اولاده الذين فقدوه بعد يوم واحد فقط من احتفاله بيوم ميلاده، خلال عمله لكسب لقمة عيشه ، يشعرون بحسرة على فراقه المفاجئ ويستذكرون في حديثهم لقناة هلا خصاله الطيبة ..
" والدي راح ضحية لقمة العيش "
وقال نادر قاسم ابن المرحوم طلعت قاسم لقناة هلا : " كنت في العمل واتصل بي أخي وأخبرني أن والدي سقط ، ونحن معتادون على والدنا أنه يسقط أحيانا في العمل وتكون الأمور على ما يرام ، لكن هذه المرة كانت كالصاعقة حيث كانت الإصابة صعبة جدا في الرأس ، وقاموا بنقله للمستشفى وهناك أعلنوا وفاته . الحمد لله على كل حال " .
وأضاف نادر قاسم : " أبي كان يعمل بمصنع في نوف هجليل ، وقد توفى بعد يوم من اصابته . والدي الله يسعده ، كان محبوبا وكل البلد تعرفه ، كان يساعد الجميع وقبل أن يأكل يطعم من حوله ، فمحبته للناس كأن أهم شيء عنده ، والحمد لله على كل حال " .
" أبوي علمني الصنعة وأنا رح أكمل بطريقك "
وأردف ابن المرحوم بالقول : " والدي راح ضحية لقمة العيش ، طوال حياته لم يؤذ أحدا وكان يقوم فقط بالاعمال الصالحة . صحيح ان عمره كان 66 عاما لكن من يراه كان يعتقد أنه ابن 50 عاما . رأيته قبل 3 أيام من وفاته ، ويوم الأربعاء تحدثت معه أنا وأبنائي وزوجتي لمعايدته بيوم ميلاده فأنا أسكن في حيفا وأهلي في الناصرة ، وقد قال لي كلمة أثناء حديثي معه حيث قال لي أهم شيء في الدنيا صحتك يا ابني ، وتوفي في اليوم التالي . أبي كان محبوبا لفريق اخاء الناصرة وهو من علمني الصنعة وأنا رح أكمل بطريقك ان شاء الله " .
" كان كريما وطيبا ويحب العمل ، يساعد الناس ويحب الجميع "
من جانبه ، أوضح قاسم قاسم ابن المرحوم طلعت قاسم : " والدي كان كريما وطيبا ويحب العمل ، يساعد الناس ويحب الجميع ، ضحكته لا تفارقني أبدا . أنا أول من رأي ابي واخر من رآه ، وقد قال لي صباح الخير يا ابني . مكان عمله يبعد عن مكان عملي نحو 20 مترا ".
وروى قاسم قاسم تفاصيل ما حدث قائلا : " وصلت سيارة الإسعاف للمكان ولم أهتم كثيرا ، لكن بعد قليل وصلت سيارة اسعاف أخرى وسيارة شرطة وسيارة إطفاء ، وتجمع الجيران وأنا معهم لا أعرف ما الذي يجري ، ثم واصلت عملي وكان وجه الشاب الذي معي أصفر ثم سألني عن اخي إبراهيم ، فسألته عن ابي فأخبرني أنه سقط أثناء العمل " .
وتابع بالقول : " والي غال علينا وعلى كل من عرفه وأحبه لطيبة قلبه ، كان دائما يضحك ويساعد الاخرين " .
" كان ربيعا لا يعرف الشيخوخة لا يعرف الهرم ولا اليأس ولا القنوط "
أما الدكتور صالح عبود قريب المرحوم طلعت قاسم ، فقد أكد لقناة هلا : " الحديث عن طلعت يحتاج وقتا طويلا ، لكن باختصار هو بسمة كانت تسير فوق الأرض وكل من عرف المرحوم من خلال مسيرته الطويلة وقد عاش 66 عاما أمضاها مبتسما . كان ربيعا لا يعرف الشيخوخة لا يعرف الهرم ولا اليأس ولا القنوط ، كان يزرع البسمة مع كل طفل يراه ، ومع شيخ أو كهل يلقاه . الناصرة جميعا تشهد لهذا الرجل أنه كانت بسمة تنشر السعادة في كل حين ، وكلن يحب ان يساعد الأقارب ولا يجعل بينه وبين الناس أية حدود " .
وأضاف الدكتور صالح عبود : " كان على تواصل دائم معنا في كل صغيرة وكبيرة ، ولي علاقة شخصية معه وكنت أحبه كما أحبه الجميع " .