بفضل خبرتها وإيمانها العميق بأهمية التنمية المستدامة، عملت مها على مساعدة العديد من العائلات والشركات الصغيرة في تحسين أوضاعها المالية والتخطيط لمستقبل أفضل. وتجمع مها بين خبرتها الأكاديمية وواقع العمل الميداني، مما يجعلها مصدر إلهام للعديد من النساء والشباب الطامحين لبناء مستقبل اقتصادي واعد.
تقول المستشارة الاقتصادية مها أبو فريحة في حديث لموقع بانيت وقناة هلا حول مسيرتها المهنية: "بعد تجربتي مع ضائقة مالية، أدركت أنه لا يوجد في بيئتي ومجتمعي مستشارون اقتصاديون يمكن اللجوء إليهم، فقررت الدخول في هذا المجال، ومن هنا بدأت رحلتي. مررت بضائقة مالية صعبة أنا وزوجي، وبحثت كثيرًا عن حلول دون جدوى، إلى أن لجأت إلى مستشار اقتصادي في أحد المراكز. من خلال الجلسة شعرت بفائدة كبيرة، وكانت النتيجة فعليًا مساعدة حقيقية لنا. ومن هنا انطلقت مسيرتي لتعلم هذا المجال، لأنني أدركت أن له تأثيرًا إيجابيًا ملموسًا في موضوع الماليات."
التحديات الأولى في المسيرة
ومضت قائلة: "في بداية مسيرتي المهنية، كانت أكبر التحديات التي واجهتها هي إقناع المجتمع، خاصة في بيئتنا العربية البدوية، بأهمية وجود مستشار اقتصادي، وفهم الناس لما يعنيه هذا الدور. كانت مشكلة الثقة مع الزبائن من أكثر العقبات التي واجهتها، ولكنني تغلبت عليها تدريجيًا عندما بدأت أظهر نتائج حقيقية وملموسة. ومن هنا انطلقت للسوق وأثبتت نفسي."
الجانب الملهم في العمل
وأشارت مها أبو فريحة الى "أن أكثر جانب يلهمني في عملي هو رؤية تأثير الاستشارات الاقتصادية في رفع الوعي المالي داخل المجتمع العربي، وخاصة في بيئتي. الناس بدأوا يدركون أهمية الإدارة المالية ويرون تطورًا وفهمًا أعمق لهذا الجانب. هذا الأمر يعطيني دافعًا للاستمرار، لأنني أرى تغييرًا إيجابيًا في ثقافة المجتمع."
وتابعت قائلة: "تخرجت بعدة شهادات، حيث تخصصت في إدارة الحسابات ومحاسبة الأجور، ثم دخلت عالم إدارة الأعمال. هذه المؤهلات جعلتني أكثر ارتباطًا بعالم الأرقام، وأعطتني خبرة أعمق في مجال الماليات. عندما أصبحت مستشارة اقتصادية، شعرت بأن كل ما تعلمته كان مقدمة للدخول في هذا المجال، مما ساعدني على تقديم حلول واقعية وفعالة."
الوضع الاقتصادي في النقب ورؤية للمستقبل
وأوضحت مها أبو فريحة قائلة لموقع بانيت، أن الوضع الاقتصادي على المستوى المحلي في النقب جيد، لكنه ليس ممتازًا. أحد أبرز التحديات هو أن الناس يعملون، ولكنهم لا يتمكنون من تدبير أمورهم المالية حتى نهاية الشهر بسبب غياب الإدارة المالية الصحيحة. هدفي من مشروعي هو إيصال رسالة توعية حول أهمية الإدارة المالية، ليصبح الشخص أكثر وعيًا بإنفاقه. الوضع الاقتصادي يتدهور أحيانًا بسبب نقص الوعي المالي، ولذلك أعمل على تقديم خطط مالية شهرية وسنوية تساعد على تحقيق استقرار مالي."
واختتمت قائلة: "أشعر بالفخر بأنني تمكنت من مساعدة أكثر من 140 شخصًا خلال العامين الماضيين. هذا الإنجاز تحقق من خلال جلسات الاستشارة الاقتصادية لتحسين أوضاعهم المادية، إلى جانب الورشات والدورات التي أقدمها. هذه الورشات تهدف إلى تمكين الناس من دخول سوق العمل بشكل أكثر وعيًا، وتحقيق استقلالية مالية. كل يوم أشعر أنني أنجز أكثر، وهذا يمنحني دافعًا للاستمرار في تحقيق هدفي بتغيير الثقافة المالية في مجتمعي."