المبكر عن الإصابة بسرطان الثدي. مراسل قناة هلا، معتصم مصاروة، زار المستشفى الفرنسي وتجول في أقسامه والتقى بعدد من العاملين فيه الذين لهم علاقة بفحوصات الثدي والعمل على رفع الوعي في اوساط النساء.
يقول الدكتور زهير أبو رحمة، مدير قسم الأشعة في المستشفى الفرنسي بالناصرة: "سرطان الثدي منتشر بشكل كبير بين النساء سواء في المجتمع العربي أو اليهودي. وتظهر معطيات جديدة أن نسبة المرض لدى النساء دون سن الأربعين أعلى في المجتمع العربي. نلاحظ زيادة في الإقبال على الفحص بفضل برامج التوعية التي نقوم بها، حيث نتواصل مع النساء ونشجعهن على إجراء الفحص بعد سن الخمسين، إذ أن 80% من الحالات تظهر في هذا العمر وما فوق. ومن سنة لأخرى، نرى زيادة في مستوى الوعي، لكن النسبة لا تزال غير كافية، فلا تزال هناك العديد من النساء، خاصة في القرى البعيدة التي تفتقر للخدمات الطبية، لا يجرين الفحص، لهذا علينا العمل على رفع الوعي، ويجب أن يشارك في هذا الجهد الأطباء والممرضات والعاملات الاجتماعيات في صناديق المرضى، الى جانب إجراء المحاضرات التي تزيد من الوعي، وكلما ارتفع مستوى الوعي، زادت فرص نجاح التشخيص والعلاج".
وأضاف: "فحص سرطان الثدي متاح طوال العام، وليس فقط في شهر أكتوبر الذي يُخصص للتوعية بسرطان الثدي، حيث نقوم بنشاطات توعوية على مدار السنة. نسبة الإصابة بهذا المرض مرتفعة نسبياً، لكن نسبة نجاح العلاج كبيرة جداً، خاصة إذا تم اكتشاف المرض في مراحله المبكرة؛ إذ تتراوح نسبة النجاح بين 50% و95%، أما إذا تم الكشف عنه في مرحلة متأخرة، فإن نسبة نجاح العلاج قد لا تتجاوز 80%".
" تزايدت توجهات النساء"
من جانبها، قالت تحرير عبد الهادي، سكرتيرة في قسم الأشعة في المستشفى الفرنسي بالناصرة: "في هذه الفترة، تزايدت توجهات النساء بسبب الوعي الصحي بفضل وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار الأمراض. لدينا قوائم من صناديق المرضى، ونتواصل مع المريضات لتوجيههن بضرورة الفحص في هذا العمر. كما تتصل بعض النساء للاستفسار عند شعورهن بأعراض معينة".
" عمر الإصابة بالمرض أصبح أصغر"
وأشار نايف أبو نصار، مسؤول قسم الأشعة في المستشفى الفرنسي بالناصرة، إلى أن "شهر أكتوبر هو شهر التوعية بسرطان الثدي. يعتبر هذا المرض من الأمراض القديمة، لكننا نشهد في السنوات الأخيرة زيادة في أنواعه، ونلاحظ أن عمر الإصابة بالمرض أصبح أصغر. لذا، نحاول تعزيز التوعية ونشجع النساء، حتى الفتيات الشابات، على بدء الفحص الذاتي بشكل دوري على مدار السنة، ونشدد في شهر أكتوبر على أهمية هذا الفحص".
كما قالت الممرضة سلوى حبيب الله، المسؤولة عن وحدة عينات الثدي في المستشفى الفرنسي بالناصرة: "عندما تصل المرأة إلينا، تكون قد زارت مركز الأشعة فوق الصوتية وتحتاج إلى أخذ عينة. نقوم بتهدئة مخاوف المريضات، ونجلس معهن لتوضيح الأمور وأخذ المعلومات الضرورية قبل الفحص. ثم نوجههن لإجراء فحص الأشعة الحديث لأخذ العينة من الكتلة المشكوك فيها، ونجري الفحوصات اللازمة الأخرى".
"هذا الفحص يلعب دوراً إيجابياً في فترة العلاج"
وقالت أميرة أبو راس، فنية أشعة في المستشفى الفرنسي بالناصرة: "يعد فحص الماموغرافيا الفحص الأولي الذي يمكننا من اكتشاف الكتل السرطانية حتى في مراحلها الأولى، ويلعب دوراً إيجابياً في فترة العلاج. يتم الفحص باستخدام الأشعة السينية، حيث نلتقط عدة صور من زوايا مختلفة، ونقوم بالضغط على الثدي لتقليل كمية الإشعاع والحصول على صور عالية الجودة".
وأوضحت صبحية زعرورة، أخصائية فحوصات الأشعة فوق الصوتية في المستشفى الفرنسي بالناصرة: "فحص الأشعة فوق الصوتية للثدي يشمل منطقة تحت الإبط أيضاً. إذا شعرت أي سيدة بآلام أو وجود كتلة، ينبغي عليها التوجه لإجراء هذا الفحص. أهمية الفحص تكمن في تحديد ما إذا كانت هناك كتل مشكوك فيها، وفي هذه الحالة يتم توجيه المريضة لأخذ عينة".
" نلاحظ زيادة في مستوى الوعي عاماً بعد عام"
وأشارت سهير أبو أحمد زعبي، تقنية أشعة مسؤولة عن صحة الثدي في المستشفى الفرنسي بالناصرة، إلى أن "المستشفى ينظم شهراً كاملاً للتوعية بصحة الثدي، حيث نقدم فحوصات الماموغرافيا والأشعة فوق الصوتية، ونتواصل مع صناديق المرضى والنساء من فوق سن الأربعين لإجراء الفحص. من خلال خبرتي التي تمتد لأكثر من ثماني سنوات في هذا المجال، نلاحظ زيادة في مستوى الوعي عاماً بعد عام، وكلما زادت نسبة الإقبال على الفحص، تمكنا من اكتشاف الحالات المصابة بسرطان الثدي في مراحل مبكرة".