قصة الرجل الصالح والعجوز
كان هناك رجلاً في الثلاثين من عمره يسكن بإحدى القرى، متزوج ولديه 3 أبناء. كان فقيراً للغاية، ولكنه كان يملك قلباً كبيراً يتسع الجميع.
صورة للتوضيح فقط - تصوير: SDI Productions - istock
كان يحمد الله على السراء والضراء، وكان يخرج لطلب رزقه كل يوم، فهو لا يملك لا منزلاً ولا أرضاً، ولا أي شيء باستثناء عمله اليومي، وكان بكل يوم يختلف عمله على حسب ما يطلبه منه الآخرون. كان يعيش حياة سعيدة فقد كان يطيع الله تعالى ويحسن للناس أجمعين، ولم يكن يعكر عليه صفو حياته إلا شيء واحد، ألا وهو زوجته التي كانت دائمة الشكوى من ضيق الحال.
وبيوم من الأيام بعدما أنهى الزوج عمله، ذهب للسوق ليشتري ما يحتاجه أبناؤه وزوجته. وبينما هو في طريق العودة إذا به يجد امرأة عجوز قد اصطدمت بشجرة على الطريق وسقطت على الأرض تصرخ من شدة الألم، ركض الزوج تجاهها ليساعدها.
الزوج: “هل أنتِ بخير؟” فأجابته السيدة العجوز: “إنني بخير يا بني لا تقلق هكذا، ولكني شعر بألم بقدمي وأعجز عن الحركة كلياً”.
الزوج: “لا تقلقي يا خالتي”. فحملها الزوج، وذهب بها للطبيب الذي عالجها، ودفع له الرجل كل المال الذي كان معه بنفس راضية مطمئنة.
أوصل الزوج المرأة العجوز لمنزلها، فقالت له: “يا بني ليس معي ما يمكنني أن أكافئك به على حسن صنيعك معي، ولكني سأدعو الله أن يكافئك بحُسن تدبيره، ألم يخبرنا بكتابه الكريم "هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ" بارك الله فيك يا بني، وأعانك على كل أمور دنياك وآخرتك”.
ذهب الزوج من عندها مطمئن القلب منشرح الصدر، حامد الله لأنعمه إذ اختاره دوناً عن غيره لمساعدة العجوز الضعيفة، ولكنه عندما تذكر زوجته انتابه القلق خوفاً من تذمرها الدائم. لم يكن يملك أي مال ليشتري به أي طعام، وكان الوقت قد بات متأخراً للغاية.
سرد الزوج لزوجته ما حدث معه بشأن قصة العجوز، مع العلم أنه كان على يقين من تصرف زوجته ورد فعلها على حديثه، ولكنه أكمل، وما كان واثقاً منه قد حدث، صرخت الزوجة: “لماذا تأخرت إلى الآن، ولم تحضر لنا معك أي طعام أيضاً، ماذا أطعم الأطفال الجياع الآن؟" قال لها: “لدينا خبز، أطعميهم إياه حتى الشبع، أما أنا وأنتِ فنصبر على الجوع”.
باتت الزوجة طيلة ليلتها غاضبة من فعلة زوجها، أما عن الزوج فقد كان لديه حسن الظن بما سيؤتيه من فضله العظيم، وضع الرجل رأسه على فراشه بعدما أدى صلاته حتى يستيقظ باكراً نشيطاً طلباً للرزق.
وخرج كعادته، ولكنه لم يجد عملاً، لم ييأس ولم يحزن فدعا الله أن يوفقه للرزق ليتمكن من توفير الطعام لصغاره، وإذا برجل يبحث عنه بالبلدة بأكملها. لقد علم عنه الورع والتقوى وأراد أن يستأجره على مزرعته ويعطيه مقابل ذلك راتباً شهرياً علاوة على نسبة على المحصول السنوي.
أصبح الزوج فرحاً للغاية من تدابير الله سبحانه وتعالى، وأخيراً توقفت زوجته عن التذمر بعدما استطاع أن يوفر لها أكثر مما تطلبه.
أرسل خبرا