مقال: ‘حل مُعضلة التناوب بيدِ الرفيق الأكبر ‘ - بقلم: الإعلامي محمد السيد
لم تَخلُ الحلبة السياسية للعرب في إسرائيل من المشادات والخلافات وتبادل الإتهامات بين الذين من المُفترض أن يكونوا المثال الذي يُحتذى بهم ، ولم تتوقف يوماً الوساطات لرأب الصدع والتوفيق بين الأحزاب العربية
محمد السيد رئيس حركة كرامة ومساواة - تصوير موقع بانيت وصحيفة بانوراما
لتشكيل قائمةٍ موحدة لتتمكن من خدمةِ الجماهير العربية في إسرائيل إن بَقِيَ أصلاً دورٌ أو قيمة لأعضاء الكنيست في ظل هذه الحكومة التي يسخرُ وزرائها من ممثلي الأحزاب العربية والذين تراجع حضورهم إلى حدٍ كبير خاصةً بعد "قانون القومية" .
حتى أن لجنة الوفاق التي لعبت الدور في تشكيل القائمة المشتركة يعترف بعضُ أعضائها غير المحزبين ان أساس الخلاف لم يكن حول كيفية معالجة قضايا المواطنين العرب او البرنامج السياسي بل المواقع والكراسي.
وكلنا يعي الحرب الطاحنة بين مركباتها والتي أدت إلى تفكيكها وبدء حرب من نوعٍ آخر تتمثل بالتخريب حتى لو كان على حساب القضية العربية المركزية وصولاً إلى إسقاط حكومة لم تعمل الكثير للعرب والمجيء بأخرى لم تدع كارثةً إلا وأقدمت عليها .
والمُضحك المبكي ان كافة الأحزاب تتحدث بلسان واحد مع الوحدة والعمل المشترك وتعمل على التخريب والتفكك، تماماً كحالِ بعض الأنظمة العربية التي ترفع الشعارات من جهة وتُنفذ مخططات سيدها في البيت الأبيض.
لقد واكبنا الصفقات وشراء الذمم والصراع الذي يعتبر جزء أصيل من فلكلورنا العربي بدءً من المجالس المحلية والبلديات مروراً بلجنة المتابعة العجوز وصولاً الى الكنيست.
ولم ننسَ الحروب على التناوب وصولاً إلى آخرها المُندلعة الآن بين شريكين تقليديين الشيوعيون وجبهتهم من جهة وحركة الطيبي من جهةٍ اخرى.
نحن كمتابعين وكُتاب لم نكن في محفل التوقيع على الإتفاق والمعاهدة، لكنها انكشفت لنا وللجميع ولم نتفاجئ من الخلاف حولها . لا اريد التدخل وطرح حلٍ عليهما لأن الحزبين تهمهما المصالح الشخصية وحجم الميزانيات من الكنيست وليذهب الجميع إلى الجحيم.
لكن يهمني اولئك المتابعين من دهماء الناس الذين تحولوا جميعهم إلى محللين وأصطفوا كُلٌ إلى جانبِ خصمٍ في مشهدٍ يُعيدُنا بل يؤكد تمسكنا بالفزعةِ غير المُبررة ما يزيدُ الهُوة عمقاً بين شركاء الأمس ويقضي على مجرد التفكير بالعودة للحديث عن شراكةٍ اللهم الشراكة كرهاً خشية السقوط، اولئك الذين بيدهم الحل إن قرروا معاقبة الجميع وجعلهم ينصاعون لرأيهم كما يجري في كافة المجتمعات الديمقراطية.
وبصدد الصراع التمثيلي الحاصل اليوم فإن اللوم كله على الشيوعيين وجبهتهم والطيبي وتغييره ، فكلاهما بيده الحل وأن لا يدعوهُ بين يوسف وسمير اللذان اتفقا بشكلٍ أو بآخر على تخلي أحدهما للآخر.
إن كان الحُمر يهمهم مصلحة النقب فبإمكانهم دفع احدهم للإستقالة ليستمر يوسف في موقعه، لكنهم ككبيرِهم في المتابعة الذي يتشبث بأسنانه وأظافره في كرسيهِ العربي، وقد يكونُ ما أشيع صحيح بأنه ونقباويٍ ما زال يُراوده الحلم بالكنيست قد اتفقا على ذبحِ يوسف ويُنادون في الملأ أنه من المُتمردين وستكون العاقبة هلاكه وسيتحول مصوتوه ومعهم أضعاف إلى الحالم ، وبهذا التخطيط اللئيم تستمر المسرحية في عروضها ويُصفق لها الدهماء الذين لا يعرفون سوى ذلك.
الخيار المطروح أن تتدارك الجبهة الموقف وتُعلن رسمياً تسليم المقعد للطيبي وحركته وهذا ما قالوه، وبالمقابل تُعوض يوسف الذي بفضله حصلت الجبهة على ما حصلت عليه من اصوات في النقب ، رغم انهم لم يشكروه بل لاموه على قلةِ الأصوات أمام الكم الهائل الذي حصلت عليه الموحدة.
أو أن تُبقي هي والطيبي على التوافق بين مُرشحي النقب وتُعوِض التغيير بكل ما يترتب على العضو الثاني والتعامل معه في الانتخابات القادمة كحركة بعضوي كنيست لا واحد، هذا اقتراحٌ قد يقود إلى تحقيق الهدوء وتفويت الفرصة على المتربصين.
بانتظار إثبات الأقوال بالأفعال وإن كنت لا أرى إلا جعجعة ، وما النقب ونكبته المستمرة إلا شعارٌ يلوح به المنتفعون ويبقى لاعب احتياطٍ في كافة تركيباتهم.
من هنا وهناك
-
المحامي زكي كمال يكتب : حديثٌ في المُتَوَقَّع من رئيس غير مُتوقَّع
-
‘ التغذية الراجعة أساليب ومفاهيم ‘ - بقلم: د. غزال ابو ريا
-
‘المسرح والتمثيل كأسلوب تعليمي‘ - بقلم : خيرالله حسن خاسكية
-
مقال: ما الّذي علينا فعله عندما يقع أولادنا ضحايا لأحداث تنمّر (العنف) ؟ - بقلم : رانية فؤاد مرجية
-
‘الجريمة تقتلنا كل يوم - المسؤول الاول والأخير حكومة إسرائيل‘ - بقلم : المحامي شعاع منصور رئيس بلدية الطيبة السابق
-
المحامي زكي كمال يكتب : المجتمعات الطامحة إلى الحياة يقودها الكرام والشرفاء
-
د. محمود أبو فنة من كفر قرع يكتب في بانيت : قراءة في كتاب ‘الصورة الكاملة – صفحات من سيرتي الذاتيّة‘
-
د. سهيل دياب يكتب : أمريكا لم تصوت لترامب - انما عاقبت بايدن وهاريس !
-
المحامي يوسف شعبان يكتب : مقترح سن قانون لمراقبة اجهزة الهواتف والتنصت عليها مهزلة يجب الوقوف ضدها
-
مقال: هل أمريكا العظمى في طريق الانهيار مثل الاتحاد السوفيتيّ ؟ بقلم : المحامي زكي كمال
أرسل خبرا