نتيجة هذه التحديات، مما يفرض على الأزواج إيجاد طرق مبتكرة للحفاظ على استقرار الأسرة رغم الصعوبات.
للحديث أكثر حول هذا الموضوع، استضافت قناة هلا في بث حي ومباشر الدكتور يعقوب غنايم من باقة الغربية، وهو مستشار ومرشد عائلي مؤهل ومستشار توجيه مهني وأكاديمي.
"إدارة سليمة"
وقال د. يعقوب غنايم في مستهل حديثه لموقع بانيت وقناة هلا: "أحد الأسباب الرئيسية لاستقرار العائلة هو الجانب المادي، إذ أن كثيرًا من الأزواج، وخاصة الجدد منهم، لا يعرفون كيفية التعامل مع هذا الجانب بشكل صحيح. لذلك، تتعدد التحديات التي يواجهونها. عندما يكون الوضع المالي مستقرًا وتدار الميزانيات بشكل سليم، فإن الأسرة تصبح أكثر تماسكًا واستقرارًا واطمئنانًا. هنا، لا أقصد الكماليات أو المظاهر، بل الأساسيات. من الضروري تنظيم الجانب المالي لتحقيق استقرار الأسرة، خاصة في ظل الأزمات".
"الخوف والقلق والتوتر مشاعر طبيعية"
ومضى قائلا: "المشاعر مثل الخوف أو القلق أو التوتر طبيعية جدًا في مثل هذه الظروف. ولضبط هذه المشاعر داخل العائلة، يجب أن يكون هناك تماسك أسري يعتمد على الحوار والحديث والمودة. دور الأب مهم جدًا في هذا السياق، إذ يمكنه احتضان الأزمة عبر الحديث مع أفراد الأسرة عن الظروف المحيطة. عندما نتحدث عن الخوف والقلق والتوتر، سواء بسبب الحروب أو الظروف الصعبة، يحتاج الأزواج إلى مناقشة هذه المواضيع بشفافية لضبط الأجواء العائلية وعدم السماح للتوتر بالتغلب على صفو الأسرة". وأضاف: "أما فيما يتعلق بالمهارات التي يجب أن يتبناها الزوجان للحفاظ على استقرار الأسرة، هناك استراتيجيات تشكل البنية التحتية للحياة الزوجية والأسرية. أهمها أن تقوم العلاقة على أسس التفاهم والمشاركة والوضوح والمودة والانسجام. يجب أن يمنح كل طرف للآخر "مساحة آمنة" للتعبير عن نفسه. في حال حدوث أي خلاف، من الضروري أن يتم الحوار بشكل بنّاء ومفتوح".
وأشار غنايم الى "أن استراتيجية الحياة الزوجية يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل والتقدير، حيث لكل من الزوجين دوره المهم في بناء الأسرة. العلاقة بين الزوجين تنعكس بشكل مباشر على الأبناء، فإذا كانت مبنية على الحب والاحترام والطمأنينة، فإن الأبناء سيشعرون بالاستقرار العاطفي والنفسي. هذا يساهم في نجاح العملية التربوية ويساعد الأبناء في اتباع المسار الصحيح في حياتهم".
"الاقبال ازداد"
وأوضح غنايم " أنه مؤخرًا تزايد الإقبال على طلب الاستشارات والتوجه إلى المهنيين والمستشارين المتخصصين في هذا المجال داخل المجتمع العربي. في الماضي، كان هناك نوع من التحفظ، ولكن اليوم بدأنا نرى تغيرًا في المفاهيم، حيث يدرك الناس أهمية الاستشارة ليس فقط عند وجود مشكلة، بل حتى قبل الزواج، كجزء من الإعداد لحياة زوجية ناجحة".