صورة للتوضيح فقط تصوير:Irina Wilhauk-shutterstock
هذا الطفل أو المراهق، تلك التربية التي تخلو من التشجيع؛ ما أدى إلى انحرافه.
إذا لم يكن لدى الآباء موقف إيجابي تجاه المدرسة؛ فلن يكون لدى الأطفال موقف إيجابي تجاهها. وإذا لم يكن الآباء داعمين لأطفالهم؛ فمن سيدعمهم؟ من يتأكد من إتمام الواجبات المدرسية في الوقت المحدد؟ ومن يعلم الطفل أن يكون مسؤولاً ومحترماً؟ فهل من العدل إلقاء اللوم على الوالدين عندما يصبح الطفل فاشلاً؟ وبماذا ينصح الخبراء والمتخصصون؟
أب وأم في حالة من الفوضى
تقول إحدى الأمهات: "يا لها من أشياء مثيرة للاهتمام! أرى أطفالاً لم يتجاوزا الخامسة عشرة من العمر يسرقون بيوتاً، وأتساءل كيف كان حال والديهم؟ ثم تذكرت تربية والدَيْ لي، اللذين كانا في حالة من الفوضى منذ ولادتي، وهذا ما أثر كثيراً في شخصيتي".
أداء الواجبات المنزلية
تقول أم ثانية: "يلعب الآباء دوراً مهماً في نجاح الطالب أو فشله دراسياً وفي ما يلي بعض الأسباب التي قد تجعلهم مسؤولين عن فشل الطالب:
الافتقار إلى الدعم: قد لا يقدم الآباء الدعم العاطفي أو الأكاديمي الذي يحتاجه الطلاب. ويشمل ذلك عدم المساعدة في أداء الواجبات المنزلية، أو عدم حضور الفعاليات المدرسية، أو عدم تشجيع الموقف الإيجابي تجاه التعليم.
التوقعات العالية: يفرض بعض الآباء توقعات غير واقعية على أبنائهم؛ ما قد يؤدي إلى التوتر والقلق عند الأطفال. وقد يؤدي هذا الضغط إلى شعور الطلاب بالإرهاق، وفي النهاية إلى ضعف أدائهم.
تربية طفل واثق بنفسه
تؤكد أم ثالثة، عدم مسؤولية المدارس عن فشل الأطفال في الدراسة وتتابع: "المدارس ليست مصممة لتلبية احتياجات كل طفل عندما يتعلق الأمر بتعلم الأخلاق، والتفوق الدراسي، والمشكلة أنه لا يتم تدريب الآباء عادةً على كيفية تعليم أطفالهم الواجب المدرسي، الذي رغم أن الأداء المدرسي؛ ليس الشيء الوحيد المهم في نمو الطفل، كما أنه ليس مقياساً لذكاء الطفل أو طريقة دقيقة تماماً لقياس نجاحه في المستقبل، ومع ذلك يجب على الآباء أن يبذلوا قصارى جهدهم لمساعدة أطفالهم في المدرسة، ولكن تربية طفل واثق بنفسه وسعيد ومتكيف جيداً يجب أن تكون هدفهم الأساسي. يتطور كل طفل وفقاً لجدوله الزمني الخاص، وبعض الأطفال الصغار يحتاجون لدعم؛ لأن قدراتهم العقلية محدودة في التطور الذاتي".
الآباء مسؤولون!
تقول أم رابعة: "عادةً، أقول نعم الآباء مسؤولون عن فشل الأبناء لأن المعلم الأكبر في حياة الطفل هو والداه، والمعلم الأكبر هو المثال الذي يقدمه الوالدان؛ فالوالدان هما عالم الطفل الكسول وهذا كل ما يعرفه الطفل؛ لذا فهم يستوعبون السلوك الذي يرونه. ومع ذلك، ليس من الخطأ دائماً أن يكون اللوم على الوالدين؛ فالأطفال يُولدون بشخصية معينة، وفي بعض الأحيان، على الرغم من جهود الوالدين؛ يكون الطفل متمرداً ومواجهاً ومصمماً على القيام بأموره بنفسه".
ليست مسؤولية الآباء
تقول أم خامسة: "إذا كان الوالدان منخرطين بشكل كبير في تعليم طفلهما بما في ذلك الدراسة والحضور وأداء الواجبات وما إلى ذلك، ومع ذلك فشل الطالب؛ فإن الطفل هو المسؤول عن ذلك. لا يستطيع الوالدان فعل الكثير، رغم ذلك فهي مسؤولية تقع على عاتق الطرفين، الوالدين والطفل. إذا لم يبذل كل منهما جهداً كاملاً؛ فلن يحصلوا على النتائج التي يرغبون فيها. لا يمكن للآباء أن يذهبوا إلى أبعد من ذلك في تحفيز الطفل في الدراسة، وإذا كان يفتقر بشدة إلى التحفيز، فلن يتمكنوا من فعل الكثير لطفلهم، خصوصاً إذا كان الطفل يعاني من مشاكل طبية أو عضوية تسببت في فشله المتكرر في أداء المهام؛ فلا يمكن تحميل الوالدين المسؤولية، خاصة إذا لم يكن العلاج الفعال متاحاً بسهولة".
نصائح الخبراء للآباء لمعالجة الطفل الفاشل
يحاول الخبراء من خلال هذه النصائح أن ينصفوا الأبوين اللذين يعانيان من تربية طفل فاشل دراسياً وربما أخلاقياً، ويقدموا لهما النصائح الآتية:
دعوهم يفشلون وهم صغار، ودعوهم يتعلمون كيف يتجنبون أخطاءهم وكيف يتعلمون منها.
دعوهم يتحملون بعض المسؤولية، وبالتدريج.
ودعوهم يختبرون عواقب عدم تحمل الطفل للمسؤولية في بعض الأحيان.
لا تتدخلوا لمنعهم من الحصول على تقدير في مهمة كان يجب عليهم القيام بها، على سبيل المثال، دعوهم يحصلون على صفر، لكن كونوا داعمين ولطيفين بشأن الأخطاء، ولا تخجلوا منها.
امتنعوا عن عدم متابعة كتابة واجبات الطفل بسبب انشغالكم، وإلا فسيتعرض الطفل لأكبر فشل ذريع، في حين أنتم الملامون في هذا الموقف.
علموهم أن الدراسة احترام وانضباط ذاتي، وعندما لا تشجعون الأبناء على القراءة والدراسة في المنزل وتدعموهم، فإن الطالب يكون مقصِّراً بسببكم. ينبغي للآباء التشجيع على القراءة، سواء كانت قصصية أو غير قصصية، وتسهيلها خلال العطلة الصيفية وطوال العام الدراسي.
قوموا بتربية أطفالكم ليصبحوا أعضاء مسؤولين ومنتجين في المجتمع من خلال غرس الانضباط والاستقرار والقدوة الإيجابية، فسوف يصبحون أفراداً متكاملين ومستقرين.
اجعلوا نظرتكم للمعلمين إيجابية أمام الطفل، وتفاعلوا معهم؛ ليكونوا مساعدين أساسيين لكم في تقويم الطفل دراسياً وأخلاقياً.
لا تجلسوا أطفالكم أمام التلفزيون أو ألعاب الفيديو أو الهواتف المحمولة، ولا تتركوهم لهذا العالم المريض، بل حاولوا أن تزرعوا الرضا في أنفسهم، من خلال وجودكم إلى جانبهم.
تجنبوا إدخال الشخص السيئ إلى بيوتكم، وحاولوا تقييم الأشخاص من وجهة نظر الطفل، التي قد تكون صائبة.
كونوا مستقرين، ولا تنتقلوا باستمرار من مكان إلى آخر؛ حتى لا تقتلعوا أطفالكم من جذورهم مراراً وتكراراً. هؤلاء الأطفال لا يمكثون في أي مكان فترة كافية لتكوين صداقات دائمة، أو التأقلم مع مدرسة جديدة. إنهم دائماً في وضع متشرد، ولا يشعرون أبداً أنهم ينتمون إلى أي مكان.
لا تجعلوا الأنشطة الرياضية التي تشركون الطفل بها، تؤثر في دراسته، بحيث يتغيب عن المدرسة كثيراً بسبب البطولات، في مثل هذه الحالة، ستتحملون اللوم على الأداء الأكاديمي الضعيف لأطفالهم.
خففوا من القلق والغضب والخوف أمام أطفالكم. اعلموا أن كل هذه الأحاسيس الثلاثة مرتبطة بعضها ببعض.
شجعوا أطفالكم على النجاح من خلال مساعدتهم على تنظيم وقت الدراسة، والنوم، والأكل؛ حتى يتمكنوا من النجاح.