أنواع السعال وكيفيّة التعامل معها في الشتاء
لقد مرّ كل شخص منا ، صغارًا كنّا أو كباراً بذلك السعال المزعج الذي عادة ما يصيبنا في فصل الشتاء (ليس بالضروة فقط في الشتاء)، وهو بالإضافة إلى كونه مُزعجاً ،
صورة للتوضيح فقط - iStock-BakiBG
يؤثّر على جودة حياة الفرد ويتسبّب بمضاعفات صحيّة عديدة.
عادة ما يكون السعال أكثر انتشارًا عند الأطفال وخاصّة في أشهر الشتاء الباردة إلا أن البالغين قد يعانون منه أيضًا على مدار السنة، لنستعرض معًا ما هي أنواع السعال الموجودة وكيفيّة التعامل معها بنجاح!
يُعدّ السعال ردُّ فعل طبيعيّ يستخدمه الجسم كآليّة وقائيّة لتطهير مجرى الهواء في الرئتين ولإخلاء الشعب الهوائيّة من الأجسام الغريبة. يختلف السعال باختلاف الأشخاص والأسباب، فبينما يعاني بعض الأشخاص من سعال جاف ، يُعاني آخرون من سعال مخاطيّ رطب، بالإضافة إلى إصابة البعض بنوبات من أنواع السعال الأخرى كالسعال الديكي أو النباحي ، كما أنّ كلّ نوع من أنواع السعال ينتج بسبب مختلف عن الآخر وبالتالي لكل نوع من أنواع السعال طرق تعامل وعلاج مختلفة.
السعال الرطب (مخاطي)
عادة ما يكون السعال المصحوب بالمخاط والبلغم من أبرز أعراض أمراض الشتاء كالزكام، والمخاط هو مادة يفرزها الجسم في الشعب الهوائيّة ،الأنف ،الجيوب الأنفيّة ، الحنجرة والشعب الهوائية نتيجة لنشاط الجهاز المناعيّ ، و تكمن وظيفة المخاط في التقاط العوامل الخارجيّة مثل : الجسيمات والأجسام الغريبة والملوّثات (الفيروسات والبكتيريا) ، ومن ثمّ التخلّص منها من خلال التهاب الأنف أو العطاس أو السعال، يمكن أن يكون المُخاط المُنبعث أثناء السعال أصفر اللون أو أخضرًا أو شفافًا، كما ويمكن أن يحتوي على قيح ودم، وعادة ما تكون كل هذه الأشارات ذات أهميّة تشخيصيّة.
من أعراض السعال الأخرى التي يجب الانتباه لها: الحمّى ، آلام الصدر وضيق التنفّس، ويُنصح في هذه الحالات بزيارة الطبيب فورًا للحصول على التشخيص الطبيّ المناسب، إذ إنّ سبب السعال قد يكون أكثر من مجرّد برد أو زكام إنّما سببه أمراض أكثر خطورةً و تعقيدًا مثل : الالتهاب الرئويّ أو الربو أو الحساسية أو الانسداد الرئويّ أو أمراض الرئة المُزمنة أو الأمراض الخبيثة ، الخ...
السعال المزمن
وهو كلّ سعال يستمر لمدّة ثلاثة أسابيع أو أكثر، وتختلف أسباب السعال المُزمن باختلاف العمر وتشمل هذه الأسباب التدخين ، والحساسية، ومتلازمات فيزيولوجية مختلفة مثل: إفرازات البلعوم الخلفي أو التهاب التجويف الأنفي وغيرها.
كما يمكن أن تُسبّب الأمراض المُعدية أيضًا تهيّجًا أو جُرحًا في الشعب الهوائيّة مما يؤدي بالتالي إلى تطوّر السعال المُزمن وفي مثل هذه الحالات وبسبب التهيّج أو الجرح قد يستمر السعال حتى بعد زوال المرض، ويجدر الإشارة إلى أنّه غالبًا ما يختفي السعال المُزمن عندما يتم تشخيص سببه الرئيسيّ ومعالجته.
السعال الجاف والنباحي
غالبًا ما يتّسم هذا النوع من السعال بتهيّج في منطقة الأوتار الصوتيّة ويُصاحبه أحياناً تنفّس صاخب (أزيز) عند الشهيق، وقد يظهر السعال الجاف المُزمن نتيجة لتناول الأدوية المُختلفة - وخاصّة الأدوية الخافضة لضغط الدم- وفي حال ظهور مثل هذا السعال نتيجة تناول الأدوية ، يجب استشارة الطبيب فورًا للتحوّل إلى علاج بديل، وقد يكون السعال الجاف أحياناً سعال الصرير (Stridor)، وهو اسم شائع للسعال الجاف والنباحي الذي ينشأ عقب ضيق المسالك الهوائيّة ، أو عقب دخول أجسام غريبة نتيجة تلوّث الهواء.
يعتبر سعال الصرير عرضًا لحالة مرضيّة وليس مرضًا بحدّ ذاته ، فهو يظهر لأسباب مختلفة ويتطلّب تبعًا لذلك علاجات مختلفة، لذلك يُنصح باستشارة الطبيب للتشخيص وتلقّي العلاج المناسب.
أمّا السؤال الذي يطرح نفسه فهو: ما هي العوامل التي قد تتسبب في ظهور السعال على أشكاله المختلفة التي ذُكرت حتى الآن؟
حسنًا، هناك عدّة أسباب مُحتملة إلا أنّ المشتبه به الرئيسي في الإصابة بالسعال هو الزكام سواء كان مصحوباً بعدوى بالأنفلونزا أو لا، ففي حالات الزكام نعاني من إفرازات مفرطة من المُخاط والبلغم و من احتقان الأنف والتهابات الحلق وفي نهاية المطاف نعاني من السعال أيضًا، سواء كان جافًا أو رطبًا. في حال كان الزكام نتيجة عدوى فيروسيّة، قد تختفي كلّ أعراض المرض- بما فيها السعال- من تلقاء نفسها حتى بدون علاج .
على الرغم من صعوبة المرض على الشخص الذي يعاني من السعال وعلى بيئته، إلا أنّه عادة ما يستمرّ الزكام لمدة أسبوع ، حيث تتفاقم شدّة المرض وتستمر لعدّة أيام ومن ثمّ يبدأ المريض بالتعافي.
عادة ما تتناقص حدّة السعال - في معظم الحالات - من تلقاء نفسها بعد بضع ساعات أو أيام دون أي تدخّل طبيّ، لكن المشكلة تكمن في أنّه كثيرًا ما يؤثر مسار المرض والسعال سلبًا على أداء المهام اليوميّة، فغالبًا ما يميل السعال إلى التفاقم في المساء ، الأمر الذي يُقلل حتمًا من جودة النوم نتيجة الإصابة بالأرق وقلّة النوم والتعب المتراكم.
أما بالنسبة للسعال المُزمن، فيمكن أن يُحدث عددًا من الآثارًا الجانبية ، مثل ألم البطن التدريجي أو سلس (هروب) البول ، بل حتى أنّه قد يؤدي إلى "فتق" الحجاب الحاجز وتلف الأوتار الصوتيّة.
أصبح تشخيص السُعال مهمّة بسيطة في أيامنا هذه، إلّا أنّ التحدّي الحقيقي يَكمن في محاولتنا لفهم الأسباب الرئيسة للسعال وما إذا كان السعال مصحوب بمرض آخر قد يتطلب العلاج، فإذا كان السعال مصحوبًا بحمّى شديدة لا تنخفض أو بأعراض سلوكيّة - مثل إِعراض الطفل عن الأكل أو الشرب - فإنّ ذلك يتطلّب فحص دقيق وشامل للحالة، وفي هذه الحالات يُنصح بالتوجّه لأخذ الاستشارة الطبيّة وإجراء تشخيص يتضمّن الفحص البدني وفحص الأعراض (على سبيل المثال ، قد يشير السعال الذي يزداد ليلاً ويصاحبه حمّى لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام إلى مرض فيروسي).
إذا كنت مُدخنًا ، فإنّ آليّة تصفية الهواء الداخل إلى الرئتين تتلف نتيجة التدخين، بالإضافة الى أنها تؤدّي إلى ترسّب الجسيمات التي يتم استنشاقها مع دخان السجائر في الرئتين ،الأمر الذي يُسبب تهيّجًا مستمرًا يُحفّز جهاز التنفس على السعال .
كما يتسبب هذا التهيّج في زيادة إنتاج المُخاط والبلغم في مسالك التنفّس وبتلف الآليات المسؤولة عن التخلص منها، بالتالي لا تستطيع الشعب الهوائية التخلص من البلغم إلّا عن طريق السعال، كما يمكن أن يشير السعال المخاطيّ وضيق التنفس لدى المدخنين إلى مرض الانسداد الرئويّ، فإذا كنت تعاني من السعال المترافق مع الحمّى الشديدة وضيق التنفس والضعف الجسديّ العام عليك باستشارة الطبيب.
وفي حال تمّ الاشتباه بوجود التهاب رئويّ أو عدوى جرثوميّة ، قد تكون هناك حاجة إلى إجراء فحوصات الدم أو حتّى التصوير بالأشعّة السينيّة، فعادة ما تتطلّب هذه الأمراض علاجًا مخصّصًا ، مثل المضادات الحيويّة للتعامل مع الالتهاب الرئوي.
كيفية التعامل مع السعال
يتطلّب كل سعال جديد في حال استمرّ لعدّة أيام استشارة طبيّة للتحقّق من الاحتمالات المرضيّة المختلفة أو استبعادها قبل اتخاذ قرار بشأن طرق العلاج، وبعد التوضيح وفور موافقة الطبيب على بدء معالجة السعال ، يمكننا الخوض في عالم العلاجات المُمكنة من أجل التسهيل على المريض، بدءًا من استنشاق محلول ملحي إلى إعطاء العقارات التي تُقلّل من لزوجة المخاط والبلغم.
تتعلق مسألة علاج السعال طبعاً بنوعيّة وحدّة الأعراض التي يُعاني منها المريض ، وكذلك بسبب السعال وما إلى ذلك.
يُنصح المريض في معظم الحالات بالراحة ، خاصّةً إذا كان السعال مصحوبًا بأعراض تجعل من أداء الوظائف أثناء النهار أو في الليل أمراً صعباً.
ونظرًا لأنّ بعض الحالات التي تُسبّب السعال مُعدية ، يوصى بالامتناع عن السعال بالقرب من الأشخاص الآخرين وباتجاههم ويمكن توجيه السعال إلى الأسفل أو من الممكن السعال في مفصل الكوع أو استخدام قناع ، كما عهدنا جميعًا خلال جائحة الكورونا.
توجد الآن العديد من الأدوية والمستحضرات التي يمكنها أن تُخفّف بشكل كبير من حالة أولئك الذين يعانون من السعال، قد يخفف الاستنشاق - أي تنفس رذاذ الماء الذي يحتوي على دواء عن طريق الأنف - من حدّة الحالات التي يكون فيها السعال ناتج عن عدوى أو مرض في الشعب الهوائيّة، ففي حالة السعال الفيروسيّ عند الأطفال - على سبيل المثال - قد يؤدي استنشاق محلول ملحي معقّم إلى تسكين السعال بنجاعة، و في بعض الحالات الأخرى - كما ذكرنا - قد تكون هناك حاجة لتناول المضادات الحيويّة كما تتوفر اليوم أدوية فعّالة ، والتي يمكن الحصول عليها دون وصفة طبيّة.
موكوليت (Mucolit) - على سبيل المثال - هو دواء يعمل على تخفيض لزوجة المخاط والبلغم والإفرازات الأخرى الموجودة في الجهاز التنفسي عند حدوث التهاب فيها ، وبالتالي يساعد أولئك الذين يعانون من اضطرابات الجهاز التنفّسي بشكل جدّي، يأتي هذا الدواء في صيغ متنوّعة ، ويمكن استخدامه من سن عامين وما فوق (للأطفال حديثي السن مثلًا يوصى بإعطاء دواء "موكوليت" على شكل قطرات)، كما يجب العمل وفقاً لتعليمات استخدام الدواء والجرعات المُوصى بها وفقًا للنشرة الخاصّة باستخدام الدواء.
من هنا وهناك
-
العلاج الهرموني وطريقة تطبيقه في علاج السرطان
-
طرق لمحاربة التعب والشعور بالاسترخاء قبل موعد الزفاف
-
كيفية دمج الفواكه والخضروات في نظامكِ الغذائي اليومي بطرق مبتكرة
-
لقاح الإنفلونزا يُنقذ الحياة: باشروا إلى تلقّيه على الفور
-
فوائد البروتين للجسم لا تقدر بثمن بحسب اختصاصية تغذية
-
تجربة مع تناول البيض يومياً تستحق التطبيق
-
كيفية استخدام الكركم كمضاد طبيعي للالتهابات وفق طبيبة
-
لتفادي الإجهاض .. احذري من زيادة الوزن خلال الحمل
-
فوائد الأغذية الغنية بالألياف في الوقاية من الأمراض المزمنة
-
أهمية الكيوي في تحسين صحة الجهاز الهضمي ومحاربة الأمراض
أرسل خبرا