بدون " مراسم "، من أجل اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، فيما يواصل الوسطاء بذل الجهود لمنع انهيار الاتفاق.
ويرى مراقبون " انه رغم وجود حالة من عدم الثقة بين طرفي الاتفاق، الا ان حماس وإسرائيل غير معنيتان بانهيار الاتفاق، لذا فان مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف، سيصل الى المنطقة يوم غد الأربعاء". ووفقا لتقديرات إسرائيلية فان المفاوضات من أجل تسليم جثامين المختطفين الأربعة: تساحي عيدان، شلومو منتسور، اوهاد يهلومي وايتسيك ألغرت، قد تنجح قريبا، علما ان حماس نفت موافقتها على الأمر.
وكانت مصادر مطلعة قد ذكرت يوم أمس لصحيفة " الشرق الأوسط " الصادرة باللغة العربية في لندن " ان حماس قد تسلم جثتيْ مختطفيْن بدون مراسم، لكن الحركة ستطلب في المقابل الافراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين كان من المفروض اطلاق سراحهم يوم السبت الماضي ومضاعفة عددهم ".
وفي الوقت الذي تطلب فيه إسرائيل تسليمها جثث المختطفيم الأربعة، تطلب حماس الافراج عن الاسرى الفلسطينيين بموازاة تسليم الجثث، الا ان إسرائيل تقول انه يجب بداية اجراء فحوصات الطب الشرعي للتأكد من هوية الجثث قبل اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
من جانبها، تسعى مصر، قطر والولايات المتحدة الأمريكية لايجاد حل للخلاف بين الطرفين، فيما تشير تقديرات مصادر مختلفة الى " ان حماس معنية باستكمال دفعات الاتفاق، ومستعدة للاستجابة لطلب إسرائيل عدم اجراء مراسم لدى تسليم الجثث لمندوبي الصليب الأحمر ".
وكانت مصادر فلسطينية قد أشارت يوم أمس الى حدوث تقدم في المفاوضات، وقالت " انه تجري مشاورات من أجل تسليم جثتيْ مختطفيْن في غضون ساعات "، الا ان هذا الأمر لم يحدث، فيما نفى مصادر إسرائيلي وُصف بالمطلع على المفاوضات صحة هذه التقارير وقال " انها غير صحيحة ".
" تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق "
من جانب آخر، قالت مصادر إعلامية " ان إسرائيل معنية بتمديد المرحلة الأولى من الصفقة لمدة شهر الى شهر ونصف، وهو ما معناه استمرار وقف اطلاق النار في فترة شهر رمضان، بموازاة استمرار الافراج عن مختطفين"، لكن من غير الواضح عدد دفعات اطلاق سراح المختطفين ولا عدد المختطفين الذين سيشملهم الاتفاق.
أما بخصوص المرحلة المقبلة من المفاوضات، فان إسرائيل عادت واكدت انها ستعمل على تحقيق أهداف الحرب، لذا فان على حماس اختيار حل من بين عدة إمكانيات: الأولى اجراء مفاوضات للمرحلة الثانية لاطلاق سراح كل المختطفين، وتخلي حماس عن سلاحها ونزع السلاح من قطاع غزة، وابعاد قادة حماس والجهاد الإسلامي عن القطاع، بشكل مشابه لما جرى للفصائل الفلسطينية في بيروت عام 1982، ووقف الحرب.
وقال مصادر إسرائيلي " انه في حال رفضت حماس هذا المقترح فان إسرائيل ستعمل على تحقيق أهدافها بالقوة ".
الامكانية الثانية التي يتحدث المراقبون عنها إطالة أمد المرحلة الأولى من الاتفاق، مع التأكيد على انه لا وقف لاطلاق النار اذ لم يتم الافراج عن مختطفين، بحيث ستطلب إسرائيل في هذه الحالة الافراج عن المختطفين الذين لهم أولادا، وكذلك مختطفين تم تلقي معلومات عن اصابتهم أو عن مرضهم، بحيث تشير التقديرات الى ان حماس في هذه الحالة ستطلب زيادة عدد الأسرى الذين يتم الافراج عنهم وزيادة المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.
بموازاة ذلك، من المنتظر ان يصل مبعوث الرئيس الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الى المنطقة يوم الأربعاء، بحيث سيزور إسرائيل وقطر والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، في الوقت الذي يواصل فيه وتكوف المشاورات مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون درمر المتواجد حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية اذ تتفق إسرائيل مع الإدارة الامريكية على " انه في نهاية المرحلة الثانية من الاتفاق لن تكون حماس جزءا من إدارة قطاع غزة".
وفي الوقت نفسه، تشير تقديرات إسرائيلية الى ان وفدا إسرائيليا سيغادر البلاد في الأيام القريبة للقاهرة أو لقطر من أجل بحث كل الإمكانيات المذكورة.
Photo by EYAD BABA/AFP via Getty Images
المختطف المحرر عومير شم طوف يلتقي أبناء عائلته في مستشفى بيلنسون - تصوير آفي أوحيون