قصة ابن بائع البالونات
كان مأمون يذهب كل يوم في الصباح إلى المدرسة التي توجد في الحي المجاور لكي يأخذ دروسه ومن ثم يرجع إلى المنزل.
صورة للتوضيح فقط - تصوير: Ulza - istock
لم يكن لدى مأمون الكثير من الأصدقاء لكونه كان يميل إلى العزلة لكيلا يعرف أي أحد شيئًا عن حياته.
في أحد الأيام قررت المدرسة أن تقيم يومًا للاحتفال بالأب شكرًا له على المجهودات التي يبذلها من أجل أبنائه.
حيث طلب المدير من كل مدرس أن يخصص وقتًا من حصته ليمنح الفرصة لكل طالب أن يحكي عن والده.
وقع اختيار المدير على فصل مأمون لكي يحضر فيه تلك الفترة، وبالفعل بدأ كل تلميذ يحكي عن والده بفخر فهذا مهندس، وهذا طيار وآخر يعمل مدرس والرابع محاسب.
قبل أن يصل الدور إلى مأمون قال للمعلم أنه يشعر بالتعب الشديد ويريد أن يذهب إلى عيادة طبيب المدرسة.
وافق المعلم على طلبه دون أن يلقي للتوقيت بالًا إلا أن المدير قد لاحظ ذلك.
بعد أن انتهى اليوم الدراسي وفي أثناء طريق عودة المدير إلى بيته لمح مأمون يقف إلى جوار رجل يبيع البالونات للأطفال في الشارع.
أدرك المدير سر انسحاب مأمون من الحصة وقرر أن يساعده في تخطي تلك المشكلة.
في صباح اليوم التالي وفي أثناء الطابور الصباحي شكر المدير جميع المعلمين والطلاب على المشاركة في هذا اليوم الرائع.
قال المدير: أنا حقًا أشكركم على هذا اليوم الجميل ولقد كنت أتمنى أن يكون والد كل منكم موجودًا لكي يتمكن من سماع ما قولتموه عنهم بالأمس، أنا أيضًا سوف أخبركم عن والدي الذي أحبه وأفتخر به كثيرًا.
لقد كان والدي يخرج كل يوم إلى السوق لكي يبيع الخضار ولم يتوقف عن ذلك ولو ليوم واحد حتى وإن كان مريضًا، ولقد كان لأبي الفضل فيما وصلت إليه الآن أنا وإخوتي كذلك.
أنا حقًا أشعر بالفخر لامتلاكي أبًا كهذا فليس بالضرورة أن يمتلك والدك وظيفة كبيرة أو مرموقة ولكن يكفي أن يكون مصدر كسبه حلالًا صفق كل الطلاب للمدير وشعر مأمون بالفخر والاعتزاز بعمل والده، ومنذ ذلك الحين كما أصبح له الكثير من الأصدقاء ولم يعد يخجل من عمل والده.
أرسل خبرا