النائبة عايدة توما-سليمان
واتهمت "حكومة الاحتلال بالترويج لـ"جريمة القرن" والتواطؤ مع مشروع إمبريالي يهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين وترحيلهم"، قائلة: "هذه الحكومة الدموية المتطرفة، بدعم كامل من رأس الإمبريالية الأمريكية، تدفع بالمنطقة نحو الهاوية والهلاك".
افتتحت توما-سليمان خطاب حجب الثقة قائلة: " قبل نحو أسبوعين، قدّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرضًا استعماريًا إمبرياليًا خطيرًا. لقد وقفا جنبًا إلى جنب ليعلنا عن خطة لا يمكن وصفها إلا بكونها جريمة حرب. الحديث عن ترحيل سكان غزة هو تطهير عرقي معلن - هذه المرة، صنعا معًا ما يمكن تسميته بـ"جريمة القرن"".
وأضافت توما-سليمان: " بأقصى درجات الغطرسة، لا يرى ترامب ونتنياهو شعبًا، لا يرون بشرًا- بل يرون عقارًا، أرضًا للاستثمار. ترامب يتحدث عن غزة كما لو أنها "منطقة دمار"، متجاهلًا حقيقة أنها موطن لأناس أحياء، يعانون ويلات الحصار الذي فرضه عليهم شريكه في هذه الجريمة. أما نتنياهو، فهو يطبق استراتيجية جعل غزة غير صالحة للحياة، وهما معًا يخططان لنكبة جديدة، ترحيلًا جماعيًا للسكان إلى دول أخرى". وأشارت توما-سليمان: "وفي مواجهة هذه الخطة المرعبة، ماذا تفعل الحكومة الإسرائيلية؟ بدلًا من رفض هذه الفكرة المجنونة، تبنتها بحماس".
وقالت توما-سليمان: "أمام هذه الخطة المروعة، ماذا تفعل حكومة إسرائيل؟ بدلًا من التنصل من هذه الفكرة المجنونة، فإنها تحتضنها بحماسة، وكأنها ليست انتهاكًا للقانون الدولي وكل المبادئ أخلاقية والإنسانية الأساسية". وأشارت توما-سليمان: "روّج رئيس الحكومة وائتلافه تصريحات ترامب العبثية، وهم يدركون تمامًا أنها ستعرّض إعادة المخطوفين للخطر وستؤجج نيران الحرب مجددًا. هذه الحكومة لا تكترث بالفلسطينيين، فهذا ليس سرًا، لكنها أيضًا لا تهتم بمواطنيها! 500 يوم تركوا فيها المخطوفين في الأسر. بدلًا من تحمل المسؤولية وبذل كل جهد ممكن لإنهاء الحرب وإعادة المخطوفين، رفضت الحكومة مقترحات لإنجاز صفقة تبادل فقط للحفاظ على بقائها، والآن ترفض بدء مفاوضات المرحلة الثانية، متحالفةً مع مروجي الأفكار الخطيرة، ومطّبعة مع الفكر الكهاني المتطرف، زاعمةً الخراب والدمار وكأنها وجدت طوق نجاة لها فتمسكت به".
وحول دور المعارضة، قالت توما-سليمان: "أين المعارضة؟ أين الأصوات التي تدعي أنها تكافح من أجل السلام وتقديم بديل؟ هل خرجت ضد جرائم الحرب؟ هل سمعنا منها معارضة للتطهير العرقي؟ بالطبع لا. في ظل هذا الصمت، لم يعد من الممكن التفريق بين أقوال المعارضة وأقوال سموتريتش وبن غفير، الداعين إلى التطهير العرقي والاستيطان في "أرض إسرائيل الكبرى". هذه الأفكار التي كانت يومًا هامشية، أصبحت السياسة الرسمية للحكومة - ولم تعد حكرًا على المتطرفين فقط".
وحول تصريحات رئيس المعارضة، يئير لبيد، الذي قال: "سأقدم خطة موازية"، قالت توما-سليمان: "لا يفترض بك تقديم خطة موازية! يفترض بك تقديم بديل! نحن لا نحتاج إلى "خطة أخرى"، بل نحتاج إلى رؤية مختلفة تمامًا، ترفض الاحتلال، ترفض التهجير، ترفض القتل".
وأكدت توما-سليمان: " الشعب الفلسطيني قال كلمته: لن يسمح بهذه المخططات". وشددت: "لن نقف صامتين بينما تتحالف حكومة إسرائيل مع أكثر القوى الإمبريالية رجعيةً، تلك التي تنكر على الشعوب حقها في الوجود، وتطبق مبدأ "الترحيل والاستيطان" بلا خجل. نحن هنا لنقولها بصوت واضح: لن نصمت أمام "جريمة القرن". سنقف هنا، حتى لو كنا قلة، حتى لو تعرضنا للملاحقة، عربًا ويهودًا أوفياء للقيم الأخلاقية والعدالة، وسنقاوم الاحتلال، الأبارتهايد، أي محاولة لتهجير شعبنا تحت ستار "الحلول السياسية".
وأنهت توما-سليمان: "هذه الحكومة ليست فقط خطيرة على الفلسطينيين، بل على جميع مواطنيها، إنها تدفع الجميع نحو حروب لا نهاية لها، وتمنح أقصى اليمين المتطرف سيطرة كاملة، وتضحي بأمن مواطنيها من أجل بقائها السياسي. ولهذا، نطرح سحب الثقة عن هذه الحكومة. لأن حكومة تدعم جرائم الحرب - لا شرعية لها. حكومة تهدد استقرار المنطقة - يجب أن ترحل. حكومة تعرقل صفقات إنقاذ الأرواح - لا يمكنها أن تبقى في الحكم".
وسقط المقترح بعد أن تم تأييده من قبل 26 نائبا، بينما للمصادقة على حجب الثقة عن الحكومة يجب تأييد المقترح من قبل 61 نائبا على الأقل.