logo

‎⁨⁩تأثير البيئة المحيطة في تطور الطفل ونمو مهاراته.. واحتياطات واجبة على الآباء

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
21-12-2024 09:26:30 اخر تحديث: 23-12-2024 13:19:09

تؤكد النظريات التربوية أن تطور الطفل ونمو مهاراته يعتمد على التفاعل بين الحمل الجيني ومكونات البيئة ومهارات الطفل، وبالتالي فإن البيئة المحيطة بالضغوط المالية أو النفسية أو الاجتماعية،

التي يعايشها الطفل ويحس بتأثيراتها؛ من الممكن أن تحفز تطور الطفل ونمو مهاراته وشخصيته وسلوكياته داخل المنزل وخارجه، ووسط الأهل أو بالخارج بين زملائه وأصدقائه أو العكس، حيث تتسبب البيئة السلبية في عدم نضج الطفل وتوقف نمو المهارات بالقدر المتميز.

وتحليل ذلك أن البيئة الإيجابية لها تأثيرها الإيجابي، والبيئة السلبية لها تأثيرها السلبي، اللقاء والدكتورة نادية إبراهيم أستاذة التربية والعلاج السلوكي لتحليل تأثير البيئة المحيطة في تطور الطفل ونمو مهاراته.

معالم من البيئة المحيطة وتأثيرها في الطفل

تأثير الرابطة العاطفية في طفلك:

البيئة العاطفية التي يعيشها طفلك ويحس بها، هي الرابطة العاطفية التي يشاركها طفلك معك، والتي ستساعده في فهم وتعلم كيفية التعبير عن حبه ومخاوفه، ومعها سيتعلم الطفل أيضاً كيفية التفاعل مع المقربين منه، ويتعرف إلى طرق التواصل العاطفي مع الآخرين، وهذا يمده بالشعور بالثقة والأمان والعلاقة المستقرة والمحبة؛ لهذا احرصي على قضاء وقت كافٍ معه لتظهري له أنك تحبينه وبجانبه دائماً.

علاقة الأب بالأم لها تأثيرها في الطفل:ستؤثر العلاقة التي تشاركينها مع زوجك في النمو العاطفي لطفلك، ربما تكونين أنت وزوجك الشخصين الأقرب لطفلك، وأول زوجين يعرفهما طفلك على الإطلاق؛ حيث تتفاعلان مع بعضكما بعضاً، والحب والاحترام اللذان تظهرانه بوصفكما زوجين سيساعد طفلك على تعلم كيفية تقدير شخص آخر.

طفلك، سيتعلم أهمية الاتصال القوي وكيفية احترام الآخرين؛ لذا فإن القليل من إظهار المودة أمر جيد ومطلوب أمام طفلك، كما أن إظهار الإيماءات الصغيرة مهمة مثل مسك الأيدي وعناق الطفل.

المستوى المادي للأسرة:

كما أن القوة المالية للمنزل تؤثر في جوانب مختلفة من تجربة طفولة الأبناء، فهذه القوة المالية تحدد مستوى الحياة الذي يعيش فيه الطفل، والمدرسة أو دار الحضانة التي سيذهب إليها، بجانب الدائرة الاجتماعية لعائلتك؛ لهذا من المهم أن تتحدث إلى طفلك عن الشؤون المالية، وكيف تُوجد أشياء أكثر أهمية من المال الذي يمكن امتلاكه.

المساحة الاجتماعية للأسرة:

كما أن البيئة في المنزل، والعلاقة مع الجيران أيضاً لها تأثيرها في سلوك الطفل؛ فإذا كنت تعيشين في بيئة مزدحمة أو صاخبة جداً، فقد يؤثر ذلك سلباً في شخصية الطفل، كما يمكن أن يؤدي وجود عدد كبير من الأفراد الذين يعيشون في المنزل نفسه إلى تقليل الوقت الذي تقضيه الأم أو الأب مع طفلهما.

وعادة ما يكون الانشغال مع الآخرين في المنزل سبباً للجوء طفلك إلى طرق للبقاء مشغولاً، وإبعاد نفسه عنك عاطفياً في وقت مبكر، وقد يبدأ طفلك أيضاً في تطوير قوة الإرادة لحجب الأصوات والمحادثات الصاخبة، وإذا كان طفلك انطوائياً؛ فقد يتراجع أكثر في قوقعته.

تأثير البيئة التعليمية:

ستكونين المعلم الأول لطفلك؛ لذلك من المهم أن تخلقي بيئة تحفز وتساعد على تنمية مهاراته، والبيئة الإيجابية والمريحة في المنزل ستساعد طفلك على التركيز على الدراسات والتعلم بشكل أفضل، لكن هذا لا يمنع من تشجيع طفلك دائماً على طرح الأسئلة والبحث عن حلول؛ لاكتساب المزيد من المعرفة.

قيم ومهارات علِّميها لطفلك منذ الصغر

اشرحي لطفلك حقوقه وواجباته:

تحتاج الأمهات إلى تعليم الأطفال فهم القيم الصحيحة والخاطئة، بحيث تصبح المعرفة جزءاً من شخصيته في الحياة اليومية، قد تختلف قيم وثقافة كل أسرة، إلا أن قيم الحب والاحترام والنظافة والرحمة والعدالة والمساواة ثابتة، ويمكن تعليمها لكل الأطفال منذ الصغر.

كوني قدوة طفلك:

القدوة عامل أساسي في عملية تربية الطفل؛ فالأطفال يشاهدون ولا يسمعون، وهم مقلدون بطبعهم؛ لذا تحتاج الأمهات إلى أن تكون قدوة لأطفالها، من خلال سلوكياتها في التعامل، وحتى درجة صوتها عند التحدث.
وكذلك في طريقة اتباعها لأسلوب حياة معتدل، وتناول أطعمة صحية، وممارسة الرياضة بانتظام، واتباع العديد من العادات الإيجابية، مثل الاعتراف بالأخطاء وتصحيحها.

شاركي طفلك هواياته وإبداعاته:

خذي الوقت الكافي للعب مع طفلك، والاستماع إلى شكواه؛ ليشعر بالارتياح، ويكون على علاقة جيدة بك وبوالده. مرحلة الطفولة هي مرحلة تكوين الهوايات ونمو المهارات والإبداع.

حافظي على مهارات الإبداع لدى طفلك، بخلق بيئة منزلية تقدر الإبداع، وتعطي الفرصة لتحقيقه من خلال ممارسة الأنشطة المحببة للطفل وقضاء الوقت معاً؛ ما يجعل الطفل منفتحاً وأكثر ثقة في التعبير عن آرائه.

كما يمكن للوالدين تثقيف أطفالهما وغرس القيم بداخلهم، بسرد القصص عليهم، بحيث يمكنهم تطبيقها في الحياة اليومية. كما يحتاج الأطفال للشعور بالأمان للتعبير عن مشاعرهم، سواء كانت حزناً أو خوفاً أو سعادة.

أعطي طفلك مسؤوليات تناسب عمره:

تُعتبر المسؤولية من أهم المهارات التي يجب أن يتعلمها الأطفال في سن مبكرة، ومع المسؤوليات يتعلم الطفل معنى التحمل، وفي المقابل فإنه في حاجة للتعرف إلى عواقب سلوكه وخياراته، حتى يكون أكثر مسؤولية.

كما تجب مساعدة الأطفال على بناء ثقتهم بأنفسهم، من خلال تشجيعهم على استكشاف اهتماماتهم ومواهبهم، فعندما يمتلك الأطفال هوايات أو أنشطة يحبونها، سيكونون أكثر ثقة ومسؤولية، وأكثر مقاومة للضغوط.

أظهري حبك ودعمك:

أظهري حبك ودعمك لأطفالك باستمرار، مع ضرورة القيام ببناء علاقات جيدة بين الوالدين والأبناء، ويمكن أن تكون الكلمات طريقك للتعبير عن المودة، بجانب تقديم الدعم والتقدير لكل جهد يبذله أطفالك، وقومي بتوجيه عبارات تشجيعية لطفلك؛ لتحفيزه على النجاح والإنجاز.

لا تقدمي لطفلك أكثر من احتياجاته:

على الأطفال أن يتعلموا أن إعطاء الأهل لما يحتاجون إليه لا يعني تلبية جميع رغباتهم دائماً؛ ولذلك يجب على الآباء أن يكونوا نموذجاً لكيفية التمييز بين الاحتياجات الضرورية والرغبات فقط، وسيكون لذلك تأثير في قدرة الطفل على تنظيم انفعالاته وكيفية التصرف في ظروف معينة.

اقضي وقتاً مع طفلك ومعاً مارسا الأنشطة:

على الآباء تخصيص وقت لبناء تواصل جيد مع أطفالهم، دون انشغال بالشاشات أو تشتيت بأي عمل يقومون به؛ فيجب على الأم محاولة فهم مشاعر طفلها وطمأنته بأنها ستكون دائماً موجودة لدعمه، وذلك مع تخصيص وقت للعب معه أو القيام ببعض الأنشطة والاستمتاع بصحبته.

عليك بوضع القواعد بالمنزل وتوضيح العواقب:

من المهم أن يضع الآباء حدوداً واضحة للأطفال، ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام الإنترنت، وتحديد الوقت الذي يستخدم فيه الطفل الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي.

كما يجب وضع قواعد واضحة حول السلوك المقبول في المنزل وخارجه وفقاً لعمر الطفل، وتعريفه بأن تطبيق هذه القواعد وتحمل عواقبه سيحميه من التأثيرات السلبية التي قد يتعلمها أو يتلقاها من البيئة المحيطة بهم.

قومي بتثقيف الطفل عن التنمر:

من الضروري تعليم الأطفال ما هو التنمر ومعنى التنمر الإلكتروني، وكيفية التعامل إذا تعرضوا لهما، وأنه يجب عليهم الإبلاغ فوراً إذا كانوا هم أو أصدقاؤهم ضحايا؛ فإن توفير التعليم حول المخاطر البيئية يمكن أن يساعد الأطفال على أن يكونوا أكثر وعياً، وأن يعتنوا بأنفسهم؛ فإن التثقيف حول جوانب هذا الأمر منذ سن مبكرة يُعَدُّ أمراً مهماً جداً.

صورة للتوضيح فقط - تصوير :StockPhotoDirectors shutterstock