في مجال ظل محصورًا غالبًا في الأشخاص المبصرين، حيث استطاع أن يخلق لنفسه مساحة في عالم الفن، مؤكداً أن الإعاقة ليست عائقًا أمام تحقيق الأحلام.
ورغم تحديات حياته اليومية، استطاع أن يتفوق في مجال المسرح، معتمدًا على مهاراته الفطرية وحبه للتعبير الفني. علي اليوم ليس فقط معلمًا للمسرح، بل أيضًا مصدر إلهام للعديد من الشباب الذين يتطلعون للانخراط في الفنون والتمثيل.
في حديث أدلى به لموقع بانيت وقناة هلا، تحدث علي أبو غانم، الشاب الذي أضاء عالم المسرح بموهبته وإصراره، عن تجربته المميزة في هذا المجال، قائلاً: "أنا علي أبو غانم، عمري 36 سنة من سكان رهط، أعمل في مجال المسرح في المركز الجماهيري منذ عام 2017. عالم المسرح هو عالم واسع، يتيح لك التعبير عن رأيك من خلال خشبته في أي قضية تهمك. كنت قادرًا على كتابة سيناريوهات بمفهوم الارتجال منذ صغري، وعندما بدأت في العمل بهذا المجال، تطورت مهاراتي فيه بشكل كبير".
التحديات والصعاب
وتابع قائلاً: "التحديات التي واجهتها في مجال المسرح والتعليم لم تكن من حيث العمل نفسه، بل من الأشخاص المحيطين بي الذين كانوا لا يؤمنون بذلك. كان عليّ أن أقنعهم أنني لست مجرد شخص لا يرى، بل لدي القدرة على الفهم والإبداع في مجالات أخرى. كانت هذه من أبرز التحديات التي واجهتها دائمًا".
"كان هناك بعض الدعم من العائلة وزوجتي"
وحول ردود الفعل التي تلقاها عند بداية تعلمه المسرح، قال أبو غانم: "كان هناك بعض الدعم من العائلة وزوجتي، وكذلك من مدير المركز الجماهيري فؤاد الزيادنة وزميلي في العمل كايد أبو لطيف. لا أعتبر إعاقتي عائقًا، بل كانت حافزًا لي لأصل إلى مسارح العالم وأثبت قدرتي على النجاح، لأن المسرح هو المجال الذي أستطيع من خلاله التعبير عن رأيي بشكل أكبر من أي مجال آخر."
وأشار أبو غانم الى "أن الأساليب الشائعة التي تعلمتها خلال دراستي في المركز الجماهيري ومعهد غوتمان، أعطتني القوة والأدوات اللازمة للتعامل مع الطلاب والعمل مع مجموعة كأستاذ. هذه الأساليب ساعدتني في تطوير قدراتي التدريسية وتمكنني من التواصل بشكل أفضل مع الطلاب وتوجيههم في مجال المسرح."
إنجازات
وحول إنجازاته، قال أبو غانم لموقع بانيت وقناة هلا : "من أبرز الإنجازات التي أفخر بها هي أنني حصلت على فرصة للتعلم في المعهد العالي للفنون في السبع بدعم من المركز الجماهيري. بالإضافة إلى ذلك، فخور بالمشاركة في مهرجان صربيا الدولي في السنة الماضية، حيث حصلنا على جائزة أفضل مسرحية، كما حصلت على جائزة أفضل ممثل من بين 12 مسرحية ودولة مشاركة. كان لي أيضًا مشاركات مميزة في مهرجان عكا خلال السنوات الأخيرة."
"لا تجعلوا الإعاقة تؤثر عليكم"
وأوضح أبو غانم "أن الرسالة التي أحب أن أوصلها من خلال عملي في المسرح هي أن كل شخص لديه نقص معين، ولكن كما نرى النواقص، يجب أن نرى أيضًا الأشياء الإيجابية. كل شخص لديه قدرات يتميز بها. القوة التي نمتلكها تؤثر أكثر من الأشخاص الذين يعتبرون "طبيعيين". إذا كنت أرى، كنت سأفتقد القدرات التي أملكها الان، لذا، لا تدعوا الإعاقة تؤثر عليكم، لا تفكروا بأنكم غير تابعين للمجتمع، بل كونوا جزءًا منه وكونوا مؤثرين فيه". وحول طموحاته، قال علي أبو غانم: "طموحي أن أصل إلى أبعد مما أتصور، وإن شاء الله أرى نفسي بعد 15 سنة أجري دكتوراه في مجال المسرح، فالحياة لا تكفيني لأعبر عما بداخلي، فأعطوني خشبة مسرح لأعبر أكثر."
تصوير بانيت