أعراض وأسباب الحساسية الغذائية عند الأطفال.. وأفضل طرق التعامل معها
الحساسية الغذائية عند الأطفال من المشكلات الصحية التي تثير قلق العديد من الأهل حول أطفالهم، ومع ارتفاع معدلات الإصابة أصبحت الحساسية الغذائية موضوعاً يشغل الأطباء والباحثين والوالدين
صورة للتوضيح فقط - تصوير :Pixel-Shot shutterstock
على حدٍّ سواء؛ فبينما يعاني بعض الأطفال من تفاعلات تحسسية بسيطة، تواجه فئة أخرى أعراضاً قد تكون مهددة للحياة.
لهذا على الآباء التعرف إلى أعراض الحساسية الغذائية وأسبابها؛ ما يساعد على التعامل معها بفعالية حمايةً للأطفال. وفي هذا التقرير يتناول الدكتور إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال تفاصيل الأعراض الشائعة للحساسية الغذائية عند الأطفال، وأسباب حدوثها، وكيف يمكن للأهل التعامل مع هذا المرض ومواجهته.
الحساسية الغذائية
الحساسية الغذائية هي رد فعل غير طبيعي من جهاز المناعة تجاه نوع من الطعام، فيبدأ في إنتاج أجسام مضادة لمحاربتها؛ ما يؤدي إلى ظهور أعراض تحسسية قد تتراوح من الطفيفة إلى الخطيرة، وطبياً أكثر الأطعمة شيوعاً والمسببة للحساسية تشمل: الحليب، البيض، الفول السوداني، المكسرات، القمح، السمك، والمحار، إلا أن أي طعام يمكن أن يكون سبباً لنوبة تحسسية لدى الأطفال الحساسين له.
أعراض الحساسية الغذائية عند الأطفال
تتنوع أعراض الحساسية الغذائية بشكل كبير من طفل إلى آخر، وقد تكون خفيفة أو شديدة بناءً على حساسية الطفل ونوع الطعام المسبب للحساسية؛ لهذا من المهم التعرف إلى الأعراض حتى يتم التعامل بشكل مناسب:
الطفح الجلدي: ويمكن أن يظهر بأشكال مختلفة، بما في ذلك البثور الحمراء المرتفعة التي تظهر على الجلد، وتكون حاكة ومزعجة، وقد يظهر الطفح فوراً بعد تناول الطعام أو بعد مرور بضع ساعات.
تورم الشفتين أو الوجه أو اللسان: وهذا العرض يُعتبر علامة تحذير مهمة، خاصة إذا كان يصاحبه صعوبة في التنفس أو البلع، وقد يشعر الأطفال بصعوبة في التنفس أو ضيق في الصدر نتيجة التورم في مجرى الهواء.
تقلصات في المعدة: أو نوبات من القيء والإسهال، بجانب حكة في الفم أو الحلق؛ نظراً لأن الحساسية الغذائية تؤثر في الجهاز الهضمي، وذلك بعد تناول أي طعام مسبب للحساسية.
انخفاض ضغط الدم: الذي يؤدي إلى الدوار أو حتى فقدان الوعي في الحالات الشديدة والخطيرة، وهناك الحساسية التي تسبب صعوبة في التنفس، وتورماً شديداً، وهبوطاً في ضغط الدم، وفقداناً للوعي.
أسباب الحساسية الغذائية
تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الحساسية الغذائية عند الأطفال؛ فقد تكون نتيجة لعوامل جينية، بيئية، أو حتى نمط الحياة، وفهم الأسباب يساعد الأهل في تجنب المحفزات المحتملة، ويوفر عناية لهذه الحالة المرضية.
العوامل الجينية
تلعب الجينات دوراً كبيراً في تحديد احتمالية إصابة الطفل بالحساسية الغذائية؛ إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من أي نوع من الحساسية "سواء كانت غذائية أو غيرها"؛ فإن احتمالية إصابة الطفل بالحساسية الغذائية تزيد بشكل كبير.
التعرض المبكر لبعض الأطعمة
كان يُعتقد في السابق أن تأخير إدخال الأطعمة المسببة للحساسية مثل الموز أو الفول السوداني، قد يقلل من خطر حدوث الحساسية، لكن الأبحاث الحديثة أظهرت العكس؛ تقديم بعض الأطعمة في مرحلة مبكرة قد يساعد في تقليل المخاطر.
التلوث البيئي
كما أن البيئة المحيطة بالطفل قد تكون أيضاً عاملاً مساهماً في تطوير الحساسية الغذائية، مثل التعرض المبكر لبعض المواد الكيميائية أو الملوثات قد يؤدي إلى تعزيز استجابة جهاز المناعة بطريقة غير طبيعية؛ ما يزيد من خطر حدوث الحساسية.
التغيرات في نمط الحياة والتغذية
التغيرات في نمط الحياة، بما في ذلك الاعتماد المتزايد على الأطعمة المعالجة وقلَّة التعرض للطبيعة، قد تكون أيضاً من بين الأسباب المحتملة لارتفاع معدلات الحساسية الغذائية.
طرق للتعامل مع الحساسية الغذائية
عندما يتأكد الأهل من أن طفلهم يعاني من حساسية غذائية، يصبح التعايش مع هذه الحالة أمراً ضرورياً؛ للحفاظ على صحة الطفل وسلامته. هناك عدة خطوات يمكن اتباعها لضمان حماية الطفل من التعرض للمحفزات المسببة للحساسية وتجنب حدوث ردود فعل خطيرة مثل:
التشخيص المبكر: الخطوة الأولى والأهم هي الحصول على تشخيص دقيق، فإذا كان لديك شكوك بأن طفلك يعاني من حساسية غذائية؛ يجب التوجه فوراً إلى طبيب الأطفال أو اختصاصي الحساسية لإجراء الاختبارات اللازمة؛ إذ يمكن للاختبارات الجلدية أو اختبارات الدم تحديد ما إذا كان الطفل يعاني من حساسية تجاه غذاء معين.
تجنب الأطعمة المسببة للحساسية: بعد التشخيص، يصبح تجنب الأطعمة المسببة للحساسية هو الحل الأمثل، ويجب على الأهل مراقبة قائمة المكونات في المنتجات الغذائية بعناية، والتأكد من أن الطفل لا يتعرض للغذاء المسبب للحساسية في المدرسة أو عند زيارة الأصدقاء.
إعداد خطة طوارئ: بالنسبة للأطفال الذين يعانون من حساسية غذائية شديدة، من الضروري إعداد خطة طوارئ للتعامل مع أي رد فعل تحسسي محتمل، يمكن للطبيب استخدامها في الحالات الطارئة، ويجب على الأهل والمربين تعلم كيفية استخدامه بشكل صحيح.
تثقيف الطفل والمحيطين به: من المهم أن يتعلم الطفل كيفية التعرف إلى الأعراض المبكرة للحساسية الغذائية، وأن يعرف متى يجب أن يطلب المساعدة، كما يجب تثقيف المعلمين والأصدقاء والأقارب حول حالة الطفل لضمان عدم التعرض لأي أطعمة مسببة للحساسية في أثناء الزيارات أو في المدرسة.
الاستشارة الغذائية: التعامل مع الحساسية الغذائية قد يتطلب تغييرات جذرية في النظام الغذائي للطفل؛ لذلك قد يكون من المفيد استشارة اختصاصي تغذية للمساعدة في تصميم نظام غذائي صحي وآمن يوفر جميع العناصر الغذائية الضرورية لنمو الطفل.
دور الأبحاث في تحسين فهم الحساسية الغذائية
في السنوات الأخيرة، يسعى العلماء إلى تدريب جهاز المناعة على التعايش مع الأطعمة المسببة للحساسية بدلاً من مهاجمتها،
ورغم أن الحساسية الغذائية قد تكون مصدراً للقلق لدى الأهل؛ فإن المعرفة والتخطيط الجيد يمكن أن يساعد الأهل في التعامل معها بشكل فعال، ويتم بتبني عادات غذائية سليمة، وتجنب الأطعمة المسببة للحساسية، وتعليم الطفل كيفية التعرف إلى الأعراض المبكرة، لحياة آمنة وصحية للطفل.
من هنا وهناك
-
كيفية تحضير حقيبة الطفل عند الخروج لأول مرة
-
اليكم أهم القصص القصيرة المصورة التي تعلم الطفل الاحترام
-
بالاستماع الجيد وتقبل مشاعرها تحمين ابنتك المراهقة من المخاطر .. جربي والنتائج مُبشرة
-
هشاشة وتساقط الشعر أثناء الحمل وكيفية التغلب عليه
-
أهمية النشاط البدني للأطفال وأفضل أنشطة يمكن ممارستها
-
طرق فعَّالة لوقف النزيف خلال الحمل المبكر
-
علامات تطور الأطفال في سنواتهم الأولى من عمر سنة وحتى 10 سنوات
-
هل تتساوى تربية البنات مع تربية الأولاد؟ 3 طرق للتعامل مع الفروق
-
إليك أنشطة لتعزيز المهارات الحركية لطفلك
-
هل كثرة حركة الطفل دلالة على الذكاء.. أم إشارة لانخفاضه؟
أرسل خبرا