لا تزال السيارات الكهربائية غير مربحة بشكل عام بسبب التكاليف المرتفعة المرتبطة بتصنيع البطاريات، والتي تظل أغلى مكون في السيارة الكهربائية. لم يكن أول عام مربح لشركة تسلا واستمر على هذا الوضع حتى عام 2020. في الشهر الماضي، قالت شركة جنرال موتورز إنها بدأت أخيراً في جني بعض الأموال من السيارات الكهربائية. واجه قسم موديل e التابع لشركة فورد، المسؤول عن المركبات الخالية من الانبعاثات، عاماً صعباً في 2024 ويستعد لعام صعب آخر.
بينما كانت الشركة تفصل نتائجها المالية لعام 2024، اعترفت بأنها تكبدت خسارة سنوية قدرها 5,1 مليار دولار أمريكي في الأرباح قبل الفوائد والضرائب. وقد تكون الأمور أسوأ هذا العام، حيث تتوقع شركة صناعة السيارات في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان أن تبلغ خسائر السيارات الكهربائية من 5 إلى 5,5 مليار دولار أمريكي. وبقدر ما يبدو هذا الأمر سيئاً، تظل فورد متفائلة لأن بعض الأموال تذهب إلى استثمارات السيارات الكهربائية. بالإضافة إلى ذلك، أبلغت عن ”تحسينات التكلفة“ بقيمة 1,4 مليار دولار أمريكي العام الماضي لفرع موديل E الكهربائية.
على الرغم من أن سيارات فورد الكهربائية تتسبب بنزف الأموال، فقد باعت شركة فورد 34.8% من السيارات الكهربائية العام الماضي في أمريكا، حيث زادت مبيعات الشحنات المكهربة إلى 97,865 كركبة جديدة. كما ارتفعت مبيعات السيارات الهايبرد بنسبة 40,1% لتصل إلى 187,426 سيارة جديدة. ومع ذلك، قامت المركبات التي تعمل بالبترول بكل العمل الشاق، حيث وصلت مبيعاتها إلى 1,793,541 سيارة جديدة، أو +0.2 في المائة مقارنة بعام 2023.
مصاعب تواجهها الشاحنات الكهربائية
كان العام الماضي هو العام السابع والأربعين على التوالي الذي أصبحت فيه اف سيرز (F-Series) هي الشاحنة الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن رئيس شركة فورد يعترف بأن السيارات الكهربائية الكبيرة F150 لايتنينج تعاني من مشكلات ”غير قابلة للحل“. خلال مكالمة المؤتمر المالي لعام 2024 هذا الأسبوع، قال الرئيس التنفيذي جيم فارلي إن السيارات الكهربائية ليست ”تكنولوجيا جيدة“ للقطر لأن بطارياتها ”كبيرة جداً“.
لكن الأمر لا يقتصر على ذلك. قال فارلي إن السيارات الكهربائية الكبيرة تعاني من ديناميكيات هوائية أسوأ وهي أثقل من نظيراتها التي تعمل بالبنزين، لذا فإن هناك حاجة إلى بطارية كبيرة ومكلفة لتوفير مدى لائق. وتأخذ شركة فورد وقتها مع الموجة التالية من السيارات الكهربائية، حيث أرجأت إطلاق الشاحنة متوسطة الحجم الجديدة إلى نهاية عام 2027، أو بعد حوالي 18 شهراً من الموعد المتوقع في البداية.
في فبراير 2024، ذكر فارلي ”فريق skunkworks“ المسؤول عن تطوير منصة جديدة منخفضة التكلفة لدعم المركبات الكهربائية الأرخص التي من شأنها أن تنافس سيارات تسلا والسيارات الصينية بأسعار معقولة. بالإضافة إلى ذلك، يعمل المهندسون على المركبات الكهربائية ذات المدى الممتد (EREVs) بمحرك غاز يعمل كمولد لشحن البطارية. وكما هو الحال في مازدا MX-30 R-EV، التي تحتوي على محرك دوار يتصرف مثل المولد، لن يتم ربط محرك الاحتراق الداخلي ميكانيكياً بالمحاور، بدلاً من ذلك ستقود المحركات الكهربائية العجلات.
وفي مكان آخر، ألغت شركة فورد مشروع سيارة SUV كهربائية بثلاثة صفوف من الكراسي في عام 2024 بعد أن أدركت أن الحسابات لم تكن في صالحها. وقد كلفت هذه الخطوة الشركة 1,9 مليار دولار أمريكي! وكان من المفترض أن تخرج السيارة الكهربائية الكبيرة التي يبلغ مداها 350 ميلاً (563 كم) هذا العام قبل تأجيلها حتى عام 2027 ثم إلغاؤها.
تبيع شركة فورد سيارة SUV كبيرة الحجم تعمل بالكهرباء في أوروبا تحمل اسم إكسبلورر، لكنها تختلف عن طراز البنزين الذي يحمل نفس الاسم والمتوفر في السوق العالمي. فهي في الأساس نسخة معدلة من فولكس فاجن ID.4. وعلى نحو مماثل، فإن فورد كابري الجديدة هي في الأساس نسخة معدلة من فولكس فاجن ID.5.
وبالنظر إلى المستقبل، يقول فارلي إن الموديلات الجديدة ستستخدم منصات أحادية الهيكل وهيكل على إطار تدعم محركات الاحتراق وأنظمة الدفع الكهربائية البحتة، مما يسهل على الشركة توزيع التكاليف. وستسمح الهياكل متعددة الطاقة لشركة فورد بالاستجابة بسرعة لاتجاهات السوق المتغيرة.
صورة للتوضيح فقط - تصوير: Robert Way - shutterstock