Mandatory Credit: Al Bello /Allsport
توفي فورمان، الذي خسر لقبه الأول أمام محمد علي في "نزال الأدغال" عام 1974 ثم أطاح بمايكل مورر في نزال على لقب الوزن الثقيل في سن 45 عاما، يوم الجمعة الماضي عن عمر ناهز 76 عاما.
ويتذكر سليمان الملاكم فورمان باعتباره رجلا تحدى التوقعات ليستعيد شغفه لهذه الرياضة ويصبح في نهاية المطاف أكبر بطل للوزن الثقيل سنا على الإطلاق.
وقال سليمان، الذي يرأس إحدى الهيئات الأربع الكبرى التي تنظم نزالات الملاكمة لرويترز "إنها لحظة فارقة وصعبة لأنها تمثل نهاية ذلك العصر الذهبي في ملاكمة الوزن الثقيل. محمد علي، وجو فريزر، وكين نورتون، وسوني ليستون... والآن ينضم إليهم جورج فورمان في الجنة".
ورغم عودته إلى الحلبة بعد فترة انقطاع دامت عقدا، ظل فورمان يشكل قوة هائلة واحتفظ بلكماته القوية ليسقط مورر أرضا في لاس فيجاس في نوفمبر تشرين الثاني 1994.
وكان يُنظر إلى فورمان في السابق على أنه شخصية مخيفة تدربت إلى جانب "آلة القتل" الهائلة سوني ليستون، مجسدا شخصية المتنافس القوي. وتغير أسلوب فورمان مع تقدمه في السن ليصبح عملاقا لطيفا.
لكن داخل الحلبة، حقق انتصارات على الرغم من سنه ووزنه، وأنهى مسيرته قبل أقل من شهرين من عيد ميلاده التاسع والأربعين بسجل هائل بلغ 76 فوزا وخمس هزائم.
وقال سليمان "أصبح شخصية محبوبة للغاية عند عودته (في سن 38 عاما). لم يُنظر إليه كقوة هائلة، بل كان بمثابة دبدوب محبوب.
"عندما أسقط مورر ودخل التاريخ بعد العودة للمنافسات ليفوز بلقب الوزن الثقيل، ترك إرثا سيخلد للأبد".
وسيتذكره عشاق الملاكمة بهذين العصرين إذ نادرا ما تحقق هذا الفارق الزمني الكبير بين لقبين.
لكن ملاكمة المحترفين رياضة لا ترحم ويعتقد سليمان أنه لا يمكن لأحد أن يعادل أو يحطم رقم فورمان في الفوز بلقبين للوزن الثقيل بفارق عقدين.
وقال "الأرقام القياسية من المفترض أن تُحطم، ولكن بعضها غير قابل للكسر، وقصة جورج فورمان الكبيرة فريدة من نوعها".
* عظمة الحياة
وبعد أن تم ترسيم فورمان بمنصب كنسي خلال فترة اعتزاله الأولى، قال سليمان إن قلة من الناس يمكن أن يضاهوا رقة وتواضع فورمان بعد عودته إلى الحلبة.
وأضاف "كان دائما يمتدح الآخرين، وهي الصفة التي جعلته شخصا مميزا، لأنه كان دائما يتحدث بشكل إيجابي عن محمد علي، وعن فريزر، وعن أي شخص.
"على الرغم من أن هزيمته أمام محمد علي كانت في النهاية صعبة جدا على نفسه لأن الجميع توقعوا فوزه، فقد استغرق الأمر عدة سنوات لتجاوز هذا الأمر وفهم عظمة الحياة".
وقال سليمان إن عددا قليلا من الملاكمين عادوا بالطريقة التي فعلها فورمان بعد خسارته أمام محمد علي.
وقال "بالعزم والإصرار والعمل الجاد سار فورمان وراء حلمه... العودة للحلبات لم تكن سهلة ... لكنه عاد ليسقط مورر.
"كان هذا الرجل الضخم أبا وجدا وبطلا للوزن الثقيل - ولكن في نفس الوقت كان لطيفا للغاية. لم يعش حياة مرفهة قط.
"سيبقى فورمان أيقونة للملاكمة ومن بين أعظم الشخصيات في العالم".