فأين نحن اليوم من قيم احترام المعلم مقارنةً بالماضي، وما هو حال طلابنا، وكيف تؤثر التكنولوجيا المتطورة على تعليمهم ... هذه الأسئلة وغيرها طرحتها قناة هلا على المربي أمين الحاج من كابول، الخبير التربوي في تدريس اللغة العربية وآدابها، والذي عمل في هذا المجال على مجار 44 عاما، اذ أجرينا حوارا معه مع اقتراب موعد تقاعده ..
وقال المربي أمين الحاج لقناة هلا : " التعليم في السابق كان المعلم هو المركز أي أنه كان المصدر الوحيد للمعلومات ، وكان يستعين باللوح والطبشورة وبعض اليافطات التي كانت تعلق على جدران الغرف . قديما لم تكن هناك التكنولوجيا المعاصرة الحديثة التي أغرقت المدارس بالمعلومات ، وكان الأهل في ذلك الوقت داعمين جدا للمعلمين وللهيئة التدريسية وللتعليم عامة ، كان الأهل بسطاء وذوي خلق عظيم وكانوا يحترمون المعلمين ويبثون هذه الروح في أبنائهم وكان المعلم له هالة عظيمة ويحظى باهتمام كبير من قبل الأهالي والطلاب" .
وأضاف المربي أمين الحاج : " في الماضي كانت هناك تحديات وصعوبات كثيرة ، فلم تكن هناك سفريات للطلاب وكانت الأوضاع الاقتصادية صعبة للغاية مما يؤثر على استكمال الطلاب للتعليم . اما التحديات أمام المعلم فهي أن الموارد كانت قليلة جدا وعليه أن يعتمد عليها وأن يقدم رسالته العظيمة . أما التحديات هذه الأيام فهي أن التكنولوجيا أغرقت المدارس بالمعلومات وبات المعلم يكاد يكون موجها وليس مصدرا وحيدا للمعلومات ، فالبدائل أصبحت كثيرة وأصبح الطلاب يعتمدون على أنفسهم أيضا فصلا عن اعتمادهم على المعلم أيضا . واصبح المعلم مجبرا أن يكون مواكبا للوسائل التكنولوجية " .
وتابع المربي أمين الحاج : " التكنولوجيا جعلت الطلاب يعتمدون عليها أكثر من المعلم ، وكذلك قل استغلال الطلاب لقدراتهم العقلية ، لكن في ذات الوقت ان أحسن الطالب استغلال التكنولوجيا فان ذلك يخدمهم كثيرا ويزيد من ذكائهم ".
ومضى المربي أمين الحاج بالقول : " المعلم في الماضي كان يحظى باحترام ودعم كبيرين من قبل الأهالي والطلاب ، لكن مع الأسف كلما مر الوقت تدنت مكانة المعلم وأصبح المعلم أقل شأنا مما كان عليه في الماضي لأن الطلاب أصبحوا يعتمدون أكثر على التكنولوجيا وأصبح المعلم صديقا وموجها ولم تعد هناك مسافات بين المعلم والطالب " .