مراسل قناة هلا معتصم مصاروة تواجد في بيت العزاء في مجد الكروم وتحدث مع عدد من الأهالي وسط مشاعر الحزن والصدمة التي خيمت على المكان .
وفي حديثه لقناة هلا، قال ممدوح مناع، عم المرحومة أرجوان مناع: "كان الخبر صادماً وهزّ البلدة بأكملها. المرحومة كانت محبوبة وقريبة من الجميع. تلقينا اتصالاً أبلغونا فيه بما حدث، فتوجهنا فوراً إلى المستشفى. في البداية، أخبرونا أن حالتها مستقرة، ولكن سرعان ما انتشر الخبر التعيس والصادم للجميع." وأضاف ممدوح مناع: "كنت متواجداً في مستشفى رمبام لزيارة مريض عندما انتشر الخبر، بينما كان والداها في البلدة، حيث وصلنا الخبر في البداية بأنها تعرضت لإصابة."
وأشار ممدوح مناع إلى أن "المرحومة أرجوان كانت إنسانة طيبة القلب ومسامحة، والابتسامة لا تفارق وجهها. كانت تتمتع بروح مرحة وتحب الحياة، وتسعى لإكمال تعليمها والعيش بسعادة. وكانت أجواء الجلسات التي تتواجد فيها دائماً مليئة بالضحك."
"أين كان المجلس المحلي طوال هذه السنوات؟ اين كان الرئيس الحالي والرؤساء السابقين؟"
وتابع عم المرحومة قائلاً حول نقص الملاجئ العامة : "في مجد الكروم، لا يوجد سوى ثلاثة ملاجئ. أين سيذهب المواطنون عند سماع صفارات الإنذار؟ أصحاب البيوت القديمة التي تفتقر إلى ملاجئ، أين يمكنهم اللجوء؟ بينما في المناطق اليهودية هناك مئات الملاجئ. أين كان المجلس المحلي طوال هذه السنوات حيال هذا الموضوع؟ اين كان الرئيس الحالي والرؤساء السابقين، لهذا، أناشد الشباب والأهالي جميعاً: عند سماع صفارات الإنذار، اختبئوا واحرصوا على عدم الخروج للتصوير."
"ساحة معركة"
من جانبه، قال المحامي حسين مناع قريب المرحومة ارجوان مناع: " "هذه ليست المرة الأولى التي تسقط فيها الصواريخ على مجد الكروم، فقبل أسبوع سقط صاروخ، ولكن بلطف من الله لم تكن هناك خسائر في الأرواح. بالأمس كانت الأضرار أكبر، إذ سقطت صواريخ في عدة أماكن، وأسفرت عن وفاة أرجوان وشاب من قرية البعنة كانا في موقع سقوط الصواريخ، بالإضافة إلى إصابات عديدة ودمار كبير. بدأت الأخبار تتداول منذ اللحظة الأولى، ورأينا بأنفسنا المشهد كأنه ساحة معركة، جرحى بإصابات بليغة ودمار لا يمكن وصفه، لينتهي ذلك بالخبر المؤسف والموجع".
"الحرب اللعينة قضت على كل ما كانت تحلم به ارجوان"
ومضى قائلاً: "كانت المرحومة أرجوان تعمل في محل تجاري، وبدأت عملها قبل ربع ساعة من سقوط الصاروخ. مثلها مثل أي شابة في مقتبل العمر، كان لديها أحلام وطموحات وخطط لبناء مستقبلها، ولكن هذه الحرب اللعينة قضت على كل ما كانت تتطلع إليه كأي إنسان عادي".
"نجد تمييزاً صارخاً في توزيع الملاجئ"
وأوضح مناع "ان هناك أسئلة ملحة نحتاج إجابات عنها: مجد الكروم تفتقر إلى ملاجئ عامة، حتى في المدارس والمؤسسات العامة الملاجئ غير كافية لحماية جميع الطلبة. خلال فترة الحرب، منحونا ست مبانٍ صغيرة موزعة في البلدة، وهي لا تغطي نصف بالمئة من عدد السكان. أما الحل الذي لجأ إليه بعض أعضاء المجلس المحلي، فهو استخدام أنابيب الصرف الصحي كأماكن للاحتماء". وأضاف: "من المؤسف أننا في عام 2024 نبحث عن حلول بدائية لنختبئ، بينما نجد تمييزاً صارخاً في توزيع الملاجئ. في منطقة الشاغور التي يسكنها 55 ألف مواطن لا يوجد سوى ثلاثة ملاجئ عامة، بينما في كرمئيل، التي يسكنها نفس العدد، يوجد 126 ملجأً عاماً. لماذا تُعتبر حياتنا أقل قيمة؟ لدينا أراضٍ في مجد الكروم مملوكة للدولة بين المنازل، فلماذا لا يتم التخطيط لبناء ملاجئ وتخصيص ميزانيات لحمايتنا؟".
وأردف قائلاً: "أطلقنا حملة واسعة بهذا الصدد، ولن ننتظر أكثر وندفع ثمن أرواحنا. سنقوم بتأسيس منتدى شبابي في مجد الكروم للمطالبة بحقوقنا. نحن ندفع الضرائب، وتُبنى الملاجئ في البلدات اليهودية من هذه الضرائب، بينما تُهمل حياتنا وكأنها لا تساوي شيئاً".
"البلدة مكشوفة تماماً للخطر ولا يوجد أي ملجأ عام"
واختتم قائلاً: "للأسف، لم تتواصل معنا أي جهة رسمية، كما هي العادة، سوى للتعزية، ولكن هذا ليس المطلوب. البلدة بأكملها في خطر؛ هناك قتلى وجرحى ولا نعرف ما ستؤول إليه الأيام القادمة. البلدة مكشوفة تماماً للخطر ولا يوجد أي ملجأ عام أو مكان للاحتماء."
أرجوان مناع - صورة شخصية