فيه محبو الطبيعة الى العودة لزيارات هذه المتنزهات والمسارات الطبيعية، تحذر سلطة الطبيعة والمتنزهات من المخاطر الكامنة في هذه الأماكن من بقايا ذخيرة او شظايا أو صواريخ تساقطت خلال أشهر من القتال .
يقول المرشد السياحي المربي فريد حاج يحيى في حديث أدلى به لموقع بانيت وقناة هلا حول هذا الموضوع: "بداية الحرب التي جاءت بشكل مفاجئ أجبرتنا على البقاء داخل المنازل لفترة طويلة. عشنا في البيوت لمدة 14 شهرًا، حيث لم يكن بالإمكان الخروج، سواء لأسباب أمنية أو نفسية. بعد اعلان وقف اطلاق النار على الحدود الشمالية وعودة الأمور تدريجيًا إلى طبيعتها، تم فتح بعض الحدائق الوطنية. وأُعلن في الإعلام مؤخرًا عن افتتاح ستة مواقع جديدة".
ومضى قائلاً: "تتنوع الأماكن التي يمكن زيارتها بين تلك التي تتطلب دفع رسوم دخول، والتي يبلغ عددها حوالي 115 موقعًا في البلاد، وبين المواقع المفتوحة. أغلب هذه الأماكن تقع في الشمال بسبب توافر المياه والطبيعة الخضراء هناك. على سبيل المثال، تمتد المواقع المفتوحة من أبولونيا وسيدنا علي ومجدل الصادق قرب رأس العين وصولًا إلى بيسان وطبريا وهضبة الجولان، وحتى رأس الناقورة على البحر المتوسط. ومع ذلك، لا تزال هناك محميات طبيعية مغلقة لأسباب أمنية، خصوصًا القريبة من الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان، مثل البانياس، حرمون، "حورشات تال"، وادي الدردارة (وادي عيون)، زيف في الغرب، وبرعم. هذه المحميات مغلقة حتى الآن، ولا يمكن زيارتها لضمان السلامة".
"حوادث خطيرة بعد الحرب"
وأوضح فريد حاج يحيى "أنه بعد الحروب، تنتشر حوادث خطيرة مثل محاولات جمع قطع شظايا أو مقتنيات معدنية من مواقع القتال، مما قد يعرض الأشخاص للخطر. على سبيل المثال، هناك حالات وقعت لأفراد أُصيبوا أثناء جمع هذه المواد بسبب احتوائها على إشعاعات أو خطر الانفجار، خاصة بعض المسيرات أو المعدات الإلكترونية التي تُركت في المواقع. لذلك، عند زيارة أي مسار طبيعي، يجب الالتزام بالإرشادات المحددة لكل مسار. في بلادنا، تُحدد المسارات بثلاثة ألوان: الأخضر، الأزرق، والأحمر، وكل مسار محاط بخطين أبيضين. من المهم السير على المسار المحدد وعدم الخروج عنه لضمان السلامة".
وأردف قائلاً: "في المحميات التي تتطلب رسوم دخول، تُقدم للزائر جميع الإرشادات اللازمة حول المكان وتاريخه وكيفية اتخاذ الاحتياطات أثناء الزيارة. أما في المسارات المفتوحة التي لا تتطلب رسومًا، يجب أن يكون الزائر على دراية بأنه قد يكون أول من يسلك هذا المسار بعد الحرب، وعليه تحمل المسؤولية الكاملة أثناء الزيارة". وأضاف: "تحمل المسؤولية يعني الانتباه لكل خطوة، والتأكد من عدم الابتعاد عن المسار المحدد (سواء كان بالأخضر، الأزرق، أو الأحمر). بهذه الطريقة، يمكننا جميعًا الاستمتاع بالطبيعة مع الحفاظ على سلامتنا وسلامة من يرافقنا".
محمية الحولة - تصوير : ساريت بلاتسي / سلطة الطبيعة والمتنزهات