حاتم جوعية - صورة شخصية
وَفي الوِصالِ ورودُ العُمرِ يانعةٌ = وَفي البُعادِ فراقُ الروحِ للجَسَدِ
الحُبُّ ما زالَ إكسيرَ الحياةِ وَمِن = دونِ الغرامِ حياةُ المَرءِ كاللحدِ
إنَّ الحياةَ بدونِ الحُبِّ مَهزلةٌ = لا طعمَ لا لونَ لا إبداع للأمَدِ
وَإنّني فارسُ العُشَّاقِ سيّدُهُمْ = الحُبُّ ديني وإيماني إلى الأبَدِ
وَعصرُنا عصرُ تطبيع فواعَجبي = المالُ أغلى من الأوطانِ والوَلدِ!
ماتَ السلامُ وَأضحى الكونُ مُكتئِبًا = والحُرُّ والشّهمُ في حُزنٍ وفي كمَدِ
حملتُ وحدي رسالاتٍ مُقدَّسةً = وَسرتُ فوقَ اللظى والشَّوكِ والزَّرَدِ
أطوي الدُّهورَ ومثل الطودِ في شَمَمٍ = أسامرُ النَّجمَ طوالَ الليلِ في سُهُدِ
أحَدِّقُ في الكونِ كم طالتْ نوائِبُهُ = لم تحفلِ العينُ بالإرهاقِ والرَّمَدِ
وَإنّني النورُ في قومٍ، أعلِّمُهُمْ = معنى الكرامةِ أهديهمْ لِفجرِ غدِ
وإنّني شاعرُ الأفذاذِ قاطبةً = وَهَبتُ شعريَ للأوطانِ والبلدِ
أبقى أنا الطائرَ الغرِّيدَ في وطني = وَكم تلاشَى هُنا من بُلبلٍ غرِدِ
وَللحبيبةِ دُرَّ الشِّعرِ أنظمُهُ = وَطيفُهَا الوَحيُ في فكري وفي خَلدِ
حَمَلتُ روحي على كفّي بلا وَجَلٍ = والموتُ يهربُ منّي دونمَا رشَدِ
والجَهبَذ الحُرُّ آلافًا يُعَدُّ بهَا = نرَى الألوفَ هُنا تمضي بلا عَدَدِ