صراع الشرق الأوسط يلقي بظلاله على محادثات إيران وأمريكا في عُمان
دبي (رويترز) - بدأت إيران والولايات المتحدة يوم السبت محادثات رفيعة المستوى في سلطنة عمان بهدف إطلاق مفاوضات جديدة بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي يشهد تقدما سريعا، فيما يهدد الرئيس الأمريكي
(Photo by ATTA KENARE/AFP via Getty Images)
دونالد ترامب بعمل عسكري إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
ويرأس وزير الخارجية عباس عراقجي الوفد الإيراني، بينما يتولى مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إدارة المحادثات من الجانب الأمريكي.
وقال إسماعيل بقائي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على منصة إكس "بدأت محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة وزير الخارجية العماني". وأضاف أن كل وفد لديه غرفة منفصلة وسيتبادلان الرسائل عبر الوزير العماني.
وقال مصدر عماني لرويترز يوم السبت إن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة تركز على تهدئة التوتر في المنطقة وتبادل السجناء والتوصل إلى اتفاقات محدودة لتخفيف العقوبات على إيران مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني.
تتوسط سلطنة عمان بين القوى الغربية وإيران منذ فترة طويلة، وسبق أن توسطت في إطلاق سراح عدد من المواطنين الأجانب ومزدوجي الجنسية المحتجزين لدى الجمهورية الإسلامية.
تتعامل طهران مع المحادثات بحذر وتشك في إمكانية أن تؤدي إلى اتفاق، كما أنها متشككة تجاه ترامب الذي هدد مرارا بقصف إيران إذا لم توقف برنامج التخصيب المتزايد لليورانيوم.
وفي حين تحدث كل جانب عن فرص تحقيق بعض التقدم، فإن الهوة بينهما لا تزال متسعة بشأن الخلاف المستمر منذ أكثر من عقدين، كما لم يتفقا على ما إذا كانت المحادثات ستكون مباشرة كما يطالب ترامب، أو غير مباشرة كما تريد إيران.
وقبيل انطلاق المحادثات، وهي الأولى بين إيران وإدارة ترامب بما في ذلك خلال ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021، اجتمع عراقجي مع وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي في مسقط.
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أنه "في إطار المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، قدم عراقجي لنظيره العماني النقاط والمواقف الرئيسية لطهران لنقلها إلى الجانب الأمريكي".
ومن شأن ظهور مؤشرات على أي تقدم المساعدة في تهدئة التوتر في المنطقة المشتعلة منذ عام 2023 مع اندلاع الحرب في غزة والأعمال القتالية بين إسرائيل وجماعة حزب الله في لبنان وتبادل إطلاق الصواريخ بين إيران وإسرائيل وهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر والإطاحة بالنظام في سوريا.
مخاطر عالية
ربما يؤدي عدم إحراز تقدم يذكر خلال المحادثات إلى تفاقم المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا في منطقة تُصدّر نسبة كبيرة من نفط العالم. وحذرت طهران الدول المجاورة التي تضم قواعد أمريكية من أنها ستواجه "عواقب وخيمة" إذا شاركت في أي هجوم عسكري أمريكي على إيران.
وقال عراقجي للتلفزيون الإيراني "هناك فرصة للتوصل إلى تفاهم أولي بشأن المزيد من المفاوضات إذا خاض الطرف الآخر (الولايات المتحدة) المحادثات على أساس التكافؤ". كما قال إن من السابق لأوانه التعليق على مدة المحادثات.
وأضاف عراقجي "هذا هو الاجتماع الأول، وسيتم خلاله توضيح العديد من القضايا الأساسية والأولية، بما في ذلك ما إذا كانت هناك إرادة كافية لدى الجانبين، وعندها سنتخذ قرارا بشأن الجدول الزمني".
وقال مسؤول إيراني لرويترز إن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، صاحب القول الفصل في القضايا الرئيسية للدولة في هيكل السلطة المعقد في إيران، منح عراقجي "الصلاحيات الكاملة" في المحادثات.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر "مدة المحادثات، التي ستقتصر على القضية النووية، ستعتمد على جدية الجانب الأمريكي وحسن نيته". وترفض إيران التفاوض حول قدراتها الدفاعية مثل برنامجها الصاروخي.
تقول إيران دائما إن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية بحتة، لكن دولا غربية وإسرائيل تعتقد أنها تحاول سرا تطوير الوسائل اللازمة لصنع قنبلة ذرية.
وتقول هذه الدول إن تخصيب إيران لليورانيوم، وهو مصدر للوقود النووي، تجاوز بكثير متطلبات البرنامج المدني وينتج مخزونات بمستوى من النقاء الانشطاري قريب من ذلك المطلوب في الرؤوس الحربية.
وكان ترامب، الذي أعاد فرض سياسة "أقصى الضغوط" على طهران منذ فبراير شباط، قد انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية في عام 2018 خلال فترة رئاسته الأولى للولايات المتحدة، وأعاد فرض عقوبات صارمة على الجمهورية الإسلامية.
ومنذ ذلك الحين، حقق البرنامج النووي الإيراني قفزة إلى الأمام تضمنت تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60 بالمئة، وهي خطوة فنية من المستويات اللازمة لصنع القنبلة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الخميس إنه يأمل أن تؤدي المحادثات إلى السلام، وأضاف "كنا واضحين للغاية بشأن أن إيران لن تمتلك سلاحا نوويا أبدا، وأعتقد أن هذا هو ما أدى إلى هذا الاجتماع".
وتعتبر إسرائيل، حليفة واشنطن، البرنامج النووي الإيراني تهديدا لوجودها، وتهدد منذ فترة طويلة بمهاجمة إيران إذا فشلت الدبلوماسية في الحد من طموحاتها النووية.
تراجع نفوذ طهران في مختلف أنحاء الشرق الأوسط بشكل كبير، مع تفكيك حلفائها بالمنطقة المعروفين باسم "محور المقاومة" أو تعرضهم لضربات قوية منذ بداية الصراع بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل في غزة وسقوط بشار الأسد في سوريا في ديسمبر كانون الأول.
من هنا وهناك
-
حصد ملايين المشاهدات .. ما هي حقيقة فيديو ‘البرق الغاضب‘ الذي اجتاح مواقع التواصل؟
-
الصين وماليزيا في بيان مشترك: غزة جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين
-
تقرير: ترامب يلغي خطة إسرائيلية لمهاجمة مواقع نووية إيرانية
-
روسيا تتهم أوكرانيا بمهاجمة بنية تحتية للطاقة 6 مرات في 24 ساعة
-
ميجان دوقة ساسكس تكشف عن حالة صحية ‘مخيفة‘ أصابتها بعد الولادة
-
كييف: نسعى لإصلاح أضرار في حاجز منع تسرب الملوثات المشعة بتشيرنوبل
-
أكثر من مليوني غصن نخيل تحكي قصة الإمارات في ‘إكسبو أوساكا‘
-
هونج كونج تمنع نائبة بريطانية معارضة من دخول المدينة
-
اليونان توافق على شراء 16 صاروخا مضادا للسفن من فرنسا
-
رئيس جنوب أفريقيا يعين مبعوثا خاصا لأمريكا وسط توتر العلاقات
أرسل خبرا