أن ترسم لنفسها مسارًا واسعًا نحو مستقبل مشرق مليء بالإنجازات. تعكس صفحات الكتاب تجربتها الشخصية ورؤيتها العميقة في كيفية التعامل مع التحديات واكتشاف الذات، مما يجعله مصدر إلهام.
وقالت الكاتبة وطالبة الدكتوراة كروان عازم من الطيبة في حديث أدلت به لموقع بانيت وقناة هلا حول مشوارها الأدبي: "حاليًا، أنا في مرحلة الدكتوراه وبدأت مشواري في الكتابة وتأليف الكتب قبل سنتين. هذا هو أول كتاب لي، وقد كتبته باللغة الإنجليزية لأنني أشعر بأنني أتمكن من التعبير بشكل أفضل في هذه اللغة. يحمل كتابي رسالة مهمة وعميقة عن كيفية تعامل الإنسان مع ذاته واكتشافها بشكل أعمق، وقد كتبت هذا الكتاب بناء على تجربتي الشخصية وعلى دراسات أجريتها".
"مررت بفترة عصيبة"
ومضت قائلة: " مررت بفترة عصيبة في حياتي تخللتها العديد من التحديات التي أدت إلى دخولي في اكتئاب حاد. في تلك الفترة، شعرت بالضياع، سواء من الناحية التعليمية أو في علاقاتي الاجتماعية. قررت في البداية التوجه إلى طبيب نفسي غربي، لكنني لم أشعر أنني حصلت على الأدوات اللازمة لتجاوز الاكتئاب، بل إن وضعي ازداد سوءًا. وبعد فترة من البحث، تعرفت على طبيب نفسي يعالج باستخدام الطب النفسي الإسلامي القرآني، وكانت علاجاته تعتمد على القرآن ودراسة النفس من منظور إسلامي. في البداية، لم أكن مقتنعة بهذا النهج، لكن مع البحث والاطلاع على الفيلسوف الإسلامي الكبير أبو حامد الغزالي، الذي كان لديه استبصار عميق في علم النفس البشري وفهم روح الإنسان، بدأت أرى الأمور من منظور آخر، فقد كانت نظريته ترتكز على أهمية الروح والقلب في علاج النفس".
وأشارت الكاتبة كروان عازم الى "أنه بفضل هذا النهج، تمكنت من الخروج من اكتئابي، وأثر ذلك بشكل كبير على حياتي ودفعني إلى كتابة هذا الكتاب. في الكتاب، تناولت الفروق بين علم النفس الغربي وعلم النفس الإسلامي. في علم النفس الإسلامي، يُنظر إلى الإنسان كأعظم مخلوقات الله، ككيان متكامل يجمع بين الروح والعقل والقلب. أما في علم النفس الغربي، فيُنظر إلى الإنسان كمجرد كائن مادي، حيث يتم فصل الروح والقلب عن العقل".
"الأساس للعلاج الروحي والنفسي"
وأضافت: " أثناء دراساتي، اكتشفت أن عالمًا فرنسيًا استند في نظرياته إلى الفيلسوف المسلم الغزالي. وخلصت إلى أن الصفاء القلبي والتقرب إلى الله من خلال ذكره والصلاة هما أساس العلاج الروحي والنفسي. أصبحت اليوم أرى أن الناس يأخذون الصلاة كشيء روتيني، لكنها في الحقيقة أعمق من ذلك بكثير، فهي تجربة روحانية تقربنا إلى الله عز وجل، ونحن في الأصل كائنات روحية بحاجة إلى تغذية الروح بذكر الله".
"أطمح أن يصل هذا الكتاب إلى العالمية"
واختتمت حديثها، قائلة: " أطمح أن يصل هذا الكتاب إلى العالمية، لأنني أرغب في إيصال رسالة خاصة إلى الغرب، حيث تنتشر ظاهرة ‘الإسلاموفوبيا‘ بشكل كبير، والكثيرون لديهم فهم خاطئ عن الإسلام. ديننا مليء بالأخلاق والقيم والمبادئ التي ترفع من قيمة الإنسان. كلما اقترب الفرد من هذا الدين واتبع تعاليمه، يصبح تلقائيًا شخصًا راقيًا ومتوازنًا، لأن الإسلام يدعو إلى السلوك الإنساني الرفيع والتعامل بالمبادئ السامية".