صوره للتوضيح فقط - تصوير: Yuriy Golub-shutterstock
و175 مليون طفلة، سيعانون من زيادة الوزن بحلول 2035.
وبعيداً عن الأسباب البيئية والوراثية وبعض الأمراض المسببة لسمنة الطفل، هناك إجماع على أن الآباء هم المسؤولون عن بدانة الطفل بعاداتهم وأسلوب تغذيتهم المتبع بالمنزل، وهذا ما يؤكده الدكتور حسين عبد المحسن أستاذ علاج السمنة والتخسيس، الذي يقوم بشرح أسباب سمنة الأطفال وطرق الوقاية منها، ويوضح مخاطرها وكيفية علاجها بأسلوب صحي.
أسباب السمنة عند الأطفال
أشارت الإحصاءات التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية إلى أن 41 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من زيادة الوزن على مستوى العالم. والأسباب كثيرة منها:
جلوس الطفل بالساعات أمام الألعاب الإلكترونية: أصبح مشهداً متكرراً في معظم البيوت تقريباً، ومع قلة النشاط الحركي كان من الطبيعي أن تتزايد معدلات السمنة عند الأطفال.
استهلاك سعرات حرارية أكثر مما يحتاجه الجسم: حيث يُصاب عدد كبير من الأطفال بالسمنة لأنهم يحصلون على سعرات حرارية من الطعام أكثر من حاجة الجسم، ومع نمط الحياة الخامل، تتحول الطاقة غير المستخدمة إلى دهون في الجسم لينتهي الطفل بإصابته بالسمنة.
عادات غذائية غير صحية: يرتبط النظام الغذائي غير المتوازن والعادات الغذائية الخاطئة بحدوث السمنة، خاصةً أن الأطفال يميلون لتناول الأطعمة غير الصحية وعلى رأسها الحلوى والأطعمة المقلية والوجبات السريعة، والمشروبات الغازية.
الاكتئاب: الأطفال أيضاً معرضون للإصابة بالاكتئاب إما بسبب مشكلات أسرية أو نتيجة تعرضهم للتنمر، وغيرها من الأسباب وقد يتجه الأطفال للأكل العاطفي "تناول كميات كبيرة من الطعام" عند تزايد نوبات الاكتئاب أو مع تدهور حالتهم المزاجية.
قلة النشاط البدني: يميل الأطفال في هذا العصر للجلوس أمام الشاشات بدلاً من التحرك واللعب مع أقرانهم؛ أي أنهم يحرقون سعرات حرارية أقل، الأمر الذي انعكس على تزايد معدلات السمنة لديهم.
الجينات الوراثية: ترتبط بعض الجينات بحدوث السمنة وزيادة الوزن؛ إذ تغير من قدرة الجسم على تحويل الطعام إلى طاقة، وتؤثر أيضاً في كيفية تخزين الدهون بشكل يسبب السمنة. بعض الحالات الوراثية التي تؤدي لحدوث السمنة، مثل: متلازمة برادار ويلي "اضطراب وراثي نادر" يؤدي إلى تغيرات سلوكية وبدنية وعقلية لدى الطفل، ومن أشهر أعراضه الشعور الدائم بالجوع، وقد يرث الأطفال عن والديهم أيضاً بعض العوامل التي ترتبط بحدوث السمنة، مثل: الشهية المفتوحة.
سمنة نتيجة حالات طبية:
قصور الغدة الدرقية: وهو اضطراب يحدث نتيجة الإفراط في إنتاج هرمون الكورتيزول، ويصاحبه تراكم الدهون في مناطق، مثل: البطن والكتفين والرقبة.
أثر جانبي لبعض الأدوية مثل: أدوية الصرع، أدوية السكري، مثل الأنسولين، بعض مضادات الاكتئاب والذهان.
دراسات تربط بين نمط الأم الغذائي وسمنة طفلها:
كشفت دراسة أمريكية، شملت أكثر من 24 ألف طفل ونشرتها المجلة الطبية البريطانية، أن النمط الغذائي الصحي للأمهات يرتبط بانخفاض معدلات الإصابة بالسمنة لدى أطفالهن، وأن أطفال الأمهات اللواتي يتمتعن بمؤشر كتلة جسم طبيعي، كانوا أقلَّ عرضة للإصابة بالسمنة بنسبة 75%، مقارنة بأطفال الأمهات اللواتي اتبعن نمطاً غذائياً غير صحي، وهذا ما يؤكد دور الوالدين في إصابة أطفالهما بالسمنة، الذين يميلون إلى تناول ما يأكله الوالدان، خاصة المراهقين.
نصائح لعلاج سمنة الأطفال بشكل صحي:
قومي بتقليل السعرات الحرارية في وجبات الطفل تدريجياً من دون الحرمان الكامل.
شجعي الطفل على تناول المزيد من الخضروات والفواكه الطازجة.
حددي للطفل وجبات صغيرة ومتكررة بدلاً من وجبات كبيرة.
تجنبي المشروبات والعصائر المحلاة والوجبات السريعة.
شجعي الطفل على ممارسة الرياضة البدنية لمدة 30 دقيقة يومياً.
اجعلي وقت المشاهدة التلفزيونية محدوداً.
اجعلي الطفل ينام ما بين 9 و11 ساعة في الليلة.
شاركي الطفل في الأنشطة البدنية العائلية.
اجعلي المنزل بيئة داعمة للصحة والنشاط.
عززي الثقة بالنفس والصورة الذاتية الإيجابية للطفل.
تجنبي استخدام الطعام بوصفه مكافأة أو عقاب.
اشرحي للطفل أهمية النظام الغذائي الصحي والرياضة.
شاركي الطفل في التخطيط للوجبات الصحية.
أشركي الطفل في إعداد الوجبات الصحية.
اجعلي المياه هي المشروب الرئيسي للطفل.
أبعدي طفلك عن مشاهدة الإعلانات التلفزيونية للوجبات السريعة والحلويات.
ضعي حدوداً زمنية على استخدام الأجهزة الإلكترونية.
شجعي الطفل على ممارسة رياضة المشي والجري.
احرصي على أن يأكل الطفل ببطء وتأنٍ في أثناء الوجبات.
قومي بمتابعة وزن الطفل بشكل منتظم.
احرصي على مضغ الطعام 20-30 مرة لإنقاص الوزن؛ ما يساعد على هضم الطعام بشكل أفضل، وشعور الطفل بالشبع.
الوقاية من السمنة عند الأطفال
زيادة النشاط الرياضي: شجعي طفلك على ممارسة الرياضة، قد يكون الأمر صعباً في البداية، ولكن مع الوقت سيعتاد الأمر، وإذا لم يكن الأمر في الإمكان؛ يمكن مشاركته اللعب الحركي. ومن المهم استشارة الطبيب قبل ممارسة أي رياضة للتأكد من أن الحالة الصحية للطفل تسمح بها.
تقليل وقت الهاتف: أكثر وقت قد يتناول فيه الطفل الوجبات الخفيفة "السناكس" هو في أثناء جلوسه أمام الشاشات، كما أن الجلوس فترة طويلة يعرضه للخمول وفقدان الرغبة في القيام بأي نشاط؛ لهذا عليك أن تحددي وقت الهاتف المسموح به لساعة واحدة في اليوم يومياً، وقدمي له بدائل مثل: بعض الألعاب الحركية، أو الخروج للتنزه.
اتباع نظام غذائي صحي لكل الأسرة: لا تقصري الوجبات الصحية على طفلك فيشعر أنه مختلف، أو أنه يُعاقَب بمثل هذه الأطعمة، بدلاً من ذلك اجعلي النظام الغذائي الصحي هو نمط حياتي للأسرة بأكملها.
تقديم وجبات خفيفة صحية: من الطبيعي أن يجوع الطفل بين الوجبات الرئيسية خاصةً إذا كان ذا شهية عالية، كوني مستعدة لمثل هذه الأوقات عن طريق تحضير وجبات خفيفة صحية لطفلك.
حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم: قد يؤدي عدم الحصول على عدد ساعات نوم كافية إلى زيادة الوزن، كذلك فإن الحرمان من النوم يقلل قدرة الطفل على ممارسة الرياضة في أثناء النهار.
اتباع خطة غذائية: ولا يجوز اتباع أي نظام رجيم أو حمية من دون استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية.
المخاطر المرضية والنفسية للسمنة عند الأطفال
الغرض من إنقاص وزن الطفل الزائد لا يقتصر على الحفاظ على مظهره وثقته بنفسه، ولكن حمايته من المخاطر الصحية والأمراض المزمنة التي قد تنجم عن زيادة الوزن المفرطة التي منها:
داء السكري من النوع الثاني.
مشكلات الكبد، مثل الكبد الدهني غير الكحولي.
اضطرابات العظام وآلام المفاصل.
اضطرابات الجهاز التنفسي مثل: ضيق التنفس، وانقطاع النفس الانسدادي النومي.
اعتلال عضلة القلب "حالة يحتاج فيها القلب لبذل مزيد من الجهد لضخ دم كافٍ للجسم".
ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.
ارتفاع ضغط الدم، وارتجاع المريء.
حصوات المرارة، وتأخر البلوغ.
مخاطر نفسية تؤثر في الطفل وتطوره العاطفي والاجتماعي:
الاكتئاب والقلق.
العزلة والانطواء.
فقدان الثقة بالنفس.
التعرض للتنمر وقد يصل الأمر لرغبة في إيذاء النفس والانتحار.