د. صالح سواعد وعقيلته د. هدية سواعد من سكان قرية وادي سلامة، لهما ستة من الأبناء، وواجها معا الصعوبات سواء المتمثلة بالمتطلبات الأكاديمية أو العائلية والسفر الى الأردن، على مدار عدة سنوات، الى ان حصلا على لقب الدكتوراة المرموق .
الزوجان اللذان جمعهما شغف التحصيل العلمي يضربان أروع الأمثلة في شراكة جميلة بين الزوجين مبنية على العلم والتفوق الأكاديمي رغم كل الصعوبات والتحديات.
وتقول د. هدية محمد مريسات سواعد، معلمة في مدرسة وادي سلامة الثانوية، في حديث لموقع بانيت وقناة هلا حول إنجازها وزوجها: "منذ البداية كان لدينا خطة واضحة لحياتنا المشتركة. نحن متزوجان منذ عام 2003، وخلال هذه السنوات حققنا العديد من الإنجازات معًا، مثل إكمال دراساتنا العليا (اللقب الثاني)، وبناء بيت مشترك لنا ولأبنائنا، إلى جانب تنفيذ العديد من المشاريع المشتركة. حتى الدكتوراه كانت ضمن خططنا المسبقة".
ومضت قائلة: "تركز بحث زوجي على موضوع "المدرسة الخضراء"، بينما تناول بحثي "درجة ممارسة الشفافية لدى مديري مدارس الخط الأخضر"، ومدى تأثيرها وعلاقتها بجودة القرارات الإدارية".
"أصعب لحظة مررت بها كانت خلال الفصل الثاني من السنة الأولى لدراستي"
وحول التحديات التي واجهتهما، قالت د. هدية مريسات سواعد: "أصعب لحظة مررت بها كانت خلال الفصل الثاني من السنة الأولى لدراستي، حيث أنجبت طفلي ولم أتمكن من مرافقة زوجي للامتحانات الفصلية بسبب عدم توفر جواز سفر لطفلي. شعرت بصعوبة تركه، لكن أستاذ المساق تفهم الموقف وقدم لي حلولًا ساعدتني على إكمال امتحاني بعد ترتيب جواز السفر".
وتابعت قائلة: "زوجي كان داعمًا بشكل كبير خلال فترة دراستنا المشتركة. تولى رعاية طفلنا واهتم به، كما ساعدني في تبسيط المواد الدراسية وتوضيح النقاط المهمة. الدراسة معًا كانت سببًا رئيسيًا في نجاحنا، حيث حصلنا على علامات عالية بفضل التخطيط الجيد وتقسيم الأدوار في المنزل. كما ان الإدارة في المدرسة دعمتنا كثيرًا، وسهلت علينا ترتيب مواعيدنا الدراسية. لدي ستة أبناء، وكل منهم كان له دور في الحفاظ على النظام داخل البيت، مما ساعدنا على تحقيق هذا الإنجاز".
وأشارت د. هدية مريسات سواعد الى "أن هذا النجاح كزوجين كان مصدر إلهام للطلاب الذين رافقونا خلال فترة الدراسة، وشجعهم على تحقيق إنجازات مماثلة مع شركاء حياتهم". واختتمت قائلة: "طموحاتنا المستقبلية تشمل المزيد من التقدم المهني والأكاديمي، والانضمام إلى وزارة التربية والتعليم إذا سنحت الفرصة. كما نطمح إلى بث الوعي وتشجيع طلابنا لتحقيق طموحاتهم. ورسالتي للأزواج هي رسالة أمل وتشجيع: تشاركوا في الحياة الأكاديمية معًا، فالأمر مثمر وذو تأثير إيجابي على حياتكم".
"كانت التجربة ناجحة بفضل ملاءمة مواعيد التعليم لنا"
من جانبه، قال د. صالح سواعد في حديثه لموقع بانيت وقناة هلا: " كان لدينا مخطط واضح منذ البداية، حيث حصلنا على اللقب الثاني معًا في جامعة حيفا، وكانت التجربة ناجحة بفضل ملاءمة مواعيد التعليم لنا، حيث كان التعليم يوم السبت، مما مكننا من استغلال الوقت دون التضحية بساعات عملنا". واردف قائلا: "أنا أعمل في مدرسة خضراء، ومن خلال هذه التجربة، عايشت كيفية تحقيق التوفير في استهلاك المياه والكهرباء، ورأيت أنه يمكن تطبيق هذا المفهوم في مدارس أخرى. لذلك، قمت بإعداد برنامج مقترح لتدريب المديرين، يتكون من ثماني جلسات، مدة كل جلسة ست ساعات. سأقوم بإرسال هذا البرنامج إلى وزارة التربية والتعليم، وأنا مستعد للإرشاد والعمل مع الوزارة في هذا المجال".
صعوبات وتحديات
وأوضح د. صالح سواعد "أنه من أصعب التحديات التي واجهناها كانت فترة جائحة كورونا، حيث تأثرنا بإغلاق المعابر وصعوبات الفحوصات. بالإضافة إلى ذلك، واجهنا تحديات لغوية تتعلق بالمصطلحات باللغة العربية المستخدمة في الأردن، لكننا استطعنا التحضير بشكل جيد قبل رحلتنا هناك". وأضاف: "تجربتنا في اللقب الثاني كانت ناجحة، واستمر هذا النجاح مع اللقب الثالث. كنا دائمًا ندعم بعضنا البعض، وكنت أحرص على مساعدة زوجتي وتقديرها كامرأة عاملة، كما أن أبناءنا كانوا جزءًا أساسيًا من هذا النجاح بفضل دعمهم ومشاركتهم. فرحتنا بهذا الإنجاز لا توصف".
"أنصح كل شخص وعائلة باتخاذ خطوات مشابهة"
واختتم قائلاً: "السماء هي الحدود، أنصح كل شخص وعائلة باتخاذ خطوات مشابهة، فالعمل المشترك يجلب الفخر والنجاح. أشكر كل من دعمنا وساهم في تحقيق هذا الإنجاز".