عن خيبة أملها مساء اليوم (الخميس) من تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العلنية ضد هذه الخطوة.

ووفقًا لأحد المصادر، في بيانه بعد وصوله إلى نيويورك قبيل خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تراجع نتنياهو عمليًا عن "تفاهمات هادئة" مع الأمريكيين بأنه سيبارك المبادرة.

في البيت الأبيض أشاروا إلى أن "الإعلان عن المبادرة لوقف إطلاق النار تم بالتنسيق مع إسرائيل"، وأعلنوا أنه في كل الأحوال "المفاوضات بين الأطراف بشأن وقف إطلاق النار المؤقت لمدة 21 يومًا مستمرة حتى الآن".

موقع واينتأفاد  أن مصدرا آخر أفاد متحدثًا عن خيبة الأمل من رئيس الوزراء ومن وزراء آخرين يعارضون وقف إطلاق النار: "لم تكن هناك وعود قاطعة بأن الأطراف ستتبنى المبادرة، لكننا تشاورنا معهم مسبقًا وكان لدينا معلومات كافية سمحت بإصدار البيان (مبادرة رئيسي الولايات المتحدة وفرنسا بايدن وماكرون لوقف إطلاق النار)، ثم جاءت ردود الفعل من السياسيين في إسرائيل وكذلك من الجانب اللبناني.

وبحسب المصدر "كانت الفكرة أن الجانب اللبناني أكثر انفتاحًا من الجانب الإسرائيلي. لم نتوقع هذه الردود من جانب نتنياهو والإسرائيليين. تقديرنا كان أن نتنياهو سيتبنى ذلك أو على الأقل يبارك المبادرة. نحن نعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل وسيلة لإعادة السكان إلى منازلهم في لبنان وإسرائيل، مقابل حرب خطيرة وغير واضحة ستكون لها عواقب وخيمة على الشعبين وعلى المنطقة بأكملها".

ووضع رئيسا الولايات المتحدة وفرنسا أمس اقتراحًا لإسرائيل وحزب الله لوقف إطلاق النار الفوري لمدة ثلاثة أسابيع، يتم خلالها إجراء مفاوضات مكثفة بهدف التوصل إلى اتفاق دبلوماسي لتنفيذ كامل لقرار مجلس الأمن 1701 الذي يُفترض أن يدفع حزب الله للتراجع شمال نهر الليطاني، والقرار 2375 المتعلق بوقف إطلاق النار وصفقة الأسرى في غزة.

الاقتراح الذي حظي بدعم دول أخرى وُضع بعد وقت قصير من إقلاع رئيس الوزراء نتنياهو إلى خطابه في نيويورك. نتنياهو غادر إلى الولايات المتحدة بعد اجتماع دراماتيكي للمجلس الوزاري الأمني-السياسي. قبل ذلك، أعطى الضوء الأخضر لمحاولة الوصول إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، وأرسل وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر للقاء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في نيويورك.

في هذه المرحلة من تلك التطورات السياسية، قال مسؤولون في محيط نتنياهو إنه لا توجد مفاوضات حاليًا، وأن "الخط الأحمر لنتنياهو هو طرد حزب الله إلى ما وراء الليطاني". رغم النفي، كان نتنياهو ضالعا وراء الكواليس في صياغات الاقتراح الأمريكي-الفرنسي الذي كان من المفترض أنه تم التنسيق معه. ومع ذلك، أراد نتنياهو الحفاظ على مساحة إنكار لتجنب زعزعة تحالفه.

في الواقع، أوضح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أنهما سيعارضان وقف إطلاق النار المؤقت. وهدد بن غفير نتنياهو قائلاً: "إذا تم توقيع وقف إطلاق نار مؤقت، فإن عوتسما يهوديت ليست ملتزمة بالتحالف. وإذا تحول الوقف المؤقت إلى دائم - سنستقيل من الحكومة".

وأفادت وسائل اعلام عبرية أن " سموتريتش كان حازمًا بنفس القدر: "يجب أن تنتهي المعركة في الشمال بواحد من السيناريوهين - سحق حزب الله وسلب قدراته على إيذاء سكان الشمال. لا يجب أن يُمنح العدو وقتًا للتعافي من الضربات القاسية التي تلقاها وإعادة تنظيمه لاستمرار الحرب بعد 21 يومًا. استسلام حزب الله أو الحرب، بهذه الطريقة فقط سنعيد السكان والأمن إلى الشمال وإلى الدولة". ليس من الواضح ما إذا كان نتنياهو يهدف إلى خطوة وقف إطلاق النار بناءً على فرضية أن أمين عام حزب الله سيقول "لا"، وبالتالي يكون رئيس الوزراء قد بنى لنفسه شرعية دولية لاستمرار الحرب دون المخاطرة بفرض حظر على الأسلحة من الولايات المتحدة " .

أثناء وجود نتنياهو في الجو في طريقه إلى الولايات المتحدة، أصدر بايدن وماكرون بيانًا مشتركًا جاء فيه: "حان الوقت للتوصل إلى تسوية على الحدود بين إسرائيل ولبنان تتيح للمواطنين العودة إلى منازلهم بأمان وأمن. تبادل إطلاق النار منذ 7 أكتوبر، خاصة خلال الأسبوعين الأخيرين، يهدد بالتصعيد إلى نزاع أوسع نطاقًا، والإضرار بالمدنيين.

"لهذا السبب عملنا معًا في الأيام الأخيرة على دعوة مشتركة لوقف إطلاق نار مؤقت لإعطاء الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنب مزيد من التصعيد عبر الحدود. البيان مدعوم حاليًا من قبل الولايات المتحدة، أستراليا، كندا، الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة وقطر. نحن ندعو إلى دعم واسع ودعم فوري من حكومتي إسرائيل ولبنان".

ليس واضحًا لماذا اختار الأمريكيون نشر البيان الدراماتيكي بينما كان نتنياهو لا يزال في الطائرة، سواء كان ذلك خطأً تقنيًا أو مناورة متعمدة. كانت النتيجة أنه بعد وقت قصير من نشر البيان سُمعت أصوات المعارضة العالية في تحالف نتنياهو لوقف إطلاق النار المؤقت. خلال الرحلة، نُشرت تقارير تفيد بأن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار وأنه سيدخل حيز التنفيذ "خلال ساعات" - وهو أمر لم يحدث.

بيان النفي على ارتفاع 30 ألف قدم
البيان الكاذب عن موافقة إسرائيل على الخطوة دفع مكتب رئيس الوزراء لإصدار بيان نفي من الطائرة على ارتفاع 30 ألف قدم: "الخبر عن وقف إطلاق النار غير صحيح. هذا اقتراح أمريكي-فرنسي، ولم يرد رئيس الوزراء عليه حتى الآن. الخبر عن توجيه مزعوم لتخفيف القتال في الشمال هو أيضًا عكس الحقيقة. رئيس الوزراء وجه الجيش الإسرائيلي لمواصلة القتال بكامل قوته، وفق الخطط التي قُدمت له. كما أن القتال في غزة سيستمر حتى تحقيق جميع أهداف الحرب".

تصوير نجمة داود الحمراء

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ