ومعنى ذلك أن نسبة متزايدة من الجمهور تلجأ الى السحب الزائد والمعروف باسم " المينوس " من حساباتها. وأظهر الاستطلاع الذي اجراه التطبيق المالي " كابتين كريديت " ان " الارتفاع الأكبر في مصروفات الجمهور الإسرائيلي كان في مجال مشتريات المواد الغذائية، اذ قال حوالي 50% من المشاركين بالاستطلاع أنهم يشعرون بارتفاع كبير بأسعار المواد الغذائية " .
للحديث عن هذه النتائج في استطلاع الرأي، استضافت قناة هلا، ضمن برنامج " هذا اليوم " مدقق الحسابات والمحاضر في جامعة بن غوريون وكلية سبير في النقب اياد شيخ احمد .
وقال مدقق الحسابات اياد شيخ احمد في حديثه لقناة هلا : " هذه المعطيات تؤكد ما نعرفه وما نعيشه في ظل الظروف والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد ، وارتفاع الأسعار والارتفاع الحاد في الزيادة البنكية التي وصلت في عام 2023 الى ذروتها بارتفاع لم يكن منذ سنوات طويلة ، يعطي الجواب الكافي لمعطيات هذا التقرير ، حيث أن ارتفاع أسعار المعيشة وارتفاع الزائدة البنكية والاوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد ، كل ذلك يؤدي الى أوضاع اقتصادية صعبة " .
وأضاف مدقق الحسابات اياد شيخ أحمد في حديثه عن تبعات السحب الزائد : " السحب الزائد معناه ارتفاع حجم الديْن على الأسرة والأفراد ، فعادة البنوك في دولة إسرائيل تعطي الأسر أو الافراد ما يسمى ائتمانا في البنك ، أي أن الأسرة أو الفرد يستطيع سحب الأموال دون رصيد ما يسمى " مينوس" ، وبرأيي أنها طريقة غير سليمة وغير صحيحة لسد العجز لأن الفائدة البنكية على السحب الزائد كبيرة . وبرأيي أن الأسر تضطر للسحب الزائد لسد الاحتياجات ، حيث أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في إسرائيل في السنتين الأخيرتين أدى الى زيادة السحب الزائد . وهذه المعطيات تؤكد وتوضح الضائقة المالية للأسر والأفراد " .
وتابع اياد شيخ أحمد بالقول لقناة هلا : " الفائدة البنكية على القروض في أغلب الأحيان أقل بكثير من الفائدة البنكية الموجودة على السحب الزائد " المينوس " لذا فان الحصول على قرض من البنك بنسبة فائدة بنكية معقولة أو أقل من الفائدة الموجودة على السحب الزائد ، ممكن أن يكون حلا منطقيا ولكن هذا الحل يكتمل عندما تكون هناك خطة لدى الأسرة للتعافي من السحب الزائد وتقليل الدين ، أما أن نحصل على قرض من أجل سد السحب الزائد ونعود بعد فترة قصيرة ونكون مرة أخرى في السحب الزائد " المينوس " فهذا الأمر معناه دخول الأسرى الى دوامة من الديون " .