logo

وعد ابن لأبيه في قبره بعدما خرج من البيت في الناصرة لكسب رزقه وعاد اليهم جثه : ‘أنا يابا رح أكمل بطريقك‘

من معتصم مصاروة مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما
16-02-2025 17:39:20 اخر تحديث: 17-02-2025 01:31:18

يتوافد المعزون إلى منزل عائلة المرحوم طلعت رشيد قاسم “أبو نادر”، في مدينة الناصرة، الذي فارق الحياة متأثرا بجراحه الحرجة التي أصيب بها في الايام الاخيرة، نتيجة سقوطه من ارتفاع حوالي ثلاثة أمتار أثناء عمله بمصنع في نوف هجليل.

اولاده الذين فقدوه بعد يوم واحد فقط من احتفاله بيوم ميلاده، خلال عمله لكسب لقمة عيشه ، يشعرون بحسرة على فراقه المفاجئ ويستذكرون في حديثهم لقناة هلا خصاله الطيبة .. 

" والدي راح ضحية لقمة العيش "
وقال نادر قاسم ابن المرحوم طلعت قاسم لقناة هلا : " كنت في العمل واتصل بي أخي وأخبرني أن والدي سقط ، ونحن معتادون على والدنا أنه يسقط أحيانا في العمل وتكون الأمور على ما يرام ، لكن هذه المرة كانت كالصاعقة حيث كانت الإصابة صعبة جدا في الرأس ، وقاموا بنقله للمستشفى وهناك أعلنوا وفاته . الحمد لله على كل حال " .
وأضاف نادر قاسم : " أبي كان يعمل بمصنع في نوف هجليل ، وقد توفى بعد يوم من اصابته . والدي الله يسعده ، كان محبوبا وكل البلد تعرفه ، كان يساعد الجميع وقبل أن يأكل يطعم من حوله ، فمحبته للناس كأن أهم شيء عنده ، والحمد لله على كل حال " .

" أبوي علمني الصنعة وأنا رح أكمل بطريقك "
وأردف ابن المرحوم بالقول : " والدي راح ضحية لقمة العيش ، طوال حياته لم يؤذ أحدا وكان يقوم فقط بالاعمال الصالحة . صحيح ان عمره كان 66 عاما لكن من يراه كان يعتقد أنه ابن 50 عاما . رأيته قبل 3 أيام من وفاته ، ويوم الأربعاء تحدثت معه أنا وأبنائي وزوجتي لمعايدته بيوم ميلاده فأنا أسكن في حيفا وأهلي في الناصرة ، وقد قال لي كلمة أثناء حديثي معه حيث قال لي أهم شيء في الدنيا صحتك يا ابني ، وتوفي في اليوم التالي . أبي كان محبوبا لفريق اخاء الناصرة وهو من علمني الصنعة وأنا رح أكمل بطريقك ان شاء الله " .

" كان كريما وطيبا ويحب العمل ، يساعد الناس ويحب الجميع "
من جانبه ، أوضح قاسم قاسم ابن المرحوم طلعت قاسم : " والدي كان كريما وطيبا ويحب العمل ، يساعد الناس ويحب الجميع ، ضحكته لا تفارقني أبدا . أنا أول من رأي ابي واخر من رآه ، وقد قال لي صباح الخير يا ابني . مكان عمله يبعد عن مكان عملي نحو 20 مترا ".
وروى قاسم قاسم تفاصيل ما حدث قائلا : " وصلت سيارة الإسعاف للمكان ولم أهتم كثيرا ، لكن بعد قليل وصلت سيارة اسعاف أخرى وسيارة شرطة وسيارة إطفاء ، وتجمع الجيران وأنا معهم لا أعرف ما الذي يجري ، ثم واصلت عملي وكان وجه الشاب الذي معي أصفر ثم سألني عن اخي إبراهيم ، فسألته عن ابي فأخبرني أنه سقط أثناء العمل " .
وتابع بالقول : " والي غال علينا وعلى كل من عرفه وأحبه لطيبة قلبه ، كان دائما يضحك ويساعد الاخرين " .

" كان ربيعا لا يعرف الشيخوخة لا يعرف الهرم ولا اليأس ولا القنوط "
أما الدكتور صالح عبود قريب المرحوم طلعت قاسم ، فقد أكد لقناة هلا : " الحديث عن طلعت يحتاج وقتا طويلا ، لكن باختصار هو بسمة كانت تسير فوق الأرض وكل من عرف المرحوم من خلال مسيرته الطويلة وقد عاش 66 عاما أمضاها مبتسما . كان ربيعا لا يعرف الشيخوخة لا يعرف الهرم ولا اليأس ولا القنوط ، كان يزرع البسمة مع كل طفل يراه ، ومع شيخ أو كهل يلقاه . الناصرة جميعا تشهد لهذا الرجل أنه كانت بسمة تنشر السعادة في كل حين ، وكلن يحب ان يساعد الأقارب ولا يجعل بينه وبين الناس أية حدود " .
وأضاف الدكتور صالح عبود : " كان على تواصل دائم معنا في كل صغيرة وكبيرة ، ولي علاقة شخصية معه وكنت أحبه كما أحبه الجميع " .