وتؤمن العاملة الاجتماعية فادية بقوة بأن الطبخ ، نعم الطبخ، ليس مجرد وسيلة لإعداد الطعام، بل هو أيضًا أداة فعالة للتواصل وبناء العلاقات والتعبير عن النفس، فمن خلال تقديم جلسات علاجية تعتمد على الطبخ، تساهم في تحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون من ضغوطات نفسية أو اجتماعية.
"التعبير عن المشاعر السلبية"
تقول فادية بركات في حديث لموقع بانيت وقناة هلا: "أنا أؤمن بشدة أن كل شخص يفضل نوعًا معينًا من العلاج، ولهذا قررت خوض عدة مجالات علاجية، آخرها كان العلاج عبر الطبخ والبطاقات العلاجية وغيرها. بدأت رحلتي من شغفي بالمطبخ وحبي لمساعدة الآخرين.
الطبخ كان هوايتي منذ الصغر، وانا أيضا ام اصبح اطفالها شبابا الان ولكن لدي ابنة عمرها عشر سنوات كانت تحب الطبخ وكنت أدعمها كثيرًا في هذه الهواية قبل أن تبدأ الروضة، وشجعتها على المشاركة معي في تحضير الطعام. كنت أعتبر الطبخ وسيلة علاجية لي ولها، وكنت أحيانًا ألجأ إلى المطبخ للتعبير عن مشاعري غير الإيجابية، وفي النهاية كنت أحصل على نتيجة جيدة".
"وسيلة لفهم مشاعرنا"
وأشارت بركات الى "أن العلاج عبر الطبخ هو وسيلة لفهم مشاعرنا والتواصل مع أنفسنا ومع الآخرين. الهدف من الطبخ تعزيز الحالة النفسية والعلاقات الاجتماعية، ومن خلال الطبخ العلاجي يتم استخدام عملية التحضير كوسيلة للتعبير عن المشاعر والتعامل معها بشكل غير مباشر. يساعد الطبخ الشخص على تفريغ طاقته والهدوء والتركيز على الحاضر، كما يعزز التواصل مع الآخرين ويخلق جوًا من الترابط. كما يساهم بشكل كبير في تحسين المزاج وتقليل التوتر والخوف، خاصة في الأوقات الصعبة".
وأوضحت بركات "أنه في الفترات العصيبة، وخاصة عندما يمر الشخص بظروف صعبة، يُعد الطبخ وسيلة فعّالة لتفريغ المشاعر. يساعد على التركيز في اللحظة الحالية ويعطي شعورًا بالسيطرة الجزئية على الحياة. أي شخص يشعر بالتوتر أو الخوف، يمكنه الدخول إلى المطبخ وتجربة إعداد أي شيء، وهذا يساعده على تجاوز تلك المشاعر. بهذه الطريقة، لا يستسلم الشخص للقلق والتوتر، بل يجد في الطبخ وسيلة للتخفيف من حدة المشاعر السلبية".
