بل هي ناجية من مرض السرطان، استطاعت أن تتغلب عليه وتتحول إلى منارة أمل للعديد من المرضى، ومن خلال تجربتها الشخصية الشجاعة، اكتسبت منال خبرة واسعة في كيفية تقديم الدعم النفسي والعملي للمرضى، مما يجعلها صوتًا قويًا في مجتمع يعاني من آثار هذا المرض.
وقالت منال فريج في حديث ادلت به لموقع بانيت وقناة هلا حول قصة كفاحها وانتصارها على مرض السرطان: "قبل ثمانية سنوات، كنت في الأربعين من عمري، في قمة النشاط، وكانت حياتي مليئة بالطموحات. لم يخطر ببالي أبدًا أنني سأواجه هذا التحدي. كانت لحظة تشخيص المرض كالصاعقة، شعرت بظلام مفاجئ، وكأن حياتي انقلبت رأسًا على عقب. بالطبع، شعرت بالخوف والقلق والتوتر، وانهالت عليّ تساؤلات: كيف ولماذا؟ لكن وسط هذا الظلام، كان هناك نور، وهو دعم زوجي الذي كان دائمًا بجانبي، بالإضافة إلى عائلتي. لقد كان فضلهم في دعمي كبيرًا، فقد منحوني القوة لأستمر. كانت هذه التجربة أشبه برحلة لاكتشاف ذاتي؛ تعلمت أن السرطان ليس حكمًا بالموت، بل هو اختبار للصبر والإيمان".
ومضت قائلة: "الحمد لله، تعافيت من المرض، لكن أولوياتي في الحياة تغيرت. أصبحت أرى الحياة من منظور أعمق وأكثر معنى. لقد زرعت هذه التجربة بداخلي فهمًا عميقًا لأهمية الدعم النفسي والاجتماعي والعاطفي لكل مريض، وتعلمت أن الإيمان والثقة بالله هما الأساس لمواجهة أصعب التحديات".
"بداية لحياة جديدة"
وأشارت منال فريج الى "انه ما دفعني لتأسيس الجمعية هو تجربتي الشخصية مع المرض. في البداية، كنت أعتقد أن السرطان هو النهاية، وهو اعتقاد شائع بين من لا يملكون المعرفة أو الوعي بالمرض. ولكن مع مرور الوقت، أدركت أن هذا المرض ليس نهاية المطاف، بل يمكن أن يكون بداية لحياة جديدة. لهذا هدفي من تأسيس هذه الجمعية هو رفع الوعي بكل ما يتعلق بالسرطان، والتشديد على أهمية التشخيص المبكر، وتغيير النظرة السلبية تجاه المرض، لأن ذلك يزيد من معاناة المرضى، كما أسعى لتقديم دعم شامل للمرضى من الناحية النفسية والاجتماعية والطبية من خلال القصص الملهمة في الجمعية والتي تعكس قوة الإرادة والايجابية".
وأردفت قائلة: " تقدم الجمعية العديد من الأنشطة المهمة لدعم المرضى والمجتمع، وليس فقط في مجال السرطان. لقد وسعنا عملنا ليشمل جميع مجالات الصحة، ونقدم محاضرات توعوية وورش عمل لرفع الوعي الصحي والوقاية. كان لدينا برنامج "الزوادة الصحية" الذي حقق نجاحًا ملحوظًا من خلال تحسين التغذية وزيادة التركيز لدى الطلاب، مما ساهم في تحسين التحصيل التعليمي". وأضافت: "بعد هذا البرنامج، باشرنا بالعمل مع برنامج "جيفن"، الذي يمكننا من الوصول إلى جميع المدارس، حيث يهدف البرنامج إلى تعزيز نمط حياة صحي لدى الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور. نقوم أيضًا بتنظيم أيام ترفيهية للمرضى لتخفيف الضغط النفسي عنهم ومرافقيهم، ونقوم بزيارات للمستشفيات لتقديم الدعم النفسي والمعنوي للمرضى".