماع إلى الآخرين جيداً، ومشاركة الآراء معهم، ومساعدتهم والتعاون معهم كذلك
أرسل خبرا