صورة للتوضيح فقط - تصوير:shutterstock_Anel Alijagic
مع العلم أنني كنت مصابة بفقر الدم في صغري، ولكنني لم أتابع الطبيب منذ مدة طويلة؛ لذلك فَرَضَتْ عليَّ عائلتي أن أفطر تلك الأيام لعدم قدرتي على أن أقضيها فيما بعد، وقد قمت بالفعل بقضاء صيام تلك الأيام، فهل ما فعلته جائز شرعًا؟
الإجابة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة: 185].
والمسلم يجب عليه أداء صوم شهر رمضان، الذي هو أحد أركان الإسلام الخمسة -كما هو معلوم-.
ومجرد حضور الامتحانات، أو المشقة التي قد تسبّبها للطالب، ليس مرضًا ولا عذرًا يبيح الفطر في رمضان؛ إذ المشقّة في ذلك عادة تُحْتَمل. لكن من وجد مشقّة معتبرة في مواصلة الصوم، واحتاج إلى تناول المفطر لضعفه مثلاً، فله أن يفطر.
أما أن يفطر ابتداءً قبل أن يحتاج إلى الفطر حاجة حقيقية، فلا، وبخصوص السائلة، فهي أدرى بحالتها عند الامتحانات:
فإن كانت تجد مشقة، لا تستطيع معها مواصلة الصوم مع أداء مهمتها؛ فلها أن تفطر، مع وجوب تبييت نية الصوم، وليس لها عندئذ أن تطيع أحدًا في تبييت الفطر.
لكن لو أخبرها الطبيب بأن الصوم يضرّها؛ لفقر الدم الذي تعاني منه، أو غيره؛ فلها حينئذ أن تفطر؛ لأنها في حكم المريض، وتقضي فيما بعد، قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: ومن كان به مرض في بدنه، يشقّ عليه الصيام معه، أو يؤذيه، أو كان على سفر -أي: في حال سفر-؛ فله أن يفطر. اهـ.
والله أعلم.