logo

ما هي أفضل طرق لتربية الأطفال بأساليب إيجابية.. وجعلهم سعداء؟

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
11-09-2024 08:01:43 اخر تحديث: 11-09-2024 08:05:20

يعتقد بعض الآباء والأمهات أن تعليم القيم الأخلاقية السليمة أمر مستحيل، ويجدون أن إخبار الأطفال بأن يكونوا أكثر صدقاً أو اجتهاداً أو مراعاة للآخرين لا يُجدي نفعاً، ولكن إذا كان تعليم القيم أمراً مستحيلاً، ليس عدلاً أن تترك هذه المهمة،


 صورة للتوضيح فقط تصوير:Prostock-studio-shutterstock

في السنوات الأخيرة، حاولت بعض المدارس إضافة التنمية الأخلاقية إلى مناهجها الدراسية. لكن المدارس تواجه صعوبة في تعليم الأطفال القيم لأنها تتدخل متأخرة للغاية، ناهيك عن كونها قد لا تعرف شيئاً عن حياة الطفل. والأسوأ من ذلك أنها غالباً ما تكون على خلاف مع ما يتعلمه الطفل في المنزل عن القيم. الحقيقة بالطبع هي أننا نعلم الأطفال القيم يومياً، وفي كل دقيقة من حياتهم. والسؤال ليس ما إذا كان ينبغي لنا أن نعلمهم القيم أم لا، بل ما الذي نعلمهم إياه، فما ما هي أفضل طرق لتربية الأطفال بأساليب إيجابية.. وجعلهم سعداء؟ هذا ما يدلك عليه الخبراء والمتخصصون.

كيف يتعلم الأطفال القيم إذن؟
إن الطريقة التي يتعلم بها الأطفال القيم، ببساطة، هي من خلال ملاحظة ما تفعلينه أنت، واستخلاص استنتاجات حول ما تعتقدين أنه مهم في الحياة. وبغض النظر عما تعلميهنم إياه بوعي، فإن أطفالك سيخرجون من مرحلة الطفولة برؤية واضحة لما يقدره آباؤهم حقاً، وبنظام قيمي متطور خاص بهم.
وبالطبع، ليس الآباء هم المصدر الوحيد الذي يتعلم منه الأطفال القيم، ولا شك أن الأقران يؤثرون على أطفالك، وخاصة في مرحلة المراهقة. فمن الطبيعي أن يفكر الشباب بأنفسهم ويطورون نظرتهم الخاصة للعالم، ولكن الأبحاث تشير إلى أنه كلما كانت علاقتك بطفلك أقوى، كان عالمه ـ بما في ذلك آراء أقرانه ـ أكثر نقاءً من خلال القيم التي اكتسبها منك. ناهيك عن أنه إذا كان يتمتع الطفل بتقدير جيد لذاته وحياة منزلية دافئة، فإنه يكون أكثر ميلاً إلى اختيار الأصدقاء الأكثر انسجاماً مع قيمك.

القلق من رسائل وسائل الإعلام!
إن التلفاز معلم فعال. فبينما تحمل بعض البرامج التلفزيونية ـ وخاصة البرامج التلفزيونية العامة ـ العديد من الرسائل الاجتماعية الإيجابية للأطفال الصغار، فإن أغلب البرامج التلفزيونية ـ وخاصة البرامج التلفزيونية التجارية التي تتضمن إعلانات ـ تعلم قيماً تتعارض مع ما يريده أغلب الآباء لأطفالهم. ومن المؤكد أن من المفيد ألا يكون هناك صوت آخر في منزلك يبث قيماً متعارضة، وقد أظهرت الدراسات أن أغلب البرامج التلفزيونية التجارية لها تأثير سلبي واضح على قيم الأطفال، ووقت الشاشة بالنسبة إليهم، فيما يتصل بالرغبة في الاستحواذ والعنف والعرق وغيرها من القيم غير الإيجابية، بغض النظر عما تحاولين تعليمهم إياه.
وبالتأكيد بما أن التلفاز والمدارس ومجموعات الأقران والأفلام والكتب وغيرها من وسائل الإعلام كلها تشكل معلمين أقوياء لغرس القيم النبيلة في نفوس الأطفال ولكن بغض النظر عن مدى قوتها، فإن أغلب المراهقين ما زالوا يشيرون إلى والديهم باعتبارهم المصدر الأساسي لقيمهم.
وتشمل القيم كل ما هو عزيز عليك - مثل الأسرة، والتعليم، والديمقراطية، أو المساواة في الكرامة لجميع الناس - وما تعتقدين أنه من المهم أن تكوني عليه - مثل العطف، أو العمل الجاد، أو الصدق، لكن المشكلة أنه لا تتم مناقشة القيم في أغلب الأسر بشكل مباشر. يفترض أغلبنا أن أطفالنا سوف يطورون القيم تلقائياً، الأمر ليس سحراً فلا بد من مناقشة هذه القيم مع أطفالنا.
بالطبع، هذا الأمر معقد بسبب الفرق الواسع بينما يقوله البشر عن معتقداتهم، وما يفعلونه في الواقع في الممارسة العملية، فهما يختلفان في كثير من الأحيان. والناس لا يتصرفون دائماً وفقاً لقيمهم. وما سيفعله أطفالك عندما يواجهون خيارات صعبة سوف يعتمد أكثر على من هم، وليس على ما يقولون إنهم يؤمنون به.

ما هي القيم الإيجابية التي يجب زرعها لتربية الأطفال بأساليب إيجابية وجعلهم سعداء؟
يؤكد الخبراء أن هناك عشر كفاءات أخلاقية يحتاج إليها كل البشر: الحشمة، والإنصاف، والتعاطف، والتضحية بالنفس، والمسؤولية، والولاء، والواجب، والخدمة، والصدق، والشرف. لكن يضيف الخبراء إلى القائمة عدة صفات هي الشجاعة، والقدرة على السلام، والاعتماد على الذات، والجدارة بالثقة، والعفة، والاحترام، والحب، وعدم الأنانية، والرحمة.