حاتم جوعية - صورة شخصية
فنظمتُ أنا هذه الأبيات الشعريَّة ارتجالا ومعارضةً له :
فنظمتُ أنا هذه الأبيات الشعريَّة ارتجالا ومعارضةً له :
إنِّي المُتيَّمُ عاشقٌ للضَّادِ لغةُ السَّما يسمُو بها إنشادي
لغةُ التَّخاطبِ والفنونِ جميعهَا لغةٌ ستبقى مَنهَلَ الرُّوَّادِ
لغةٌ مُقدَّسةٌ تهادَى نورُهَا إيقاعُهَا بردٌ على الأكبادِ
لغةٌ بها الحقُّ القويمُ قدِ ازدَهَى والفجرُ يسطعُ من خلالِ سوادِ
هيَ مجدُنا ومنارُنا وَسُمُوُّنا وَمآثرُ الأجدادِ والأحفادِ
لغةٌ تُوَحِّدُ صَفَّنا وكياننا والكلُّ ينهضُ بعدَ طولِ رقادِ
وجنائنٌ تزهُو بُعَيْدَ ذبولها أجواؤُنا تصفُو منَ الأحقادِ
أمُّ اللغاتِ بسِحرِهَا وَبهائِهَا الكونُ يُسْحَرُ في جمالِ الضَّادِ
لغةُ المَحبَّةِ والتَّسامحِ والنّدَى تبقى مدى الأجيالِ والآمادِ
أمُّ اللغاتِ لدى الشُّعوبِ تمجَّدَتْ كم عاشقٍ فيها وكم من صادِ
كلُّ اللغاتِ أمامَهَا لقدِ انحَنتْ وتناثرَتْ كتناثرِ الفرصادِ
لغةُ التّجدُّدِ والتّطوُّرِ دائمًا لا .. لم تكن في القيدِ والأصفادِ
الضّادُ تسطعُ في يراعي دائما وتتيهُ في حللٍ من الأبرادِ
وأنا العروبةُ صوتُهَا وَنشيدُهَا شعري يُعيدُ روائعَ الأمجادِ
ووَهَبْتُ عمري كلّهُ لقضيَّتي الكلُّ يشهدُ ثورتي وجهادي
وعلى جفونِ النجمِ رَفَّتْ رايتي وبكلِّ مرتفعٍ صهيلُ جيادي
فمِنَ المحيطِ إلى الخليجِ لقد رَووا شعري وبالإقبالِ والإسعادِ
أنا شاعرُ الشعراءِ دونَ مُنازعٍ شعري وفنّي كلُّهُ لبلادي
أنا حارسُ اللغةِ الجميلةِ عندنا من مَنهجِ الأشرارِ والأوغادِ
لم تستطعْ كلُّ الدُّنى تزيفَ تا ريخي وطمسَ مآثر الأجدادِ
وَهُمومُ شعبي إنّني واكبتُها طول الزّمانِ بمُهحتي وفؤادي
سيظلُّ شعري للدُّهورِ مُخلّدًا نبراسَ هَديٍ للدُّنى وَرَشادِ