كان من المفترض أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية قرارات عقلانية لإنهاء العدوان والحرب في غزة، يليها مباشرة وقف المواجهات في الشمال مع حزب الله. ولكن يبدو أن نتنياهو مصر على مواصلة التصعيد، خاصة في الشمال، بسبب ارتباط ذلك بمستقبله السياسي. فقد شهد ارتفاعًا طفيفًا في استطلاعات الرأي مؤخرًا، وهذا يدفعه للاستمرار في الحرب وعدم السعي إلى وقفها".
ومضى قائلا : "في الوقت نفسه، يبدو أن هناك إعادة تنظيم للصفوف في حزب الله. فقد قرأت بيانًا يشير إلى أنهم سيقومون بتوسيع مدى صواريخهم تدريجيًا، وهذا ما نلاحظه بالفعل. تصريحات وزير الأمن غالنت، التي تفيد بأن حزب الله لم يعد يمتلك سوى ثلث صواريخه، تعكس نوعًا من العنجهية، فمنذ بداية الحرب، كانت تصريحاته دائمًا بهذا الأسلوب. أرى أن التصريحات يجب أن تكون أكثر تواضعًا، خاصة وأن المواطن الإسرائيلي يعيش حالة من القلق والخوف، غير معتاد على هذا النمط من الحياة، حيث كان يتمتع بنمط حياة غربي، ولا يرغب في استمرار هذا الوضع، لكنه في الوقت ذاته لا يطالب بوقف الحرب. نحن من نادينا بوقف الحرب منذ بدايتها. أما الآن، فالبعض يشعر بالنشوة نتيجة النجاحات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله، لكن هذه النجاحات بدأت تتلاشى في الأيام الأخيرة. الحل كما أشرنا سابقًا هو وقف الحرب في غزة والتوصل إلى صفقة تبادل تعيد الرهائن، مما سيؤدي تلقائيًا إلى وقف المواجهات والحرب في الشمال".
"من يريد فعلاً إنهاء الحرب لا يقوم بتسليح أحد الأطراف"
وحول الموقف الأمريكي من الحرب، قال الطيبي: الجميع يسمع تصريحات الرئيس الأمريكي والإدارة الأمريكية التي تنادي بضرورة وقف الحرب، لكن في الوقت نفسه يستمرون في تزويد إسرائيل بالأسلحة، مما يطيل أمد الصراع. من يريد فعلاً إنهاء الحرب لا يقوم بتسليح أحد الأطراف. أمريكا متورطة وشريكة في هذه الحرب حتى النهاية، وما يقوله بايدن وكاميلا هاريس وبلينكن – الذي يُعد أسوأ وزير خارجية في تاريخ أمريكا – ليس إلا ضريبة كلامية لا أكثر. على أرض الواقع، هم شركاء نشطون في هذه الحرب، سواء في الجنوب أو في الشمال".
"هذه إحدى سمات تطور الفاشية في المجتمع الإسرائيلي"
وحول قضية اعتقال المربية انتصار حجازي من ثم اطلاق سراحها، قال الطيبي: " هذه إحدى سمات تطور الفاشية في المجتمع الإسرائيلي. منذ أكتوبر الماضي، تم اعتقال مئات المواطنين العرب بسبب منشور، آية قرآنية، ملاحظة، أو حتى جملة مثل "لا لقتل الأطفال في غزة" أو "هناك أطفال أيضًا". لهذا السبب، عندما أقول إن هذه سمة من سمات المجتمع الفاشي، فإنني أشير أولًا إلى أن الحكومة تضم فاشيين، وهناك وزير تمت إدانته سابقًا بكونه مخربًا. عندما يتصرف بهذه الطريقة، ويقوم بنشر صور بشكل مخالف لما يسمح به القانون، وقبل أن تنشرها الشرطة، ويغطي عيون الأشخاص ويصورهم وخلفهم علم إسرائيل مثلما حصل مع انتصار كما لو كانت إرهابية مطلوبة لعشرات السنوات. الملفت أن الجمهور لم يشهد أي معاملة مشابهة لأي يهودي في مثل هذه المواقف". وأضاف: "في حالة انتصار حجازي، كان واضحًا منذ البداية أنها لم ترتكب أي خطأ. ولهذا، كان موقفنا ثابتًا منذ اللحظة الأولى، وكنت على يقين تام بأنه سيطلق سراحها".
وشدد الطيبي على " أنه يجب ملاحقة بن غفير والناطق بلسان الشرطة، بالإضافة إلى أحد مساعدي بن غفير الذي زعم أن انتصار حجازي كانت سببًا في حدوث عمليات قتل واغتصاب. هؤلاء يجب محاسبتهم قانونيًا على هذه الادعاءات الباطلة، وعلى الدولة أن تعوض انتصار حجازي عن هذا الضرر الذي لحق بها نتيجة هذه التصريحات المسيئة".
"هذا جزء من التصعيد العنصري البغيض الذي يسود المجتمع الإسرائيلي بعد السابع من أكتوبر"
وبالحديث عن قضية طرد عائلات منفذي العمليات العرب وهدم بيوتهم، قال الطيبي لقناة هلا وموقع بانيت : "المسؤول عن هذا الاقتراح هو وزير الأمن غالنت، وقد طرحه عدة وزراء آخرين. عندما تم اغتيال رابين، لم يُطرح هذا الاقتراح لأن القاتل كان يهوديًا، وهذا يعكس الفرق في المعاملة بين اليهود والعرب في هذه البلاد، حتى فيما يتعلق بالعقوبات على نفس الجريمة. لم نرَ أي اقتراحات مشابهة حينما أُحرقت عائلة الدوابشة، ولم يقم أحد من الحكومة بطرح مثل هذا الأمر. لهذ أعتقد أنه في نهاية المطاف سيكون من الصعب قانونيًا هدم منازل أو إبعاد مواطنين عرب، ولكن في هذا الجو الفاشي، لا شيء مستبعد. سيُعرض على لجنة الكنيست قانون يتعلق بسحب المواطنة والجنسية ممن يُدان بالإرهاب، والهدف الواضح هو العرب المُدانين بالإرهاب. سألت في الجلسة السابقة عن اليهود، وكان هناك تهرب من الإجابة. هذا جزء من التصعيد العنصري البغيض الذي يسود المجتمع الإسرائيلي بعد السابع من أكتوبر".
وأشار الطيبي الى "انه قبل يومين نشروا صورتي وأنا معصوب العينين وكأنني شهيد من حزب الله. هل تم استدعاء أحدهم للتحقيق؟ هل تم اعتقال أي شخص؟ هذا التحريض الممنهج ضد العرب بأكملهم. هل اعتقل أحد من الذين يحرضون ضد العرب، أو الذين يدعون إلى هدم المساجد، أو قتل الأطفال؟ أو أولئك الذين نشروا صورهم وهم يحتفلون بإحراق خيم مستشفى المقاصد في غزة، حيث احترق أطفال ونساء ورجال؟ الجواب بالطبع هو لا. هناك معيار قانوني وأخلاقي وسياسي مزدوج هنا".
"الجامعات تخشى سحب الاعتراف بها"
وبالحديث عن قضية الطلاب العرب الذين يواجهون صعوبات بالوصول للجامعات في الضفة ، قال الطيبي: " يتواصل معي الطلاب من مختلف الجامعات، وخاصة من جامعات النجاح والقدس، حيث تأتي معظم الطلبات من جنين والنجاح في نابلس. الطلاب هناك يشتكون من إغلاق الطرقات، ما يجعلهم غير قادرين على الوصول إلى الجامعة لتقديم الامتحانات. تواصلت مع إدارات الجامعات في النجاح وجنين، وبعد نقل شكاوى الطلاب، أخبروني أنه يمكن للطلاب المتغيبين بعذر الحصول على فرصة لتقديم الامتحان في موعد آخر، أو تعويض الغياب في أي محاضرة. ومع ذلك، الطلاب يطالبون بإجراء الامتحانات عبر الزوم عن بُعد، وهو ما ترفضه الجامعات. اليوم صباحًا، تحدثت معهم مجددًا ونقلت طلبات الطلاب، لكنهم أوضحوا أنهم لا يستطيعون ذلك، وبرروا الأمر بأن وزارة الصحة الإسرائيلية تراقبهم، وإذا قاموا بإجراء الامتحانات عبر زوم، قد يُطرح تساؤل حول ذلك، مما قد يؤدي إلى عقوبات وسحب الاعتراف بالجامعات، والجامعات تخشى هذا الأمر".
وتابع قائلا: "اقترحت أن يتم تسهيل الأمور أكثر على الطلاب، خاصة وأن الطلاب يشتكون من صعوبة الامتحانات الإعادة. أنا أطالب بتسهيل الإجراءات، فالجامعات الإسرائيلية تقوم بتيسير الامتحانات في ظل الحرب، والجامعات الفلسطينية قادرة أيضًا على تقديم التسهيلات، خاصة للطلاب المتضررين من الوضع الأمني في الداخل وفي الضفة الغربية".