غسان عبد الله - صورة شخصية
حقيقة ما يمر به مجتمعنا العربي من حالة عنف وهذا الاجتياح التسونامي وتصاعد في وتيرة الجريمة لا تقل خطورة مما يحدث في محيطنا اقليميا وعالميا بل هي حالة مكملة ولتغلق دائرة المخططات.
ما يحدث في مجتمعنا وهذا الاجتياح من عنف وجريمة وتصاعد في وتيرتها ، لهو حالة أكبر وأخطر من الاسباب التي ندعيها مثل الخاوة والسوق السوداء او تصفية حسابات ، ولا هي بسبب تواطؤ شرطي فحسب.
بل هي مخطط سلطوي مبرمج ومبيت وبقرار سياسي واضح وصريح وعلى الملأ ويبحث باعلى المستويات وبمشاركة كل الاذرع السلطوية والمخابراتية ، في اهم واخطر غرف العمليات وبموازاة لمخططات ابادة الشعب الغزي ومخططات ترامب التهجيرية .
نعم هذه هي المشكلة المركزية والمقلقة لمجتمعنا العربي والتي تحصد في كل عام ارواح المئات من الضحايا ، وتثير مشاعر الغضب وتغيب الامن والامان والسلم والسلام في كافة قرانا ومدننا العربية . والشيء بالشيء يذكر على هامش مظاهرة الامس في ام الفحم.
------------------------
نحن اصحاب رسالى واقدس قضية ونحمل مشروع وطني بامتياز ، وان لم نكن على قدر هذه الرساله وهذا المشروع ، وان تبقى هذه الاخفاقات متتاليه كما عهدناها في السنوات الاخيره نخشى ان تتحول الى مسلمات ونهج في ميوعة النضال والى تحديات خافته وفي طريقها للتلاشي والاندثار ، وهنا يكون الفشل الذريع وبالتالي قد يؤدي الى انهيار مشروعنا الوطني. ما كان بالامس في مظاهرة ام الفحم خير دليل واثبات على ذلك وبمثابة ضوء احمر !
بالرغم من مناشدة اللجنة العليا للجماهير العربية واللجان الشعبية وقيادات الاحزب للمشاركة في هذه المظاهرة، الا انها لم تكن على قدر مستوى المعاناة اليوميه لجماهيرنا العربية ولم ترق لمستوى شلال الدم النازف في مجتمعنا العربي ولم تكن ردا على سياسة ترامب التهجيرية او سياسة حظر لجان افشاء السلام !! الشعارات كانت قويه وعناوين المظاهرة مهمة ولكن المشاركة كانت ضعيفة !
كنت اتوقع في ظل هذا الواقع المرير ان تكون مظاهرة جبارة حاشدة وان تخرج ام الفحم هذه المدينة العريقة الصامدة، هذه القلعة الوطنية الشامخة بكل عنفوانها وطيفها السياسي بشيبها وشبابها ولتهز الارض من تحت اقدام الطغاة ، ولتعانق جماهير قرى وادي عارة الخضراء منتظرة وصول جماهير الجليل الاشم والنقب الصابر ، وليلتحم الهتاف ولتصدح الحناجر بصرخة واحدة مجلجلة مزلزلة ولتدوي بأروقة البيت الابيض ولتهز أركان هذه المؤسسة أو لعلها تكون صرخة صاخبة بوجه عصابات الاجرام لترتعد فرائصهم خوفا ووجلا لتشخص عيونهم ولتلتف الساق على الساق.
من هذا المشهد غير المبشر والذي قد يبعث بالنفس التشاؤم والاحباط وربما منه يولد التفاؤل اليس من رحم المأساة يولد الامل ؟؟ يجب ان لا نرفع الراية فعشرات السنين في عمر الشعوب قصيرة . ما زال الامل موجودا والمعادلة أمامنا واضحة ، وخطة الطريق ممكنة ، يجب ان نغير اتجاه العاصفة وان لا نبقى بعينها ، لنرص الصفوف ولنسد الخلل ولنتعالى عن كل التراكمات والاسقاطات ولنوحد الكلمة والنقاش وتحت حوار وطني جاد وصادق ولنكون جميعا في خندق واحد ولنوجه سهامنا باتجاه واحد ، لنقلب الموازين ولنغير قوانين اللعب ، هكذا نكون الرقم الصعب في المعادلة، وهكذا نفرض أنفسنا في صنع القرار .
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: bassam@panet.co.il