وكيف يتم التعامل مع هذا النوع من الإصابات؟ .. هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها أمجد موسى من دير الأسد - أخصائي نفسي متخصص في علاج الصدمة، محاضر وباحث أكاديمي .
"الهلع هو حالة نفسية تتكون من عدة ردود فعل"
يقول الاخصائي النفسي أمجد موسى في حديثه لموقع بانيت وقناة هلا معرفاً معنى "إصابات الهلع": " الهلع هو حالة نفسية تتكون من عدة ردود فعل تحدث في آن واحد. عندما يتعرض الإنسان لموقف طارئ، يتغير جسده ونفسيته ومشاعره بشكل ملحوظ. الهلع يمكن أن يتجلى عندما تحدث جميع هذه التغيرات بشكل متزامن، مثل زيادة معدل دقات القلب، وظهور مشاكل شعورية وفكرية، حيث يشعر الشخص أن نهايته قد اقتربت وأنه سيفقد حياته. تحدث جميع هذه ردود الفعل بشكل متزامن، مما يجعل الإنسان عاجزًا عن السيطرة عليها، وهو ما يؤدي إلى نوبة هلع".
ومضى قائلاً: "نوبات الهلع قد تصيب جميع الفئات العمرية، سواء من النساء أو الرجال، دون تمييز بينهم. تشير الإحصائيات إلى أن النساء تتعرض لنوبات الهلع بشكل أكبر، ولكن ردود الفعل قد تختلف بين الجنسين. عندما يعاني الإنسان من حالة هلع، قد يشعر بأنه غير قادر على النهوض من الأرض، كأن لديه شلل نفسي، رغم أن جسده سليم".
"هناك عدة أسباب لنوبات الهلع"
وأشار الاخصائي النفسي أمجد موسى الى "أن هناك عدة أسباب لنوبات الهلع؛ فقد تنشأ نتيجة حدث معين، مثل الحروب أو حوادث الطرق، وقد تزداد حدتها بسبب تكرار هذه الحوادث. ومع ذلك، يمكن أن تحدث هذه النوبات بشكل عام لأي إنسان. الأشخاص الأكثر عرضة لنوبات الهلع هم أولئك الذين لديهم استعداد وراثي أو بنية جسمية تجعلهم أكثر تقبلًا لهذه النوبات. كما أن بعض الأشخاص يواجهون صعوبات في التعامل مع الضغوطات، مما يجعلهم أكثر عرضة لنوبات الهلع. وقد تصل نوبات الهلع ببعض الأشخاص إلى حد عدم القدرة على الخروج من المنزل في أوقات معينة، حتى دون سبب واضح".
وأوضح أمجد موسى "الخوف الطبيعي يحدث بشكل مباشر بعد الحدث، حيث تظهر مشاعر الخوف والقلق وردود الفعل الجسدية والنفسية في غضون 48 ساعة. إذا استمرت هذه المشاعر لأكثر من 48 ساعة، فإننا نتحدث عن اضطرابات في ردود الفعل، وقد تستمر هذه الحالة لفترة غير معروفة، مما يجعل الشخص يعيش في حالة من القلق المستمر".
"نقل المصابين بالهلع إلى المستشفى"
وحول تعامل الطواقم الطبية مع المصابين بنوبات هلع، قال الاخصائي النفسي أمجد موسى: "بشكل عام، تقوم الطواقم الطبية بنقل المصابين مباشرة إلى المستشفى، حيث يتم تشخيص حالتهم. يُجرى لهم فحص عام، وإذا وُجدت المتغيرات الفيزيولوجية طبيعية، يكون الاستنتاج أن الحالة ذات طابع نفسي، ويتم توجيه العلاج في هذه المرحلة نحو الدعم النفسي".
التعامل مع مصابي الهلع
وحول كيفية التعامل مع المصابين بنوبات الهلع، أشار الأخصائي النفسي أمجد موسى الى "أنه في المرحلة الأولى للتعامل مع مصابي الهلع، من المهم جدًا الاحتواء قدر الإمكان. يجب منح المصاب الفرصة للتعبير عما يشعر به، والتحدث عن مشاعره الداخلية. بعض الأشخاص لديهم رغبة في الحديث، ويجب ألا نشعر بأنه يبالغ في مشاعره، لأن ذلك قد يؤدي إلى رد فعل عكسي. أما في المرحلة الثانية، ينبغي أن نساعد المصاب على استعادة السيطرة على نفسه من خلال تقديم أفكار إيجابية ومنحه الشعور بالراحة".