تصوير مركزة التربية الاجتماعية
وقد تميّزت الفعاليات هذا العام بإقامة “مقهى الإنترنت”، وهو فكرة إبداعية تحاكي تجربة المقاهي التقليدية، لكنها في هذه الحالة وظّفت البيئة الاجتماعية للتوعية والنقاش حول المخاطر والتحديات التي يواجهها المستخدمون في العالم الرقمي.
جاءت فكرة المقهى كبيئة غير رسمية تشجّع الطلاب على المشاركة والتفاعل، حيث تم تقديم مشروبات ساخنة مثل القهوة، الشوكولاتة الساخنة، والشاي، بالإضافة إلى ضيافة متنوعة من المخبوزات المالحة والحلوة. هذه الأجواء المريحة ساعدت الطلاب على الانخراط في النقاشات بفعالية، مما أضفى على الفعالية طابعًا ممتعًا وتعليميًا في الوقت نفسه.
من خلال المقهى، ناقش الطلاب مجموعة من المواضيع المهمة المتعلقة باستخدام الإنترنت، ومن أبرزها:
• التعرض للتنمر الإلكتروني: حيث ناقش الطلاب أشكال التنمر الرقمي وتأثيره على الأفراد، بالإضافة إلى كيفية التعامل معه ومواجهته بطرق فعالة.
• نشر الإشاعات والمعلومات الكاذبة: تم تسليط الضوء على مخاطر نشر الأخبار غير الموثوقة، وتأثيرها على المجتمع والفرد، وأهمية التحقق من مصادر المعلومات قبل مشاركتها.
• أمان الصور والخصوصية: ناقش الطلاب مخاطر نشر الصور الخاصة دون إذن، وما قد يترتب عليه من انتهاكات للخصوصية وأضرار نفسية واجتماعية.
خلال الفعالية تم تقسيم الطلاب إلى مجموعات، بحيث تتناول كل مجموعة موضوعًا محددًا، وتبحث في أبعاده المختلفة، ثم تطرح حلولًا وأفكارًا إبداعية للوقاية من المخاطر الرقمية. وفي نهاية النقاشات، قامت كل مجموعة بعرض أفكارها وحلولها أمام الحضور، مما عزّز روح التعاون والتفكير النقدي بين الطلاب.
لاقى “مقهى الإنترنت” تفاعلًا إيجابيًا من قبل الطلاب، حيث وجدوا فيه فرصة للتعبير عن آرائهم، ومشاركة تجاربهم الشخصية، والتعلّم من زملائهم. كما ساهمت الفعالية في تعزيز الوعي الرقمي والمسؤولية الإلكترونية لديهم، مما يجعلهم أكثر حذرًا ووعيًا عند استخدام الإنترنت.
ختامًا، تُعدّ هذه الفعالية نموذجًا ناجحًا للتعلم التفاعلي القائم على الحوار والمشاركة، حيث استطاع الطلاب مناقشة قضايا الإنترنت بأسلوب غير تقليدي، مما جعل التجربة أكثر تأثيرًا وفاعلية. ومن خلال هذه الأنشطة، تواصل مدرسة العلوم والتكنولوجيا الناصرة دورها في إعداد جيل واعٍ ومدركٍ لتحديات العالم الرقمي، وقادر على إستخدام الإنترنت بطريقة آمنة ومسؤولة.