logo

الطالبة انجيلا مطر من عبلين التي أُخرجت من جلسة بالكنيست : ‘كل ما أردته هو أن يسمعوا صوتنا.. يسمعوا اننا نخاف ان نُعبّر عن هويتنا كعرب‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
16-12-2024 19:17:09 اخر تحديث: 17-12-2024 14:30:46

شهدت جلسة لجنة التعليم، الرياضة والثقافة البرلمانية، التي عقدت الأسبوع المنصرم، أجواء عاصفة وجدالا محتدما بين أعضاء الكنيست من الائتلاف والمعارضة،

وكذلك مواجهة بين أعضاء الكنيست وقسم من المشاركين في الجلسة من طلاب جامعيين ومحاضرين.

وشهدت الجلسة مناقشة تعديل قانون "ابعاد طلاب داعمين للإرهاب من مؤسسة تعليمية وتفكيك خلاليا داعمة للإرهاب"، على حد نص التعديل المقترح، كما شهدت الجلسة اخراج الطالبة الجامعية انجيلا مطر، من عبلين، التي تدرس في معهد العلوم التطبيقية " التخنيون " في حيفا، وفي الجامعة العبرية في القدس. 

"كنا نقاتل ضد ما يسمى بالملاحقة السياسية للطلاب العرب في الجامعات"

وقالت انجيلا مطر في حديث لموقع بانيت وقناة هلا حول نشاطها الطلابي والسياسي: "أنا منذ السابع من اكتوبر العام الماضي ناشطة سياسية في حراك "نقف معًا"، وهو حراك يهودي فلسطيني ضد الاحتلال ومن أجل العدالة والمساواة الاجتماعية. خلال هذه الفترة، كنا نقاتل ضد ما يسمى بالملاحقة السياسية للطلاب العرب في الجامعات. واحدة من أبرز التحديات التي واجهناها هي القوانين التي يتم سنّها بهدف التحريض ضد العرب وتكميم الأفواه بشكل مستمر. منذ بضعة أشهر، عُقدت جلسة أولى لهذا القانون، وقد حضرتها وتحدثت بنفس الطريقة، لم يتم إبعادي، لكن تم إبعاد الكثير من أصدقائي".

ومضت قائلة: "هذا القانون لا يمسّ فقط بالطلاب العرب، بل يمسّ بالأكاديميا أيضًا. ويتضمن القانون بندين: إبعاد أي محاضر يُعتبر "داعمًا للإرهاب"، ونعلم أن مصطلح "داعم للإرهاب" أصبح فضفاضًا ومتعدد الأوجه، وإذا لم تقم الجامعة بطرده، يتم تقليص ميزانيتها. كما وتضمن القانون طرد أي طالب يُعتبر "داعمًا للإرهاب". لاحقًا، تم تعديل هذا القانون ليشمل طرد الخلايا الطلابية "الداعمة للإرهاب"، مثل الكتل الطلابية ككتلة الجبهة. ونحن نعلم أن هدف هذه الكتل هو مواصلة الحديث عن الهوية الفلسطينية وتعزيزها داخل الجامعات".

وتابعت قائلة: " قبل السابع من أكتوبر، كان هناك قانون في الدولة يتعامل مع أي شخص يُعتبر متورطًا في دعم "الإرهاب". لكن بعد السابع من أكتوبر، بدأت ملاحقة الطلاب العرب الذين عبّروا عن هويتهم وتعاطفوا مع شعب غزة، حيث تم تصنيفهم بشكل تعسفي كـ"داعمين للإرهاب". في ذلك الوقت، ظهر رئيس اتحاد الطلبة القطري، واستغل هذه القوانين ليطلق حملة موسعة ضد هؤلاء الطلاب، حيث خصص ملايين الشواقل لتنظيم انتخابات وحملة تستهدفهم. منذ ذلك الحين، نحن في حراك "نقف معًا" نخوض معركة شرسة لمواجهة هذا القانون الجائر والدفاع عن حقوق الطلاب العرب".

"لم يسمحوا لنا بالحديث"

وحول سبب إخراجها من الجلسة، قالت انجيلا مطر: "بعد انتظار ثلاث ساعات للحصول على حقنا في التعبير، لم يُسمح لنا بذلك. كل طالب متطرف مؤيد للقانون أخذ فرصته في الحديث، لكن عندما جاء دورنا، قالوا: "انتهى النقاش". توجهتُ بسؤال بلباقة: "لماذا لم يُسمح لأي طالب عربي بالتعبير عن رأيه؟". لكن عضو الكنيست ورئيس اللجنة يوسف طيب اعتبر الموضوع شخصيًا، وقال: "أخرجوها". فجأة، تقدم نحوي ثلاثة إلى أربعة أشخاص، ولم أفهم في البداية ما الذي يحدث، ثم بدأوا بمحاولات إخراجي بالقوة. في تلك اللحظة أدركت أن هويتي وثقافتي في خطر، فقد أخرجوني دون أن أكون قد ارتكبت أي خطأ، فكان ردّي بالصراخ". وأضافت: "أثناء ذلك، حاول بعض المنظمين إبعادي جسديًا إلى الخارج بقوة، لكنني تمكنت من إيصال عدة جمل مهمة: "نحن مخنوقون كطلاب عرب في الجامعات، لا نستطيع التحدث بلغتنا، نحن خائفون من التعبير عن هويتنا كعرب، وأنتم لا تمنحوننا حق التعبير." بعد ذلك، قال لي يوسف طيب: "تمام، الطالبة العربية التي كانت تنتظر ستتحدث وأنتِ لا. كان يظن أنني سأشعر بالانزعاج، لكنني أجبت بثقة: "أنا سعيدة جدًا أنها ستحصل على حقها في الحديث، وهذا ليس بفضلك، بل لأنني فعلت ما فعلته الآن."

"أحيانًا كثيرة أشعر بالخوف على مستقبلي التعليمي"

وأشارت انجيلا: "أحيانًا كثيرة أشعر بالخوف على مستقبلي التعليمي، ولكن ليس بسبب ذهابي إلى الكنيست. عندما تذهب إلى الكنيست، فأنت مواطن لك الحق في التحدث عن القضايا التي تزعجك، سواء عرّفت نفسك كفلسطيني أم لا. أنا كطالبة فلسطينية، لن أطلب منهم حق التعبير عن الرأي، لأنني ببساطة لم أمتلك هذا الحق من الأساس. بل سأتحدث عن التحريض الواضح ضد العرب الذي يحدث باستمرار. خلال الجلسة، عندما رأيت رؤساء الجامعات هناك، اقترب مني رئيس جامعة التخنيون وقال لي: "أنا فخور جدًا بكِ، لأنك في كل مرة تعودين إلى هنا." وأضاف جملة مهمة للغاية: "هناك تحريض واضح ضد الطلاب العرب." كذلك، رئيس جامعة تل أبيب عبّر عن نفس الفكرة. هم يفهمون الصورة جيدًا، لكن لديهم مسؤوليات كبيرة ومتعددة. ورغم ذلك، هم ليسوا بالضرورة في صفّ الطلاب العرب. عليهم أن يقلقوا على الطالب العربي والطالب اليهودي سواء كان يمينيًا، يساريًا، أو حتى الذي يأتي بلباس الجيش حاملًا سلاحًا ثقيلا. اهتماماتهم متشعبة ومقسّمة، ولهذا أنا لا أتوقع منهم الكثير".