يروي معاناته من فقدان أغلى الناس على قلبه. كلمات مليئة بالحزن والأسى أطلقها بعد أن رحل والده الذي كان سنده وظهره كما روى في شهادة تمزق القلوب امام الحضور.
اما الطفلة امنة عماش من جسر الزرقاء التي فقدت بين ليلة وضحاها امها سميّة .. فقدت حنيتها، حنانها وعطفها في جريمة قتل أخرى، تتمنى أن يختفي هذا العنف الذي يحصد الأرواح. مشاعر الفقد والألم التي عبر عنها الطفلان تفتح جرحًا عميقًا في مجتمع يعاني من جرح نازف لا يتوقف.
الطفل فهمي : "رحم الله وجها لن يتكرر في حياتي، رحم الله السند والملجأ والظهر"
وقال الطفل فهمي زياد ابو مخ والذي قتل والده مدير المدرسة في باقة الغربية بانفجار سيارة : "الكلمات الصعبة تُكتب من قلب مكسور، أين أنتم يا مجتمع؟ لماذا أغلقتم أعينكم عندما خطفوا حياة والدي دون حق؟ لماذا تراقبون وتستمعون ولا تتحركون؟ هل حياة الإنسان رخيصة إلى هذا الحد؟ لا تنسوا والدي. هذا الألم سيكون شهادة والدمعة التي ستقف أمامكم". ومضى قائلا: "رحل والدي وظل حبل الدعاء هو الوصل بيننا صوت فقيدي لا ينسى وبسمته لا تغيب ، فرحم الله وجها اشتقت لرؤيته، رحم الله وجها لن يتكرر في حياتي رحم الله السند والملجأ والظهر".
"معاناتي صعبة"
من جانبها، قالت الطفلة امنة والتي فقدت والدتها ايضا بجريمة قتل: "معاناتي مع هذا الأمر كانت صعبة لأنني في يوم واحد استيقظت ووجدت نفسي بدون أمي، شعرت بما يشعر به الذين يفقدون أهاليهم. أتمنى أن يختفي العنف من مجتمعنا العربي ومن جميع الدول. هذا الشيء يحدث مع الكثيرين الذين يفقدون شخصًا غاليًا وعزيزًا عليهم، سواء كانت أمهاتهم أو آباؤهم أو أحد أفراد عائلتهم. الأمر صعب بشكل خاص على الأهل الذين لديهم أطفال. لذا، أتمنى أن يختفي هذا العنف من المجتمع.”
النائبة عايدة توما سليمان : "نعيش كأننا أموات على قيد الحياة، نخشى على حياتنا"
من جانبها ، قالت عضو الكنيست عايدة توما سليمان فيما قالت خلال الجلسة التي بادرت اليها لسماع شهادات الاطفال والضحايا، انه "يجب تطوير نموذج علاجي يتناسب مع الأيتام ضحايا الجريمة، ويأخذ في الاعتبار الهيكل الاجتماعي في المجتمع العربي وكيفية دعم الأيتام، فهذا أمر مهم للغاية".
وتابعت النائبة توما-سليمان قائلة خلال المؤتمر الخاص لمواجهة الجريمة: " لم نسمّ هذا المؤتمر ‘نموت خوفاً - الأطفال العرب في ظل الجريمة’ عبثًا، فهذا العنوان يعكس حقيقةً مريرة نعيشها يوميًا. نحن، المجتمع العربي، نعيش كأننا أموات على قيد الحياة، نخشى على حياتنا وحياة أطفالنا في كل ساعة، كل يوم، وكل لحظة". وأردفت : "شهادات فهمي ابو مخ ابن المغدور المربي زياد ابو مخ وآمنة ابنة المغدورة سمية عماش ليست مجرد كلمات، بل صرخات تعبّر عن الخوف الذي يُخيم على حياتنا، والإحباط الذي يتغلغل في قلوبنا نتيجة تفشي الجريمة وانعدام الأمان".