طرق تعزيز النشاط البدني للأطفال بطريقة ممتعة وفعالة حسب عمرهم
قالوا قديماً إن "العقل السليم في الجسم السليم"، وهذه المقولة صادقة تماماً، وهي تختصر فوائد الرياضة التي تمنح الجسم الصحة والعقل الرزين، وما يحققه ذلك من قوة التركيز والحفظ
صوره للتوضيح فقط تصوير: FamVeld-shutterstock
وقدرات عقلية مذهلة، إضافة لزيادة نسبة الذكاء، وتقدم المستوى الدراسي للطفل، الذي يمارس الرياضة منذ صغره، وحيث تمنحه الرياضة النشاط والحيوية، وتُبعد عنه الكسل والخمول.
يأتي دور الأهل، خاصة الأم، في تعزيز النشاط البدني للطفل؛ عن طريق اتباع عدة نصائح وإرشادات، والتي في حال اتباعها تساعدك في تربية بطل رياضي في المستقبل؛ لأن معظم أبطال الرياضات المختلفة حول العالم قد أدلوا بشهادات بأن الأسرة، خاصة الأم، قد كانوا الداعم الأول لهم، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالمرشد التربوي عارف عبد الله، حيث أشار إلى طرق تعزيز النشاط البدني للأطفال بطريقة ممتعة وفعالة، حسب عمرهم؛ لأهمية الرياضة والأنشطة في النمو الجسمي والعقلي للأطفال، مثل اختيار الرياضة المناسبة للطفل، والاهتمام بتغذيته، وغيرها من الطرق في الآتي:
ركزي على اختيار الرياضة المناسبة لطفلك
اهتمي بأن يختار طفلك الرياضة المناسبة، وشاركيه في هذا الاختيار، بحيث تكون مناسبة للطفل من حيث السن ومن حيث نوع الطفل، سواء كان ذكراً أو أنثى، وكذلك من حيث قدرات الطفل، وهذا ما تستطيع أن تختاره الأم دون غيرها، ويجب ألا يكون اختياراً إجبارياً، ولكن عن طريق الإقناع والتشاور مع طفلها، وعن طريق اختيار نشاط بدني في سن مبكرة للطفل، بحيث يعتاد على ممارسته ويبدأ بالتدريج في التقدم فيه.
اختاري لطفلك ما يناسبه من ألعاب مناسبة لسنه، فمثلاً رياضة حمل الأثقال والأوزان العالية، وكذلك رياضة الجري والركض لأكثر من مسافة ثلاثة أميال، لا تناسب طفلك الذي لم يتعدَ الثامنة من عمره، مهما حاولت من تشجيعه أو حثه عليها، ولكن الرياضات التي تناسب مثل هذه السن، وهي السن التي يتشجع فيها الطفل لممارسة الرياضة خاصة مع اختلاطه بزملاء المدرسة، تشمل السباحة وركوب الدراجات، وكذلك لعب كرة القدم.
وفّري بيئة آمنة لممارسة النشاط الرياضي للطفل
اهتمي باختيار المكان المناسب؛ لكي يقوم طفلك بممارسة نشاطه الرياضي والبدني فيه من دون أن يتسبب في أي مخاطر للطفل، وتأكدي أن طفلك يمتلك الأدوات والمعدات اللازمة لكي يلعب كل لعبة يقع اختياره عليها، أو يذهب إلى المكان المخصص لمزاولتها؛ مثل الملاعب الرياضية والأندية؛ لكي لا يتعرض أولاً للإحراج من الأطفال الآخرين، ولكي يكون مستعداً لممارستها، وهو يمتلك أدواته الخاصة التي سوف يتعلم كيف يختارها، وعليك عدم إهمال اختيار ملابس مريحة ومناسبة؛ لكي تمنحه النشاط وحرية الحركة.
اهتمي بالنشاط البدني المبكر لطفلك
ابدئي بتمرين طفلك على النشاط البدني مثلاً في عمر سبعة أشهر، وحين يكون قد بدأ في مرحلة الحبو، فاختاري له نشاطاً يعمل على تحفيز مهاراته الحركية، فقومي بوضع بعض الأجسام التي يجب أن تكون خفيفة وغير مؤذية في طريقه أثناء حركته، مثل البالونات الصغيرة والوسائد والألعاب المحشوة بالقطن، وتكون غير ذات وزن، وسوف تلاحظين أن طفلك، وخلال حبوه، سوف يحاول المناورة والالتفاف، لكي يتجاوز مثل هذه العقبات ويتعداها، وبذلك فهو يتمرن ويتم تحفيز مهاراته، وسوف يسعد حين يرى فرحتك بقدرته على التجاوز ويفعل ذلك بصورة أسرع في المرة القادمة.
اهتمي باختيار لعبة مناسبة لطفلك حين يكون قد بدأ في تعلم المشي، وقد يكون ذلك في عمر السنة، أو حول ذلك، وراقبي طريقة الطفل وأسلوبه في الوصول إليها، حيث إن طفلك يكون قد بدأ يتطور في مرحلة دفع الجسم للأعلى، مثل أن يقوم بمد ذراعه إلى رف أمامه، ولكنه يرتفع عن مستوى جسمه قليلاً، ويلتقط شيئاً من هذا الرف بين أصابعه، ولذلك فعليك القيام بممارسة لعبة مع طفلك في هذه السن؛ تستغلين فيها هذا التطور، وتعملين على زيادة وتحفيز تطور الطفل الحركي؛ من خلال ترك ألعاب صغيرة وزاهية اللون ولافتة الشكل على ارتفاعات ليست بعيدة أو قريبة، بحيث يرفع جسمه إلى الأعلى؛ لكي يلتقط بعضها بين أصابعه.
اهتمي بتغذيته تغذية صحية
اهتمي بتغذية طفلك تغذية صحية منذ عمر مبكر؛ لأن الصحة السليمة هي أساس قدرة الإنسان على التفوق، سواء عقلياً أو جسمياً، ولذلك يجب أن تقدمي لطفلك الوجبات الصحية، وإبعاده عن الوجبات الجاهزة، والوجبة الصحية يجب أن يتوافر فيها البروتين الصحي المغذي لعضلات الجسم، وذلك يتوافر في اللحوم والحليب والأجبان، بالإضافة لتقديم الفواكه الطازجة الغنية بالفيتامينات والمعادن.
احرصي على أن ينام طفلك مبكراً، وأن ينام أيضاً نوماً صحياً متواصلاً لا يقل عن ثماني ساعات، وذلك لأن نوم الطفل يساعد على نموه وتنشيط هرمون النمو خصوصاً، وكذلك يزيد النوم الصحي الليلي من قدرات الطفل العقلية، ويحفز ذكاءه، ويمنحه ذهناً صافياً ومزاجاً رائقاً خلال النهار.
كوني قدوة لطفلك وشاركيه
يحب الأطفال ممارسة أي نشاط أو عمل يقوم به الآباء والأمهات؛ لأن الطفل في سن مبكرة يرى أن والديه هما قدوته الأولى، ولذلك حين يشاركه الأب هوايته المفضلة؛ فسوف يبرع فيها، وكذلك الأم حين تكون ذات لياقة بدنية عالية، وتهتم بممارسة الرياضة والذهاب إلى النادي للتمرن وممارسة رياضة تحبها؛ مثل السباحة، فسوف تكون ابنتها مثلها وتحب هذه الرياضة، وتنشأ كفتاة رياضية، وربما تصبح بطلة في المستقبل.
مارسي رياضتك المفضلة مع أطفالك، وناقشي معهم نقاط الضعف والقوة لديهم، ولكن لا تجبري طفلك بأن يلعب بطريقة مبالغ فيها، بحيث يهدر صحته وطاقته، ولا تقارني بينه وبين الأطفال الآخرين، بل يجب أن تشجعيه في حدود طاقته وبما يناسب عمره؛ لأن المبالغة في تدريب الطفل قد يجعله ينشغل عن حل واجباته المدرسية.
أبعدي طفلك عن متابعة الأجهزة اللوحية وألعاب الكمبيوتر وغيرها من الألعاب غير الحقيقية، وخصصي وقتاً لها لا يتجاوز الساعتين أو الساعة كل يوم؛ لكي يتفرغ ليمارس الرياضة الحقيقية على أرضية النوادي والعشب، وحيث الهواء الطلق وما يفيده من حيث اللعب الجماعي، الذي يعزز من شخصيته وتفاعله مع البيئة المحيطة به.
من هنا وهناك
-
أهمية اللعب في تعزيز الصحة النفسية للأطفال
-
تجربتي مع المذاكرة لطفلي سبب لتعليمي اللغة الفرنسية: و7 حدود للمساعدة
-
أعراض وأسباب الحساسية الغذائية عند الأطفال.. وأفضل طرق التعامل معها
-
لماذا يكون الأطفال في أغلب الأحيان أكثر إبداعاً من البالغين؟
-
لماذا يؤذي الطفل نفسه؟.. إليك الأسباب والحل
-
تأثير الكافيين السلبي على المراهقين.. وكيف يمكن التخلص منه؟
-
كيف يؤثر صراخك المستمر في وجه طفلك على مستوى الهرمونات في جسمه؟
-
تجارب الأمهات في تعزيز الصبر والتحمل لدى الأطفال
-
كيفية تعليم الأطفال الاعتماد على النفس
-
تجربة مع ارتفاع مستوى الكوليسترول لدى طفل
أرسل خبرا