logo

رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت يكشف ‘خريطة الدولة الفلسطينية التي كانت يمكن أن تجلب السلام‘: ‘قُلت لـ أبو مازن وقع عليها ودعنا نغير التاريخ‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
24-02-2025 07:24:17 اخر تحديث: 24-02-2025 15:03:37

كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود أولمرت عن "خريطة التقسيم" التي يقول إنه عرضها على الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع عام 2008،

وذلك في اطار فيلم وثائقي بعنوان "إسرائيل والفلسطينيون: الطريق إلى السابع من أكتوبر". ويستذكر أولمرت قائلا في الفيلم، انه وجه نداءً للرئيس الفلسطيني، وقال له حينها: "خلال الخمسين عاماً القادمة، لن تجد زعيماً إسرائيلياً واحداً يقترح ما سأقدمه الآن. وقع عليها، وقع عليها ودعنا نغير التاريخ". 

وقال أولمرت، انها تضمنت ضم 4.9% من أراضي الضفة الغربية - و"كنا سنتنازل عن جزء مماثل"، بالإضافة إلى أن "الدولة الفلسطينية المستقبلية كانت ستحصل على استقلالها على أكثر من 94% من أراضيها". وكان من المفترض أن يتم ربط الأراضي الواقعة على أطراف الضفة الغربية، والتي عرضها أولمرت على الفلسطينيين كجزء من التنازلات الإسرائيلية، عبر نفق أو طريق سريع إلى قطاع غزة، الذي كان آنذاك - في أغسطس 2008 - تحت سيطرة حماس.

رد الرئيس الفلسطيني 

وفي الفيلم، يتذكر أولمرت رد الرئيس الفلسطيني: "قال لي: يا رئيس الوزراء، هذا أمر خطير للغاية. إنه خطير جداً جداً". وفي المقابلات التي أجراها في وقت لاحق مع وسائل اعلام اسرائيلية، قال أبو مازن أنه لو استمرت المحادثات، فإنه يعتقد أنه كان من الممكن التوصل إلى اتفاق مع أولمرت "في غضون شهرين".

قضية القدس 

تتضمن خطة أولمرت - على حد قوله - حلا لواحدة من القضايا الشائكة المتعلقة بمدينة القدس. وتنص على أن يكون لكل طرف الحق في المطالبة بأجزاء لتكون عاصمته، بينما سيتم تسليم إدارة "الحوض المقدس" - بما في ذلك المدينة القديمة ومواقعها الدينية والمناطق المحيطة - إلى لجنة أمناء مكونة من إسرائيل وفلسطين والمملكة العربية السعودية والأردن والولايات المتحدة.

ووفقا للاقتراح، ستحتفظ إسرائيل بجميع المستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية - معاليه أدوميم وأريئيل وكدوميم وغيرها. غير انه كان من الممكن أن تكون الآثار التي ستخلفها الخريطة على المستوطنات اليهودية كبيرة. فلو تم تنفيذ الخطة، لكان من المحتمل إخلاء عشرات التجمعات السكانية الإسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية وغور الأردن. بحسب اولمرت. 

وعند نهاية ذلك اللقاء، رفض أولمرت تسليم نسخة من الخريطة لمحمود عباس ما لم يوقعها الرئيس الفلسطيني. ورفض عباس من جانبه التوقيع مبرراً ذلك بأنه كان بحاجة إلى عرض الخريطة على خبرائه أولاً للتأكد من أنهم يفهمون بالضبط ما يُعرض عليهم. ويقول أولمرت إن الرجلين اتفقا على عقد اجتماع مع خبراء الخرائط في اليوم التالي، مضيفاً: "لقد افترقنا، كنا وكأننا على وشك اتخاذ خطوة تاريخية إلى الأمام".

لكن اجتماع اليوم التالي لم يحدث، وبينما كان الفريق الفلسطيني يغادر القدس في تلك الليلة، يتذكر رفيق الحسيني، رئيس طاقم الرئيس عباس، الذي تحدث في الفيلم الوثائقي - يتذكر الحوارات التي دارت في السيارة التي استقلوها. ويقول في الفيلم: "بالطبع ضحكنا".

"بطة عرجاء" 

اعتقد الفلسطينيون أن الخطة قد فشلت، إذ أعلن أولمرت - الذي كان متورطاً في فضيحة فساد منفصلة - عزمه على الاستقالة. ويضيف الحسيني أنه "من المؤسف أن أولمرت - بغض النظر عن مدى لطفه - كان بطة عرجاء، وبالتالي، لن يذهب المقترح إلى أي مكان".

كما ساهم الوضع في غزة في تعقيد الأمور حينها، إذ أمر أولمرت بعد شهور من الهجمات الصاروخية من الأراضي التي تسيطر عليها حماس، بشن هجوم إسرائيلي واسع تحت اسم "عملية الرصاص المصبوب" في نهاية ديسمبر/كانون الأول، مما أدى إلى اشتعال القتال العنيف الذي استمر مدة ثلاثة أسابيع. لكن أولمرت يقول في الفيلم الوثائقي إنه كان من "الذكاء الشديد" أن يوقع عباس على الصفقة حينها، ثّم يقول للعالم إذا حاول رئيس وزراء إسرائيلي مستقبلي إلغائها بعد ذلك، إن "الفشل كان خطأ إسرائيل".

وجرت الانتخابات الإسرائيلية، في فبراير/شباط، وأسفرت عن فوز بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود والمعارض لإقامة دولة فلسطينية، ليصبح رئيساً للحكومة. ومع هذا التغيير، تلاشت خطة أولمرت وخريطته بعيداً عن الأنظار تدريجياً.

Photo by BRYAN R. SMITH/AFP via Getty Images

Photo by Stephanie Keith/Getty Images