logo

معطيات مقلقة حول الأمراض الوراثية في المجتمع العربي: معدل وفيات الرضع في العام 2023 بلغ 5.2 لكل 1،000 مولود مقارنة بـ 1.9 بعموم السكان

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
23-02-2025 07:56:53 اخر تحديث: 23-02-2025 08:08:50

أجرت لجنة الصحة البرلمانية في الأيام الأخيرة، جلسة حول ارتفاع نسبة ا​لأمراض الوراثية في المجتمع العربي. وأكد القائم بأعمال رئيس اللجنة، عضو الكنيست ياسر حجيرات (القائمة العربية الموحدة)

على الفجوات في منالية الخدمات الصحية في هذا المجتمع، والنقص في العيادات ومحطات الرعاية للأم والطفل، وعدد الملاكات المخصصة للأطباء. وقال إن معدل الإصابة بالأمراض الوراثية مرتفع في المجتمع العربي بسبب ارتفاع معدل زواج الأقارب، وعدم الامتثال الكافي للفحوصات الجينية الوراثية والحواجز اللغوية في العيادات الوراثية. وتحدث عن أنشطته من أجل إنشاء قاعدة بيانات للأمراض الوراثية في إسرائيل.

وقال الدكتور عميهود زينغر، رئيس قسم الوراثة في وزارة الصحة، إن إنشاء قاعدة البيانات يتطلب معلومات وافية وموثوقة عن هذه الأمراض من أجل صياغة سياسة التعامل مع مثل هذه الأمراض، وأن سلة الخدمات الصحية تشمل العديد من الاختبارات الجينية، حيث يتم فحص حوالي 300 مرض والكثير منها شائعة في المجتمع العربي. بالإضافة لذلك، هناك أيضًا فحوصات زوجية للعثور على حاملي الأمراض الوراثية، وفحوصات أثناء الحمل، وفحوصات دورية لمتابعة صحة الطفل، كما تناول إتاحة البرامج الصحية لهذا الجمهور، بما في ذلك مجال الوراثة حيث تخضع اليوم أقل من 15% من النساء في المجتمع العربي للفحوصات الجينية.

"في القرى البدوية غير المعترف بها في النقب مستوى الخدمات منخفض"

وقال يوسف العطاونة (الجبهة والعربية للتغيير) إنه في القرى البدوية غير المعترف بها في النقب فإن مستوى الخدمات منخفض وطالب بالاعتراف بهذه القرى وتطوير وتعزيز العيادات فيها، فيما أشار أحمد الطيبي (الجبهة والعربية للتغيير) إلى النقص الحاد في عدد الأطباء الأخصائيين في المجتمع العربي، وأوصى بأن تبادر الممرضات في المحطات المحلية لرعاية الأم والطفل في هذه القرى إلى تشخيص هذه الأمراض وزيادة الوعي بها، بينما تناولت البروفيسورة أورنا ستراتس حاخام، مديرة مركز الأمراض النادرة في مستشفى سوروكا عدم الوعي لخطورة ظاهرة زواج الأقارب، بعد أن اتضح أن الزوجين هما حاملان للأمراض.

وحذر سمير صلاح الدين، رئيس جمعية إنزيم لمكافحة الامراض الوراثية، من الزيادة الحادة في الأمراض الوراثية على خلفية تجاهل الخطر الواضح لزواج الأقارب وأنه على الرغم من ذلك فإن هذه العادة ما زالت مستمرة. وأشاد بجهود مختلف الجمعيات في المجتمع لتشجيع التوعية بهذه الأمراض.

"هناك ما يقرب من 700 طفل وبالغ مصاب بالتليف الكيسي في إسرائيل أكثر من 30% من المجتمع العربي" 

وقالت ليئا غولدبرغر، المديرة العامة في جمعية التليف الكيسي (سيستك فيبروزيس) في إسرائيل، إن هناك ما يقرب من 700 طفل وبالغ مصاب بالتليف الكيسي في إسرائيل، أكثر من 30% منهم ينتمون إلى المجتمع العربي. وأنه في عائلات كثيرة يوجد أكثر من طفل أو بالغ مصاب بهذا المرض. وأضافت أن المجتمع العربي يعاني من نقص كبير في الوعي حول أهمية الفحوصات الجينية وأهمية التشخيص المبكر، وخاصة الآن بعد أن ظهرت أدوية جديدة يمكنها تحسين جودة الحياة بشكل كبير وإبطاء تدهور المرض على مر السنين. 

"هناك انخفاض في معدلات الإصابة بالأمراض الوراثية، إلا أنها لا تزال مرتفعة بين المجتمع العربي والبدوي مقارنة بعامة السكان" 

وأشارت الدكتورة نور عبد الهادي شحبري، مديرة هيئة تنفيذ الخطة للفجوات الصحية في المجتمع العربي في وزارة، أنه في العقد الأخير تم اكتشاف الأسباب الوراثية للعديد من الأمراض حول العالم، بما في ذلك في المجتمع الإسرائيلي وفي المجتمع العربي بشكل خاص، وأن اكتشاف العامل الوراثي يجعل من الممكن تقديم نصائح وتوجيهات أكثر دقة لإجراء الفحوصات لتجنب ولادة طفل مريض. وفي ضوء ذلك، فإنه من المعروف بحسب تقارير المعاهد الوراثية أن هناك انخفاضا في معدلات الإصابة بالأمراض الوراثية، إلا أنها لا تزال مرتفعة بين المجتمع العربي والبدوي مقارنة بعامة السكان.

"يبلغ معدل وفيات الأطفال الرضع في المجتمع العربي لعام 2023 5.2 لكل 1،000 مولود مقارنة بالمعدل في عموم السكان وهو 1.9"

وأضافت : "بين الأعوام 2013-2023، تم ملاحظة توجه نحو انخفاض معدلات وفيات الأطفال في كل من المجتمعين العربي واليهودي. ومع ذلك، لم يتم تقليص الفجوات في هذا المؤشر كما هو موضح في نسبة المعدلات. يبلغ معدل وفيات الأطفال الرضع في المجتمع العربي لعام 2023 5.2 لكل 1،000 مولود مقارنة بالمعدل في عموم السكان وهو 1.9، ويبدو أنه أعلى في المجتمع البدوي حيث يبلغ حوالي 11 لكل 1،000 مولود، أي ضعفي المعدل في المجتمع العربي ككل.

كما أشار بعض المسؤولين في وزارة الصحة إلى أن المجتمع العربي يتميز بنسبة أعلى من المتوسط من زواج الأقارب مقارنة بعامة السكان، وبالتالي فهم معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بالأمراض الوراثية والعيوب الخلقية ووفيات الأطفال.

 وقال مشاركون ان "الزواج في مجتمع مغلق يزيد من خطر الإصابة بالأمراض الوراثية". اعتبارًا من عام 2010، بلغ المعدل لزواج الأقارب للسكان العرب في إسرائيل 31%، وبينما كان المعدل في المناطق الشمالية وحيفا والقدس ومركز البلاد 29%، بلغ المعدل بين السكان البدو في الجنوب 44.8%.

وبحسب البيانات، في اوساط المسلمين، يموت في المتوسط طفلان لكل 1،000 مولود حي بسبب العيوب الخلقية مقارنة باليهود وغيرهم. ووفقا لمسؤولي الوزارة، فإن 43% من وفيات الأطفال العرب كانت بسبب العيوب الخلقية، مقارنة بـ 34% في الأعوام ما بين 2017-2019 بين اليهود وغيرهم. ويتم تسجيل معدلات أعلى لوفيات الأطفال الرضع في مجموعات معينة في المجتمع العربي، مثل البدو في النقب والدروز في الجليل والجولان، حيث ترتفع معدلات الأمراض الوراثية والعيوب الخلقية بشكل خاص.